السعودية تدمر إيران بالكرتون !!!
السعودية تدمر إيران وتعيدها إلى العصر الحجري، للدفاع عن سفينتها، ويخرج الإيرانيون فرحين حاملين صور الملك السعودي في شوارع طهران يهللون لهذا النصر!!!
يصعب على الشخص تخيل مثل هذا المشهد في السينما في هوليوود ولا حتى السينما الهندية بوليوود الأكثر من نظيرتها الأميركية فنتازيا، ويصعب تخيل هذه القصة في روايات الأساطير مثل سندباد، ولكن إذا كانت قصة من كرتون ربما يسهل تخيلها ولكن مع قليلا من المناديل لمسح الدموع من كثرة الضحك عليها.
نعم هذه القصة حصلت عندما أنتجت الرياض مقطع فيديو يروي هذه الأحداث، بعد انتكاسات ونكبات بالجملة ضربتها، فلم تجد غير الكرتون وسيلة لتطفي نارها، فقد هزم مشروعها في العراق وسوريا، وها هي مهزومة مكسورة في اليمن الفقير، والبحرين عاجزة عن إسكات شعبها، وأخيراً فشلت في فلسطين المحتلة، وهزمت في أن تمنع حليفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وهي من دفعه لهذا الاعتراف، وهو ما جعل ورقة توت الأخيرة تسقط عنها.
السعودية طرحت في مقطع فيلم الكرتون أنها دخلت في حرب وضربة استباقية لإيران دمرتها على بكرة أبيها وانتصرت، ولكن ها هي السعودية فعلاً في حرب مع اليمن الفقير أساساً ودمرته ولم تنتصر؟ وها هي الرياض تهرول تشتكي إلى الامم المتحدة والولايات المتحدة من الصواريخ اليمنية التي تتساقط عليها ليلاً ونهاراً وبلغت عمقها الاستراتيجي، فكيف ستنتصر على إيران، التي دخلت بحرب لمدة 8 سنوات مع نظام صدام حسين الذي كان العالم كله خلفه، وكانت الثورة الإيرانية فتية لم تتجاوز السنة، ولم تنكسر وبقيت صامدة، فكيف الآن بعد 40 عاما؟
الولايات المتحدة لم تستطع أن تكسر إيران، وأجبرت لتجلس على طاولة المفاوضات، وتعترف بطهران كدولة نووية رغما عنها، فتأتي الرياض الآن تريد أن تهزمها وتكسرها؟ إيران لن تدمر السعودية ولن ترسل عليها الآلاف أو مئات الآلاف من الصواريخ الذكية والاستراتيجية التي تملكها لأنها ليست مخصصة لتدمير الدول العربية والإسلامية وخصوصا لو كانت جارة، ولكن سترسل صاروخين ربما على محطات تحلية المياه، تعطش السعودية وما حولها لعشرات السنين وتجبرهم على استيراد المياه من إيران، ووقتها طهران لن تبيع لهم الماء بل سترسله على شكل مساعدات إنسانية.
السعودية فشلت في جميع ملفاتها خارجيا وحتى داخليا، حيث يقف الأمير الوليد بن طلال سداً منيعا أمام محمد بن سلمان، الذي زج به بالسجن ولكن لم ينكسر ويواصل ثورته عليه، وتريد الآن تصدير أزماتها ومشاكلها للخارج ولكن عن طريق فيلم كرتون، لأنها معذورة، أكثر من ذلك لا تستطيع أن تعمل.
نحن نأمل أن تجلس السعودية على طاولة الحوار مع إيران وأن تنحل جميع الخلافات والمشاكل قبل فوات الأوان.
وأتذكر هنا قصة حدثني إياها أحد الدبلوماسيين الإيرانيين، وهي عندما عقدت أول جلسة محادثات بين مجموع دول 5+1 الكبرى وإيران في العراق، أصر الوفد الإيراني على موعد معين في أحد قصور صدام حسين، وعندما افتتحت الجلسة قال الوفد الإيراني “منذ 40 عاما قدم سفرائكم إلى هنا لهذا القصر لتقديم عروض التسليح لصدام حسين لكسر الثورة وهزيمتها، ولكن نجلس الآن معكم بنفس القصر لتحاورونا، فنأمل أن نصل إلى نتيجة، لأننا لا ندري أن سنجلس بعد 40 عاماً أيضاً لتحاورونا”.
نتمنا أن تكون السعودية قد فهمت الرسالة لأن تكلفة الطيش غالية جدا، وإن كانت الرمال اليمنية تغرق، فالجبال الإيرانية تدمر.
ارسال التعليق