مهرجان "كلب هبل" للكلاب وصمت مشايخ المملكة.. ماذا بعد.؟!
[جمال حسن]
* جمال حسن
تعدت مرحلة المراعاة وطاعة "ولي الامر" وبلغ صمت ما تسمى "هيئة كبار العلماء"، الخنوع والخضوع والانبطاح وكسب رضا المخلوق بسخط الخالق على ما تشهده بلاد الحرمين الشريفين من مهرجانات فسق وفجور وتفشي الإلحاد والعلمنة والرقص المختلط الماجن في الشوارع وعلى سواحل البلاد خاصة مدينة جدة التي تعد المحطة الأولى لكل معتمر وحاج.
لم يعد للمؤسسة الدينية في المملكة أدنى احترام أو اهتمام أو أخذ برأي أو تقدير بعد أن كانت اليد الدينية الضاربة في دعم قرارات سلطة آل سعود حتى بلغت ذروتها في تمهيد الآلاف من السذج من الجزيرة العربية وخارجها لما أسمته بـ"الجهاد" وعلى مختلف صنوفه الانتحاري والحربي للعبث في سوريا والعراق واليمن وأفغانستان وباكستان؛ لتبلغ النفرة على المستوى الشعبي والسلطوي اليوم.
فلم تتوانى هذه المؤسسة وأعضائها المعروف عن تشددهم للرأي الديني حتى أفتوا بحلية قتل سائر المسلمين الذين هم ليسوا على المذهب الوهابي السلفي، راح ضحيته الملايين من الأبرياء بين قتلى وجرحى في مختلف بلادنا الاسلامية والعربية؛ وإذا بها تلتزم الصمت المطبق لما يجري من استعراض للخليعة وكشف الحجاب والتعري في بلاد الوحي والتنزيل.
حتى انها لم تعد عمياء صماء أمام مهرجانات آل الشيخ "كلب هبل" آل سعود الغنائية والراقصة الماجنة فحسب، بل حتى في مشاركة الفرق اليهودية الصهيونية وما "مهرجان الكلاب" الذي يتشدق بإقامته لآول مرة محمد بن سلمان ومن قبله عدة اجتماعات للملحدين والداعين للعلمنة سوى بداية الطريق لتفسيق مجتمعنا وإبعاده عن معتقداته الإسلامية وتقاليده الاجتماعية.
فقد ذكر أحد المقربين من "آل الشيخ" كلب هبل المسعور والقائم على هذه المهرجانات الفاسدة الفاسقة التي تقام بأموال الشعب المسروقة والمنهوبة من لقمة عيش المواطن، بأن ميزانية إقامة "مهرجان الكلاب" الذي تقيمه ما تسمى "هيئة الترفيه" السعودية أكثر من 100 مليون دولار حيث غالبية الضيوف الأجانب (أكثر من 250 كلباً) قدموا للمشاركة في هذا المهرجان الأول من نوعه على حساب ميزانية الحكومة السعودية مع ضمانات وتأمين لهم ولكلابهم .
ومن المعيب جداً على "هيئة كبار العلماء" صمتها ليس على هذا المهرجان لوحده بل ما سبقه من مهرجانات فسق وتحلل خلقي وأخلاقي لجيلنا الصاعد مثل "عالم باربي" الذي تدور قصته على العلاقة الجنسية بعيداً عن المعتقد الاسلامي وتقاليد شعب الجزيرة العربية، الى جانب تشجيعه على المثلية وكذا حذف الآيات القرآنية المتعلقة بها ونبذ اليهود ومكرهم للمسلمين من الكتب الدراسية.
وفي الإطار ذاته تجاوز بعض أعضاء "هيئة كبار العلماء" كل ما جاء به الإسلام من قوانين للحياة السلمية الراقية القائمة على الأخلاق السمو، وهيئوا لمثل هذه الأيام النكرة الفاسدة في الإفتاء على قنوات التلفزة العامة بحرمة التعرض للولي وإن قام بعمل منكر
ويعلل "كلب هبل" المسعور إقامته "مهرجان الكلاب" في بلاد الحرمين الشريفين هو لـ"إظهار مهارات وقدرات الكلاب المشاركة في مجالات متنوعة مثل الصيد، ومسابقات الرشاقة، ومسابقات الكلاب البوليسية والتي تضم أربع بطولات هي: بطولة العالم للكلاب السلوقي، ومسابقة للكلاب الألمانية «شوتزهوند» المعروفة حالياً باسم (IGP)، وبطولة العالم للكلاب الراعية، ومسابقة جمال الكلاب الصغيرة.
في الوقت الذي يجتاح العشرات من أبناء الشعب وكذا عشرات آلاف المسلمين الجوع يومياً ومحمد بن سلمان ومن يحوط به من فسقة وفاجرين يبذخون من بيت المال العام على هكذا مهرجانات لا تمت إلى التطور والتقدم والتنمية والتوسعة من صلة لا من قريب ولا من بعيد، ولم نشاهد إقامة مثل هذه المهرجانات الفاجرة حتى في بلاد الغرب المتدني والمنحط؛ فيما قبلة المسلمين تضم كل هذه الأعمال الشيطانية على طول العام.
ولقد واجه مهرجان "كلب هبل" المسعور هذا ردود فعل على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل أبناء شعبنا المؤمن والحر رغم معرفتهم بخطورة الأمر الذي ربما سيؤدي الى نهاية حياتهم أو تغييبهم كما فعل من قبل بأقرانهم الذين اعترضوا على الفسق والفجور في المملكة، حيث لا يعرف عن مصيرهم أحد بعد.
فكتب البعض من النشطاء ومنهم تركي الشلهوب في تغريدة له، أن "المملكة بمكانتها الدينية وشعبها الكريم أكبر وأكرم من أن يُقام فيها مهرجان للكلاب"؛ فيما عبرت وفاء الكواري في تغريدتها عن رفضها لمهرجان الكلاب، واصفة المسابقة بأنها من "مظاهر التغريب" التي تجتاح بلاد الحرمين.
وكتبت وفاء: "مؤسف جداً في مكان مقدس يعطون الحيوان ما ليس له من تكريم وتقديس". من جانبه كتب الناشط السعودي المعارض عمر بن عبد العزيز يقول: "كل واحد وطموحه، فيه حكومات تقاتل وحكومات ترسل صواريخ وأخرى تفاوض وتفك أسرى وتحل عقداً، وحكومات تحتفل بتنظيم مهرجان للكلاب".
انها اشارة واضحة الى موضع محمد بن سلمان وسلطته المجرمة مما يدور من أحداث وإجرام يتعرض له أهلنا في غزة هاشم من قبل المحتلين الصهاينة وهيئة الترفيه تشغل الشارع السعودي بالفسق والفجور وتفشي ظاهرة ابتياع الكلاب في صفوف شبابنا، وانشغاله عما يحدث لأطفال ونساء غزة والضفة الغربية المحتلة من قتل ودمار ومجازر غير مسبوقة في التاريخ البشري.
مساعٍ كبيرة جداً يبذلها محمد بن سلمان وكلبه المسعور آل الشيخ في ظل صمت وعمى "هيئة كبار العلماء" وفي بعض الأحيان نرى دعمها لمثل هذه الأفعال القذرة، مثل تفشي ظاهرة ابتياع الشباب السعودي للكلاب خاصة في الوسط الأنثوي لأغراض غريبة بصورة فاقة التصور، فيما الغرب بات اليوم يبتعد عنها بشكل كبير.
كتب أحدهم "أن ما يفعله محمد بن سلمان (مهرجان الكلاب) استفزاز مباشر لمشاعر كل عربي ومسلم في العالم.. السعودية لا تحتاج الى خصوم أو أعداء من خارجها يتربصون بها لكي يشوهوا صورتها يكفي أن يكون هناك مسؤولون مثل تركي آل الشيخ وشلته لكي يقوموا بهذا الدور على أكمل وجه، و يوردها المهالك”.
المهم في حالة مشايخ المملكة، الذين صمتوا على "مهرجان الكلاب"، وتعاموا عما هو من قيم وأخلاق ودين وطهر في مهرجانات المسخ الغنائية في أرض المقدسات، وبات من العادي أن تكون مواقفهم فقرة من فقرات تظاهرات الرقص على الجماجم في مهرجانات من نوع مهرجان أولاد شحيبر العالمي ("شحيبر" كلب العائلة الثرية في مسرحية "الواد سيّد الشغّال"، والمدلل بنوعية طعامه وفراشه دلالاً حسده عليه عادل إمام)"- كتب أحدهم وبتصرف.
لك الله يا أرض النبوة والوحي والتنزيل والمقدسات الاسلامية، فإن النباح أضحى مواسمَ وكلابا وأولادَ شحيبر باتوا اليوم هم من يحكمون البلاد والعباد بقبضة حديدية ينهشون بمخالبهم كل من يتفوه بكلمة حق أو إرشاد للعدل والمساواة وحرية الرأي والتعبير، أو حتى رفضه لما يجري من مخازي يندى لها جبين حتى الفاجرات.
"كلب هبل" يقيم مهرجاناً للكلاب في بلاد قبلة المسلمين، وسط المذابح التي توجع ضمير العالم كله، بمسلميه ومسيحيه وكل الملل فيه، مما يجري في غزة، والمشاهد التي تجري الدمع في عيون “آدميين” في أقصى الأرض على أشلاء الأطفال الممزقة!!.
ارسال التعليق