من وعد بلفور الى الرياض.. هكذا يخدم آل سعود "اسرائيل" بالمجان
[حسن العمري]
* حسن العمري
احتضنت الرياض خلال يومي 30 و 31 أكتوبر أكتوبر/تشرين الأول الماضي ما أسمته المؤتمرالأول لـ"التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين" في مسعى من "بن سلمان" للتوصل الى إقامة دولة فلسطينية في إطار حل الدولتين المتعثر منذ أكثر من 3 عقود، والذي حضره 94 دولة ومنظمة دولية- وفق ادعاء الرياض والحقيقة تجافي ذلك.. استهله وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بكلمة أكد فيها أن "تصاعد العنف والانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان، الى جانب توسع الصراع إقليمياً، يتطلب موقفاً حازماً من المجتمع الدولي لوضع حدٍ لهذه الانتهاكات التي تُقوّض فرص حل الدولتين، وتدفع نحو مزيد من عدم الاستقرار"- وفق بيان للخارجية السعودية.
الاجتماع الذي حمل شعاراً ملوناً جذاباً كاذباً مزيفاً خادعاً، ولد ميتاً اختتم بكلمة وكيل الوزارة للشؤون الدولية المتعددة عبدالرحمن الرسي، دون ذكر ما تم التوصل اليه خلال يومي الاجتماع وما طرح خلال اجتماع كان هو من أجل إحياء فكرة لآل سعود المعروفين بغدرهم وخيانتهم قضية الأمة الأولى إلا وهي فلسطين منذ يوم نشأة دويلتهم الحالية وحتى يومنا هذا.. ما أكده الرئيس الإسرائيلي حاييم وايزمن في مذكراته، بقوله: ان رئيس الوزراء البريطاني آنذاك تشرشل قال لي خلال توديعي في لندن «أريد أن أرى ابن سعود سيداً على الشرق الأوسط وكبيراً كبر هذا الشرق، على أن يتفق معكم أولاً يا مستر حاييم، ومتى تمّ ذلك يجب عليكم أن تأخذوا منه ما تريدون أخذه.. إنشاء الدولة السعودية هو مشروع بريطانيا الأول.. والمشروع الثاني من بعده إنشاء الدولة اليهودية بواسطته».
الرئيس الأمريكي جيمي كارتر هو الآخر أوضح موقف حكام البلدان الخليجية وفي مقدمتهم آل سعود من فلسطين جملة وتفصيلاً، كاشفاً "لا يريد الحكام العرب خاصة الخليجيين رؤية الفلسطينيين بدولة مستقلة تماما من شأنها أن تفتح بلدانهم للخراب" - من محضر لقائه مع الرئيس البرازيلي والذي نشره الأرشيف الوطني الأمريكي تحت رقم: (ار. جي ٥٩، ملف بي: ٨٥٠١٠٤ – ٢٢٤٨)؛ مضيفاً "إن القادة العرب يعترفون سرا أن رؤية فلسطين كدولة مستقلة ستكون نقطة محورية للتخريب مثلها مثل ليبيا أو العراق، وكمصدر مستمر للاستفزاز.”. ورسالة عبدالعزيز للمندوب البريطاني آنذاك (1915) السير بيرسي كوكس بأنه "أنا السلطان عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل السعود أقر و أعترف الف مرّة للسير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظماء لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود او غيرهم كما تراه بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها حتى تصيح الساعة".
وزير الداخلية الإسرائيلي الحاخام أرييه درعي قالها وبملء فمه خلال مقابلة مع موقع “هيدابروت” العبري بعد اتفاق التطبيع الإماراتي البحريني مع “إسرائيل”، “يجب أن يزور حكام العرب بلادنا لخدمة اليهود، ولا يجدر بنا أن نستقبلهم كشركاء.. الحكام العرب في التوراة هم مثل حمار موسى الذي يجب أن يركب ويصل الى وجهته.. لن يمكن تحقيق سلام استراتيجي بين اليهود والمسلمين، والعرب هم دوابّ موسى ويجب علينا فقط ركوبهم للوصول إلى الوجهة النهائية! فشراء سرج جديد وعلف جيد للدابة من واجب صاحبها، ولكن يجب أن ينظر صاحبها إليها كوسيلة للركوب فحسب.. إن مكان الدابة في الإسطبل ولا أحد يذهب بها إلى غرفة استقبال بيته.."؛ عبدالعزيز باع فلسطين مقابل 20 مليون جنيه والبقاء في العرش.. ثم دوره الخياني وابنه فيصل في إخماد ثورة 1936 التي قامت في فلسطين ضد الإنكليز- من مذكرات الأكاديمي والمتخصص في الشؤون العربية هاري سانت جون فيلبي.
القضية الفلسطينية لم تسلم منذ القدم وعلى مر العصور من الخيانات والمؤامرات لآل سعود ومن حولهم من حكام عرب عملاء، غير أن التاريخ على كثرة ما فيه من هذه المحطات المخزية حافل كذلك بالعبر لمن شاء أن يعتبر، ولعل أوضحها أن الخائنين مهما استتروا يُفضحون، وأن المرتزقة مهما بلغ جمعهم لا يفلحون، وعلى الباغي تدور الدوائر.. تضافرت الجهود بالوفود الى المؤتمرات المزيفة التي لا تساوي قراراتها حتى قيمة الحبر الذي تكتب به.. فقد احتضنت العاصمة البولندية وارشو خلال يومي 13 و14 فبراير الجاري عام 2019، مؤتمراَ ضم أكثر من ستون دولة وبمشاركة عربية لأول مرة منذ تسعينيات القرن الماضي، السعودية والأمارات والبحرين أول المنفذين لأوامر "ترامب" الذي تزعم المؤتمر برفقة رئيس الاحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتن ياهو"، وسط غياب معظم الدول العظمى أمثال روسيا والصين وبمشاركة مخيبة للآمال لكلاَ من فرنسا وألمانيا بل وحتى بريطانيا.
تصريح "مايك بينس" نائب الرئيس الأمريكي آنذاك، في افتتاح مؤتمر وارشو كشف الكثير من قيمة الحكام العرب البائسة الرخيصة المذلة قائلا: "أن حقبة جديدة تشهدها المنطقة، بالتئام نتنياهو مع قادة كل من البحرين، والسعودية، والإمارات في المؤتمر، واقتسامهم الخبز معا، واحتسائهم لنخب "السلام"، وتشاركهم لنفس الرؤية حول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، أو كما سماها بينس "وجهات النظر الصادقة حول التحديات التي تواجه المنطقة" (ما يعني القضية الفلسطينية وضرورة توحيد الموقف والإرادة في إنهائها من الوجود).. كل ذلك كان مؤشراً واضحاً على خروج أفاعي التطبيع العربية الخيانية الرذيلة الغدارة وفي مقدمتهم آل سعود من جحورها، وتأهبها للدغ كل من يعارض أو ينتقد انبطاحها المعلن لرغبات الصهاينة.
محمد بن سلمان على خطى جده عبدالعزيز وعمه عبدالله الذي طرح فكرة "حل الدولتين" أو ما أطلق عليها ولي العهد السعودي آنذاك عبدالله "مبادرة السلام العربية" خلال "قمة بيروت" العربية عام 2002، وهي " قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية".. ذات ما طرحه محمد بن سلمان في مؤتمر الرياض لـ"التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين"، لا أكثر ولا أقل تلك الفكرة التي رفضها الاحتلال الاسرائيلي جملة وتفصيلاً مصراً على قيام "اسرائيل الكبرى" من النيل الى الفرات وعلى حكام العرب الإنصياع لهذه الرغبة وتنفيذها إن أرادوا البقاء في السلطة، ولكن على أي أرض سيحكم هؤلاء الأغبياء الخونة المنبطحين الذين يخدمون بيت العنكبوت بالمجان في كل عقد وزمان.
ولي العهد السعودي "بن سلمان" المستعجل للجلوس على عرش السعودية جاهز لمثل هذه المسالة بل وأكثر من ذلك تماما، خاصة بعد تصريحه الشهير حين قال: "من حق إسرائيل أن تكون لها دولة على أراضيها الخاصة".. فما يفعله ولد سلمان المدلل الطائش ليس وليد اللحظة بل له جذور تمتد لجده المؤسس "عبد العزيز" الذي باع فلسطين بثمن بخس، على مدى أكثر من مائة عام تزاحمت فيها الوعود الباطلة، المتضاربة والمتناقضة من وعد بلفور الى صفقة القرن مروراً بمؤتمر وارسو.. يعيد التاريخ نفسه لكن ثمنه يتضاعف مع كل صفقة! مائة عام من الخيانة وأكثر كانت فيها "الأرض منفى والتاريخ مأساة" وأثمرت بذور الشر التي ألقى بها بلفور في أرض فلسطين أشواكا ودما ودموعا لكن مهما طال بقاؤها بين أيدي اليهود … لنا عودة.
"لاحظت أن نسبة العرب الموالين لإسرائيل تتضخم بصورة غير منطقية، أنا كيهودي عليّ أن أوضح نقطة مهمة : هي عندما تخون أنت كعربي أبناء شعبك باراء عنصرية صهيونية نحن نحبك مباشرة لكن…..حبا كحبنا للكلاب!.. صحيح أننا نكره العرب لكننا عميقا وفي داخلنا نحترم أولئك الذين تمسكوا بما لديهم، أولئك الذين حافظوا على لغتهم وفكرهم ولهذا يمكنك أن تختار.. اما كلب محبوب أو مكروه محترم!- الكاتب الإسرائيلي (شاي جولدبيرغ) المقرب من القرار في حكومة الاحتلال.. ترى حتى الأعداء لا يحبون الخونة.. الكلاب المحبوبة (تُدَلَّع) فترة من الزمان وتكون لها مدة زمنية محددة وتنتهي الصلاحية وتحل مكانها كلاب أخر والقديمة منها تطرد وتشرد وتصبح كلابا ضالة تصيب من تعض بداء(السَعَر) واخيرا تُطلق عليها رصاصة الرحمة لأنها أصابت قومها بالضرر، فيا حكامنا ويامن تطلقون على أنفسكم قيادات العرب.. كونوا اسوداً مكروه ولا تكونوا كلاباً محبوبة.. إني لكم لمن الناصحين.
ارسال التعليق