مجلس التعاون.. يحتضر في الصحراء
قال موقع أوراسيا ريفيو للبحوث والدراسات إن مجلس التعاون الخليجيّ أصبح بعد الأزمة الخليجية الناجمة عن حصار دولة قطر كنسْرٍ يحتضرُ في صحراء الخليج، وبيّن الموقع أن مجلس التعاون منذ تأسيسه عام 1981، كان بمثابة مظلة لدول منطقة الخليج لتعزيز التعاون الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والأمني”.
علاوة على ذلك، لا يمكن إنكار حقيقة أنّ دول الخليج في شبه الجزيرة العربية كانت دائماً عرضة لتهديد شديد من جانب الدول الأخرى. فعلى سبيل المثال، زاد غزو العراق للكويت في عهد نظام “صدام حسين” في التسعينيات من الحاجة إلى اتخاذ تدابير أمنية رادعة في المنطقة.
وغالباً ما يقال إنه بدون وجود مجلس التعاون الخليجي، لم تكن تلك الدول لتحظى بأي وضع مميز في الشرق الأوسط.
وفي كل عام، تتجمع دول الخليج في قمة مجلس التعاون الخليجي لمناقشة الشؤون الجيوسياسية والأمنية في المنطقة، وهذا العام، تمّ عقد القمة في العاصمة السعودية الرياض، في شهر ديسمبر الجاري.
وكانت القمة مثيرة للجدل، بسبب دعوة للشيخ تميم بن حمد لحضور القمة، رغم استمرار الحصار المفروض على قطر من قبل السعودية والبحرين والإمارات ومصر، منذ يونيو 2017. ومع هذا الاستياء، امتنع امير قطر (تميم) عن حضور القمة الأخيرة، وبدلاً من ذلك، أرسل وفداً برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية، لحضور القمة. ولم تفاجئ هذه الاستجابة القطرية الباهتة الكتلة الخليجية، التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر، ولكن بالنسبة لولي العهد “ابن سلمان”، قد يكون ذلك إشارة إلى أن قطر لم تعد رهينة في رقعة شطرنج الخليجي. وجدير بالذكر أنه كان قد تم فرض نفس النوع من الحصار على قطر عام 2014 من قبل نفس الدول، لكن تمّ حل الأمر في القمة الخليجية في ذلك العام، ولكن يبدو أن الانقسام كان شديداً بين أعضاء المجلس في هذه المرّة.
علاوة على ذلك، كانت المواضيع الأساسية في القمة الأخيرة هي القضايا الأمنية، والسياسة النفطية، وحرب اليمن، والأنشطة الإيرانية، والحصار المفروض على قطر.
وقد بعثت قطر برسالة واضحة أنها لن تتنازل عن سيادتها. مع هذه التطورات السياسية السريعة في المنطقة، أسفرت القمة الأخيرة لمجلس التعاون الخليجي عن فشل كامل. ولم يكن هناك نقاش جاد حول حلّ النزاعات الكُبرى في منطقة الخليج، التي تظهر بوضوح الوضع الحالي للمجلس، الذي يبدو كنسر تقدّم به السنّ ويحتضر في الصحراء.
ارسال التعليق