التغيير

تحدث المحلل السياسي الروسي" إيغور سوبوتين"، في مقال له بصحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية حول سير الرياض في طريق التطبيع مع طهران، وتراجع حظوظ "إسرائيل" في حشد العرب ضد إيران.

وجاء في المقال:

تحدثت مصادر لصحيفة "فايننشال تايمز" عن مباشرة إيران و المملكة مباحثات مباشرة، بوساطة عراقية.

وخلال الجولة الأولى من المشاورات التي جرت في التاسع من أبريل، ترأس الوفد رئيس جهاز المخابرات العامة خالد بن علي الحميدان. وأكد مسؤولون عراقيون واقعة الاجتماع لـ "فاينانشيال تايمز". وقال مسؤول تحفظ عن ذكر اسمه إن بغداد مصممة على مصالحة البلدين. وذكّر مصدر فايننشال تايمز بأن الجانب العراقي سبق أن حقق نجاحات في "تسهيل الاتصالات" بين إيران ومصر وإيران والأردن. وأضاف أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي "يريد شخصياً أن يلعب دوراً في تحويل العراق إلى جسر بين الدول المتنافرة".

وبحسب ما ورد، كان أحد البنود المدرجة على جدول أعمال المحادثات الإيرانية مع المملكة، خفض التصعيد في اليمن.

من غير المستبعد أن تكون حساسية البنية التحتية النفطية في المملكة (للضربات) قد أثرت في قرار المملكة التفاوض مع إيران وجهاً لوجه. ومع ذلك، كان من الواضح أن العامل الرئيس الذي أثر في قرار آل سعود هو استعداد إدارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات واستعادة خطة العمل الشاملة المشتركة من أجل تقليل التوترات في الشرق الأوسط.

المثير في الأمر هو كيف سترد "إسرائيل" على المحادثات الإيرانية مع المملكة. فبعد سلسلة من اتفاقيات السلام مع الدول العربية التي تم إطلاقها بوساطة ترامب، أبدت سلطات الكيان الصهيوني مراراً رغبتها في إقامة علاقات رسمية مع المملكة، مؤكدة على الحاجة إلى تفاعل كامل في مواجهة "التهديد الإيراني". ويرى محللون إسرائيليون أن الحوار المباشر بين طهران والرياض يبطل فاعلية هذه الحجة الآن. ربما يعني نجاح الحوار في بغداد أن الجهود الإسرائيلية المناهضة لإيران، عسكريا ودبلوماسيا، لن تحظى بعد الآن بدعم واسع النطاق في الشرق الأوسط. فقد اختارت الدول العربية الحوار.