موقع إيطالي: 2019 سنة فاشلة لولي عهد آل سعود
التغییر
نشر موقع "كونترو انفرماسيون" تقريرا تحدث فيه عن الأحداث الدموية التي جدت سنة 2019 بسبب أخطاء ولي عهد آل سعود المتعطش للدماء، محمد بن سلمان. واعتبرها سنة مليئة بالأخبار المروعة بالنسبة له بعد استمرار تداعيات الشكوك حول دوره في مقتل الصحفي السعودي الأمريكي البارز، جمال خاشقجي، منذ 14 شهرًا، وفشل سياساته في منطقة الخليج خاصة فيما يتعلق بالحرب اليمنية ومقاطعة قطر.
وقال الموقع في تقريره إن ولي عهد آل سعود لن يحقق نصرا واضحا على أنصار الله في اليمن المجاور ولن يحصل على أكثر مما كان يمكن أن يحققه منذ البداية دون الحرب.
وأضاف التقرير أن ابن سلمان فشل عندما خلط بين دولة قطر المجاورة ومطالبه. كما أنه لن يستطيع إجبار تركيا على سحب قواتها العسكرية من قطر نظرا لأن الأتراك سيغادرون بشروطهم عندما يكونون جاهزين لذلك.
من جانب آخر، لم ينجح بن سلمان في استقطاب المستثمرين الأجانب، كان ولي العهد يأمل أن يسارع المستثمرين الأجانب لشراء أسهم شركة النفط المملوكة للدولة، أرامكو، وزيادة تقييمها.
وعلى الرغم من ارتفاع السعر في الأيام القليلة الأولى للإعلان عن مبيعات أسهمها، مما أعطى الشركة تقييمًا بقيمة تريليوني دولارا، إلا أن الأسهم تداولت فقط في البورصة السعودية وكان جميع المشترين تقريبًا إما سعوديين أو عرب الخليج.
وأشار الموقع إلى أن سياسات ولي عهد آل سعود "العدوانية" في منطقة الخليج فشلت أو تم التراجع عنها على جميع الجبهات تقريبًا.
وتشير الأحداث الأخيرة إلى أن أفضل خيار له في الوقت الراهن يتمثل إيجاد طرق تنقذ الأرواح من أزمتين طويلتين ساهم في نشأتهما بشكل كبير وهما الحرب الجوية التي دمرت اليمن ومقاطعة قطر غير المجدية.
ومرت خمس سنوات منذ دخول آل سعود والإمارات العربية المتحدة الحرب ضد أنصار الله حيث شن سلاح الجو السعودي حملة قصف لا هوادة فيها، بينما قامت الإمارات بتنسيق الجهود العسكرية على الأرض.
وتسبب الصراع المتصاعد في مقتل الآلاف من الناس وانتشار المجاعة في أفقر بلد في العالم العربي، لكن ولي عهد آل سعود وكبار مسؤوليه خيروا الاستمرار في الحرب لعدم السماح بظهور حكومة صديقة لإيران على الحدود الجنوبية بفوز أنصار الله.
وعموما، لا تزال حركة أنصار الله تسيطر على العاصمة صنعاء، كما أنها ما زالت قادرة على إطلاق الصواريخ عبر الحدود.
وذكر الموقع أن جهود السلام المتعددة للأمم المتحدة أسفرت عن اتفاقيات شكلية لم تحقق سوى نتائج قليلة ملموسة، وفي آب/أغسطس، أعلنت الإمارات أنها ستنسحب من النزاع لأنها تحتاج إلى قواتها في الداخل لتفادي الهجمات المحتملة من إيران.
في المقابل، قال العديد من محللي الشؤون الإقليمية إن حكام الإمارات لديهم ما يكفي من الأسلحة. وفي هذا الشأن، قال السفير الأمريكي السابق، جيرالد فايرشتاين، إن الإماراتيين تحملوا وطأة هذه المعركة خلال الأعوام الأربعة الماضية، بينما اقتصر دور آل سعود على إسقاط القنابل.
واعتبر الموقع أن القرار الإماراتي قوض حملة ولي عهد آل سعود في إقناع أو إجبار أكبر عدد ممكن من الدول العربية على الانضمام إلى سياسة المملكة في مواجهة إيران وتأثيرها بكل الوسائل، وجعل هذا الانسحاب من ولي عهد آل سعود المحرك الرئيسي الوحيد لهذا الصراع الكارثي بعد أن تخلى عنه صديقه ولي عهد أبوظبي وزعيم دولة الإمارات، محمد بن زايد.
وفي أعقاب هذا الحدث، كتب إميل ناكله، المحلل التجاري الإقليمي المخضرم في وكالة الاستخبارات المركزية وغيرها من المنظمات، أن تأثير محمد بن سلمان بدأ في التراجع على الساحة الدولية.
ونوه الموقع بأن إصابة منشأتين سعوديتين بالشلل بسبب هجمات نفذت بالطائرات دون طيار وصواريخ يعتقد أن إيران قامت بها، مما أدى إلى خفض إنتاج النفط إلى النصف بشكل مؤقت، وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستنشر وحدات للدفاع الجوي لمساعدة آل سعود على حماية أنفسهم، لكن عندما فشلت إدارة ترامب في اتخاذ أي إجراء مباشر ضد إيران، قرر آل سعود تغيير تموضع قواتهم العسكرية لموجهة اليمن.
وذكر أن المسؤولين في نظام آل سعود وممثلي أنصار الله دخلوا في مفاوضات غير مباشرة بعد أسابيع قليلة من إعلان الإمارات العربية المتحدة انسحابها، عبر عقد مؤتمرات عبر الفيديو، تحت رعاية عُمان، وذلك وفقًا لعدة تقارير من المنطقة، وعلى الرغم من أن هذه المناقشات قد تؤدي إلى بعض التغييرات، إلا أنه من المحتمل أن تستمر بعض أعمال العنف في اليمن نظرا لأن تنظيم القاعدة استفاد من الجمود السياسي لتقوية نفسه في جنوب البلاد التي طالما كانت هدف آل سعود الأول.
وبيّن الموقع أن المقاطعة القطرية ليست مرتبطة بشكل مباشر بالحرب في اليمن ولم تثر أي أعمال عنف، ولكنها كانت لها آثار إقليمية واسعة النطاق، بإيقافها للحركة الجوية والمبادلات التجارية والتسبب في تشتت عائلات في الممالك الست التابعة لمجلس التعاون الخليجي.
وعموما، يتنامى الضغط على بن سلمان لتغيير سياسته التي لا تملك فرصة واقعية لتحقيق النتائج التي سعى إليها بعد أن فرض مع كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر حصارا دبلوماسيا واقتصاديا كاملا على قطر.
وأوضح الموقع أن تأثير هذه الحصار كان كبيرا في ظل إغلاق الحدود والمجال الجوي وفصل العائلات، وتوقف استيراد المواد الغذائية ومنتجات الألبان من الجزيرة العربية، وإيقاف الرحلات الجوية، ومن جهتها، قلل نظام آل سعود مع شركائهم من قدرة قطر في مجابهة هذا الحصار، في المقابل، استطاعت تجاوز مخلفاته بفضل ثروتها الهائلة من الغاز الطبيعي وإيجادها مصادر غذائية وأسواق جديدة في تركيا، كما زادت في علاقاتها التجارية مع إيران، التي تشترك معها في أكبر حقل للغاز في العالم.
وفي الختام، قال الموقع إن المقاطعة مستمرة على الرغم من جهود الوساطة المبذولة من دولة الكويت لوقف هذا الحصار الذي يشكل عقبة أمام التعاون، والذي لم يعد بالمقدور تحمله خاصة في ظل وجود اضطرابات كبيرة في الشرق الأوسط، بداية من ليبيا وصولا إلى لبنان إلى العراق.
ارسال التعليق