السعودية تتعرض لعاصفة حزم دولية بسبب جريمة اغتيال خاشقجي
ضاعفت الدول الأوروبية والولايات المتحدة من ضغوطاتها على المملكة العربية السعودية، في إشارة واضحة الى ضرورة رحيل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لاشتباهها القوي في ارتكابه جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في السفارة السعودية في اسطنبول منذ ثلاثة أسابيع.
واعتقدت السلطات السعودية، مع بداية الأسبوع الجاري، إمكانية تراجع عاصفة الضغط الدولية التي تعرضت لها الأيام الماضية خاصة بعدما صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يثق في الرواية السعودية التي حمّلت الى مارقين مقتل الصحفي خاشقجي، لكن حسابات الرياض كانت خاطئة، وحصل العكس.
وإذا كان البيت الأبيض ما زال يقدم مواقف مختلفة حول الروايات السعودية بشأن مقتل خاشقجي ولكنه يميل الى نبرة التشدد، فقد توحدت الدول الأوروبية الكبرى في اتخاذ موقف موحد وحازم وتتزعمه المانيا التي كانت سباقة اليوم الى تجميد مبيعات الأسلحة، وطالبت من الدول الأوروبية اتخاذ مواقف مماثلة. وتقف كندا على نفس منوال الدول الأوروبية، فقد هددت بتجميد صفقة عسكرية ضخمة مع السعودية بمليارات الدولارات.
وفاجأت العواصم الكبرى باريس ولندن وبرلين ونظيرتها الرياض في الإعلان عن مواقف حازمة تجعل من السعودية تقدم الرواية الحقيقية لمقتل الصحفي خاشقجي والتي تبقى وفق الأوروبيين قيام مجموعة من الضباط باغتيال الصحفي في القنصلية السعودية في إسطنبول بترخيص من ولي العهد محمد بن سلمان، وترفض الدول الأوروبية رواية قيام موظفين باتخاذ قرار الاغتيال دون الرجوع الى ولي العهد، ولهذا، فقد أصدرت بيانين للرد على الموقف السعودي لمحاصرته.
وساد الاعتقاد في البدء في موقف مرن من طرف الحكومات الأوروبية والتي ستتحرك بضغط من البرلمان الأوروبي. ويعد هذا الأخير توصيات تاريخية ضد السعودية تشمل حظر بيع الأسلحة وطرد السفراء، لكن كانت المفاجأة هو تصدر الحكومات الأوروبية لغة التشدد ضد الرياض غير عابئة بالمصالح المالية مع السعوديين.
وتحول الموقف الأوروبي الى أداة ضاغطة حتى على البيت الأبيض حتى لا يتساهل مع العربية السعودية، وحتى وإن تراجع ترامب عن تهديداته، سيتخذ الأوروبيون مواقف متشددة من السعودية قد تصل الى طرد السفراء خلال فترة وجيزة إذا لم تقدم الرياض الرواية الكاملة، وبدأ الأوروبيون ينسقون مع الإدارة الأمريكية، فقد أجرى ترامب مباحثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتنسيق الضغط.
ونظرا للمواقف المتذبذبة للرئيس ترامب، يعول الأوروبيون على قرارات تاريخية للكونغرس الأمريكي ضد العربية السعودية ومنها حظر بيع الأسلحة والتقليص الدبلوماسي.
وأمام تراكم المواقف المتصلبة تجاه السعودية وإحساس السعوديين بالخوف على مستقبلهم، تبقى كل المؤشرات تشير الى قرب انهيار ولي العهد وانسحابه لأن لا الملك ولا باقي المؤسسات ستسمح به بمغامرة جديدة.
ارسال التعليق