أسبوعان لا ثالث لهما.. وتحرك أميري وعسكري لدحر سلمان ونجله
[حسن العمري]
بقلم: حسن العمريدأب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ قبل دخوله البيت الأبيض وحتى هذه اللحظة متعمداً إذلال وإستحقار وإهانة آل سعود على الدوام دون الإكتراث للأعراف الدبلوماسية والستراتيجية الأمريكية في التعامل مع أقرب الحلفاء طيلة العقود الماضية، حيث لا تغيب سيرة الأسرة السعودية الحاكمة عن لسانه في كل محفل خاصة خلال الأيام الأخيرة وحتى في جلساته المغلقة دون أن يتوانى من إحراج سلمان ونجله على الملأ، فهو الذي أطلق عليها "البقرة الحلوب" التي يجب إستحلابها ومن ثم يجب "ذبحها بعد أن يجف حليبها" ورسخها سياسة لإدارته في التعامل مع الرياض.
"نقل الرئيس الأمريكي وخلال لقاء خاص جمع بعض الداعمين له والطوق الأول الذي يلف من حوله في أحد فنادقه بالعاصمة واشنطن قبل أيام وأعاد عليهم قوله أنه من الضروري أن نتحكم بكل صغيرة وكبيرة في مشيخة آل سعود ولن نكتفي هذه المرة بالمال والنفط وأنما سنطلب المزيد منهم.. ونقل كيف خاطب الملك سلمان بأنه عليه أن يدفع الكثير الكثير من المال والبترول مقابل حماية عرشه من الإنهيار والسقوط وأن يمتثل بالكامل لإرادتنا" - وفق ما نقله جوش روغين معلّق صحيفة "واشنطن بوست" ، متباهياً أنه خالف التقاليد عندما لم ينحنِ للملك سلمان أثناء زيارته للسعودية على عكس ما فعله سلفه باراك أوباما.
إسراع ولي العهد السعودي في إجراء إتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لإعطاء السيد الأمريكي الإطمينان على الدف معيداً على بومبيو ما قاله والده لترامب بأنهما مستعدان للدفع إن طلب منهما !!؛ كل ذلك لن يحول دون أن يكرر الرئيس الأمريكي ترامب وللمرة الرابعة خلال الأيام الأخيرة، تهديداته لسلمان ونجله بالإهانة وفي خطاب جديد أمام أنصاره في ولاية آيوا وسط الولايات المتحدة، قال إن “ما نقوم به هو حماية دول غنية دون مقابل.. دون مقابل”.وتابع، هل تعتقدون أن السعودية دولة غنية؟ نعم، وأنا أبلغت الملك سلمان أن عليه الدفع”. وكرر “أنا آسف، عليك الدفع، سنحميك لكن عليك الدفع”.وأردف قائلا بنبرة مرتفعة “أخرج أموالك، عليك الدفع، عليك الدفع”. مشيراً الى ما قاله من قبل .."أجريت مع الملك سلمان حديثا مطولا، وقلت له إنك تمتلك تريليونات من الدولارات، ربما لن تكون قادرا على الاحتفاظ بطائراتك، إذا ما تعرضت السعودية عما قريب لهجوم، لكن معنا أنتم في أمان تام، لكننا لا نحصل في المقابل على ما يجب أن نحصل عليه، إذا لم تدفع المزيد فأنك ربما لن تتمكن من البقاء في العرش حتى لأسبوعين من دون دعم الجيش الأمريكي”.
مصادر دبلوماسية غربية كشفت النقاب عن أن عدداً من أبناء الأمير أحمد بن عبدالعزيز، شقيق سلمان قد غادروا المملكة قبل ايام، في أعقاب التصريحات التي أطلقها خلال مقابلته لمعارضين هتفوا ضد عائلة “آل سعود” في العاصمة البريطانية لندن، محملا مسؤولية ما يحدث في اليمن لشقيقه الملك “سلمان” وولي عهده التي أحرجتهما كثيراً، وأن قراره بعدم العودة للبلاد يأخذ منحى أكثر جدية، بعد إخراج أولاده أيضاً، ما ستشكل خطوته هذه أكبر تحد علني لحكم "سلمان" ونجله.
في الوقت ذاته كشفت مصادر أمنية أوروبية عن وصول الأميران السعوديان سعد بن عبد الله بن عبد العزيز ووالدته حصة لينضما الى الأمير أحمد بن عبد العزيز، في المنفى الاختياري، مشددين أن الأيام القادمة ستشهد تكتل مجموعة من الأمراء في الخارج بغية تشكيل سلطنة في المنفى والعمل معاً على إزاحة سلمان ونجله من العرش، ما دفع بالأخيرين الى تشديد الرقابة الأمنية والعسكرية وفرض الإقامة الجبرية على سائر أمراء الأسرة الحاكمة المتواجدين داخل المملكة، أو توجيه تهديداته وتطميعات لآخرين يعيشون في الخارج بعدم اللحاق بالأمير أحمد وأعوانه.
مراقبون للشأن السعودي وإستناداً لتصريحات بعض كبار المسؤولين الأمريكيين عبر وسائل الاعلام، أكدوا أن سلمان بن عبد العزيز لن يخالف ربه الأعلى وسيدفع ”الجزية” لترامب والجزمة على رقبته، ما دعا محمد بن سلمان للإسراع في إجراء مقابلة مع وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية الجمعة الماضية معبراً فيها عن ودّه وإمتنانه للرئيس الأمريكي ترامب وأنني “أحب العمل معه. تعرفون، يجب أن تتقبلوا أن أي صديق سيقول أمورا جيدة وأخرى سيئة”، لرأب الصدع القائم فيما بين واشنطن والرياض وقبل فوات الأوان وإنتهاء الأسبوعين التي حددهما ترامب لسلمان للدفع مقابل حماية العرش - حسب صحيفة حرييت التركية نقلاً عن شبكة "أيه بي سي" الأمريكية.
مصادر إستخباراتية أميركية وأوروبية أتفقت على وجود تحركات عسكرية ملحوظة في العاصمة الرياض واطراف القصور الملكية غالبها قوات أميركية جواً وبراً لم تلحظ من قبل، فيما نقلت وسائل اعلام عربية وبريطانية وأميركية عن لجوء العشرات من كبار ضباط والقطع العسكرية الكبرى السعودية الى السفارة الأمريكية في العاصمة الرياض الأسبوع الماضي، ماهدد بإصطكاك عسكري بين المارينز الأمريكي والجيش السعودي لتهدد سفارة الولايات المتحدة القيادة السعودية بعدم التحرك لقمع التحرك، ماينذر عن بدء الإنشقاق في الجيش السعودي وهو الذي كان يتوقعه المراقبون منذ فترة، وبدت تظهر بعض ملامح الإنشقاق للعلن.
صحيفة الإندبندنت البريطانية قالت: إن تصريحات الرئيس الأمريكي رغم أنها "فجّة وتفتقر للدبلوماسية واللياقة" تجاه الملك سلمان، لكنها "أظهرت هشاشة النظام في السعودية وعَرّته لتُظهر نقاط ضعفه"؛ موضحة أنه "على مدى نصف القرن الماضي، كان هناك الكثير من التحليلات التي تشير الى ضعف النظام السعودي، وأنه غير قادر على الصمود، وأنه سيتجزّأ".
البعض يقول أن ما فعله النظام السعودي بجمال خاشقجي ستكون شرارة النار التي ينتظرها ترامب لعدم الوفاء بإلتزاماته تجاه سلمان في حماية ودعم ولي العهد بلوغ العرش مبكراً والتصدي للتهديدات التي تعترض طريقه، ينكشف ذلك عبر تهديدات السيناتور في مجلس الشيوخ الأمريكي ليندسي غراهام، في سلسلة تغريدات نشرها على "تويتر" لسلمان ونجله، بقوله أنه تحدث مع السيناتور بوب كوركر والسيناتور بن كاردن وآخرين حول المخاوف المشتركة فيما يتعلق بمكان وطريقة معاملة خاشقجي؛ مهدداً بالقول: "الكل متفقون على أنه إذا ما تأكدت الاتهامات ضد الحكومة السعودية، فإن ذلك سيكون مدمرا للعلاقات بين السعودية وأمريكا، وسيكون ثمة ثمن كبير يتعين دفعه وليس اقتصاديا فحسب".
صحيفة "الديار" اللبنانية ووسائل اعلام اخرى كتبت تقول: أن ملثمين هاجموا ليل الاثنين الثلاثاء بعد منتصف الليل منزل شقيق المخطوف او القتيل جمال خاشقجي المرحوم احمد الخاشقجي شقيقه، ووجدت جثته مذبوحة على الأرض في قلب الدار الرئيسي ووجدت زوجته مقتولة بطعنات خناجر في صدرها فيما يبدو ان أولادهم الثلاثة هربوا من المنزل الى منازل قريبة واستطاعوا الهرب ولم يتم قتلهم. وكان القتيل احمد خاشقجي شقيق جمال خاشقجي السياسي والصحافي الذي فُقد وقيل انه تم قتله اثناء دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول قد صرح في بيان بأن حياة شقيقه مسؤول عنها ولي العهد محمد بن سلمان.
ارسال التعليق