شركة هوليوودية تعيد للسعودية استثمارات ب400 مليون دولار
ما زالت جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي البشعة تتفاعل اقتصادياً رغم مرور أكثر من 5 أشهر، ضاربة الاقتصاد السعودي في مقتل.
وقد هربت بسبب هذه الجريمة العديد من الشركات والمستثمرين من السعودية. وباتت مقاطعة وكالة إنديفور، وهي أهم شركة أمريكية تعمل في مجال الرياضة والتلفزيون والأزياء وغيرها من مجالات الترفيه، النموذج الأحدث لهروب الشركات والمستثمرين من السعودية. وكانت صحيفة ”واشنطن بوست” قد كشفت أن واحدة من أكبر الشركات في هوليوود قامت بإعادة استثمارات بقيمة 400 مليون دولار للحكومة السعودية بعد ردود فعل استنكاريّة شديدة بعد جريمة قتل خاشقجي. ونقلت الصحيفة عن شخص مطلع تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، قوله إن وكالة “إنديفور” قبلت الأموال في الربيع الماضي من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، بعد أن أعجب، رئيسها التنفيذي، بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
لكن سرعان ما انقلب كل شيء بعد جريمة قتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول. وتحدث رئيس الشركة عن استيائه من التقارير خلال مؤتمر تلفزيوني في فرنسا - ووصف جريمة مقتل خاشقجي بأنه “مثير جداً للقلق” - ويبدو أنه كان يبحث عن طرق لإعادة الأموال. وبحسب الصحيفة قالت مصادر في هوليوود في وقت لاحق إن شركة “إنديفور” كانت ترفع رأس مالها من مصادر أخرى حتى يتمكن من تسديد مبلغ 400 مليون دولار. ومع مرور أشهر على عدم وجود أخبار، تكهن البعض بأن “إنديفور” كانت تأمل أن يمر الجدل حول قتل خاشقجي بهدوء. لكن المفاوضات مع السعوديين لإعادة الأموال المستثمرة، اكتملت قبل عدّة أسابيع، وفقاً للشخص الذي تحدث إلى “واشنطن بوست”. ولم يعلق ممثلون عن كل من صندوق الاستثمار العام السعودي وشركة إنديفور.
ومع تواصل تداعيات قضية اغتيال خاشقجي على السعودية، والتي أدّت إلى انتقادات كثيرة طالت سهامها ابن سلمان، ووصلت إلى حد المطالبة بعزله، وأخرى تمثلت في مقاطعات اقتصاديّة. وإثر اختفاء السعودي خاشقجي، منذ دخوله قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، بالثاني من أكتوبر الماضي، وشيوع تسريبات تؤكّد مقتله هناك، وتورُّط فريق سعودي مرتبط بولي العهد السعودي في ذلك، باتت سمعة المملكة على المحك.
وإلى جانب العديد من الشخصيات، أعلنت مؤسسات سياسية واقتصادية وشركات عالمية وعربية مقاطعة السعودية؛ احتجاجاً على جريمة قتل خاشقجي.
وبحسب “الواشنطن بوست” لم تتوافر تفاصيل الصفقة المالية من “إنديفور”، لكن الخبراء قالوا إن الشركة دفعت على الأرجح علاوة كبيرة لتخليص نفسها من الاتفاق”. وقد رفضت بعض الشركات الغربية، مثل شركة “فيرجن أتلانتيك” لريتشارد برانسون، استثمارات مستقبليّة من الصندوق السعودي في أعقاب مقتل خاشقجي. وبحسب الصحيفة فإن “إنديفور” في وضع أريح قليلاً لإعادة المال، فقد حصلت على مبلغ أقل من بعض الكيانات الأخرى، وباعتبارها شركة خاصة، فإنها قادرة أيضًا على تغيير الإنفاق واستراتيجية الاستثمار دون الخوف من الانتقام من وول ستريت.
وجاء الاستثمار السعودي في “إنديفور” في إطار جولة سريعة قام بها محمد بن سلمان لهوليوود قبل عام تقريبًا، حيث التقى بمجموعة من وسائل الإعلام والترفيه. ومن بين هؤلاء الليبراليين المعروفين مثل بريان غراتر والمحافظين مثل روبرت مردوخ، وكلاهما نظم حفلات استقبال مرصعة بالنجوم لولي العهد السعودي.
وبحسب “واشنطن بوست” من غير المحتمل أن تؤدّي الأنباء التي تحدثت عن “إنديفور” إلى انتقاد تمويل شركات هوليوود، التي لها تاريخ في إدخال ترتيبات التمويل مع البلدان ذات السجلات السيئة في حقوق الإنسان. وأشارت الصحيفة الأمريكية أنه بينما كانت “إنديفور” تعيد الأموال، بدأت تظهر بيانات حول الخسائر في الحرب التي قادتها السعودية في اليمن. ووجد تقرير جديد أن الغارات الجوية من التحالف بقيادة السعودية والإمارات وبدعم من الولايات المتحدة، قتلت 203 أشخاص وجرحت 749 آخرين على الأقل في الصراع المستمرّ منذ أربع سنوات. وذكرت أن ذلك يتم في كثير من الأحيان بالأسلحة الأمريكيّة والبريطانيّة الصنع.
ارسال التعليق