وستذبح البقرة الحلوب تيمناً بدخول ترامب البيت الأبيض
* حسن العمري
"آل سعود يشكلون البقرة الحلوب التي تدر ذهبا ودولارات بحسب الطلب الامريكي، ومتى ما جف ضرع هذه البقرة ولم تعد تعطي الدولارات والذهب عند ذلك نأمر بذبحها او نطلب من غيرنا ذبحها او نساعد مجموعة اخرى على ذبحها وهذه حقيقة يعرفها اصدقاء امريكا واعداؤها وعلى راسهم ال سعود".. جملات تكررت مراراً وتكراراً خلال حملته الانتخابية قبل أن يبلغ المرشح الجمهوري دونالد ترامب منصب الرئاسة الأمريكية ودخوله البيت الأبيض أواخر يناير/كانون الثاني القادم ما أربك حسابات ومخططات قصور آل سعود .
ترامب طالب النظام السعودي بدفع ثلاثة أرباع ثروة البلاد كبدل عن الحماية التي تقدمها القوات الامريكية لعائلة ال سعود داخلياً وخارجياً.. وخاطبهم قائلاً: "لا تعتقدوا ان مجموعات الوهابية التي خلقتموها في بلدان العالم وطلبتم منها نشر الظلام والوحشية وذبح الانسان وتدمير الحياة ستقف الى جانبكم وتحميكم فهؤلاء لا مكان لهم في كل الارض الا في حضنكم وتحت ظل حكمكم لهذا سيأتون اليكم من كل مكان وسينقلبون عليكم ويومها يقومون بأكلكم".. فدفع فوزه بالقلق والاضطراب والفزع هارعاً في أروقة البلاط السعودي ومناخر قراراته خوفاً من اتخاذه قرارات “كارثية” بخصوص العلاقة مع الرياض كما لوح بذلك وهدد بمعاقبة الدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية في حال عدم تطبيقها لما تمليه أمريكا من قرارات تخدم سياستها في المنطقة في العديد من الملفات.
ترامب الذي تنبأ بزوال آل سعود قريباً، قال خلال أحاديث صحفية قبل وبعد انتخابه الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأمريكية “علينا التركيز على محاربة تنظيم داعش في سوريا، بدلا من التركيز على إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد”، مضيفاً أن “الولايات المتحدة تدعم المتمردين ضد سوريا، دون أن يكون لدينا أي فكرة من هم هؤلاء الناس”، وهو ما جاء خلال حديثه مع صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية مشيراً الى “إن روسيا الآن تقف بالكامل إلى جانب سوريا، كما أن إيران أضحت قوية بسببنا، وهي حليف لسوريا. وإذا ما قمنا بمهاجمة الأسد، فإننا في نهاية المطاف سنبدو وكأننا نحارب روسيا”، موضحاً لجمهوره في ولاية ايوا أنه "لن أسعى للعداء والصراع.. وسأضع مصالح أمريكا في المرتبة الأولى" .
ترامب وخلال كلمته أمام الآلاف من انصاره بعد اعلانه رئيساً للبلاد، وجه صفعة مؤلمة لبقرته الحلوب لم تكن لا في البال ولا في الحسبان كاشفاً عن نية آل سعود في حربهم على اليمن بقوله، “إذا كنتم تفكرون باليمن، فالسعودية تجري وتلهث خلف اليمن”.. هل تعرفون ماذا يوجد على الضفة الأخرى (اليمن) ؟ إنه النفط..إنهم يسعون خلف نفط اليمن وثروته الطبيعية وليس شيء آخر”؛ مبدداً بذلك كل إدعاءات السلطة السعودية بالدفاع عن "الشرعية" غير الموجودة على أرض الواقع وأنها تخاف على حدودها الجنوبية وتسريّ الحرية والديمقراطية اليمنية نحو بلاد الحرمين الشريفين وسائر البلدان الخليجية .
المراقبون يشددون على أن ساكن البيت الأبيض القادم سيعمل ومستشاريه في الأمن والخارجية على تقليم أظافر آل سعود في ملفات الشرق الأوسط إن لم يدفع نحو زوال حكمهم حيث يراهم بمثابة المنتهية صلاحيتهم، ليرتاح الجميع وتستقر الأمور خدمة للمصلحة الأمريكية خاصة وأنه قد تبنى مواقف متشددة من العربية السعودية خلال الحملة الانتخابية ووعد بجعلها تتحمل فاتورة حمايتها للارهاب ومحاكمتها وسائر البلدان الراعية له فكان الداعم الأساس لقانون "جاستا" خلافاً لأوباما، إذ أصبح بمقدور المواطنين الأمريكيين رفع دعاوى تعويض واعتقال ضد السعودية، فيما يرى البعض أن ترامب ربما يفتح المجال أمام مواطنين يمنيين أو جمعيات حقوقية دولية ضد آل سعود بتهمة جرائم ضد الإنسانية في اليمن أو مناطق اخرى من العالم .
وكالة «بلومبرغ» ومحللون لدى مصرف «سبيربنك» وفي «جيه.بي.اس إنرجي» وعلى قناة «إن بي سي» وصحيفة «نيويورك تايمز» وغيرها وضمن اشارتها الى هبوط أسعار النفط في السوق العالمية فور الإعلان عن فوز ترامب، وقالت أن تشهد السياسات النفطية الأميركية تحولاً كبيراً لدى انتقاله الى «البيت البيض» ويدفع الى زيادة إنتاج النفط في الولايات المتحدة مع تعهده بفتح جميع الأراضي والمياه الاتحادية أمام أنشطة التنقيب في الداخل، ترتكز على انتعاش صناعة الغاز والنفط والفحم داخل الولايات المتحدة الأميركية بإلغاء جميع القيود المفروضة على الصادرات النفطية الأميركية، وذلك على حساب الاتفاقيات البيئية وتقليل واردات النفط من الشرق الأوسط لاسيما الدول الخليجية وفي مقدمتها الإستغناء عن النفط السعودي كما وعد في حملته الانتخابية .
موقع «فوربس» نصح من جانبه الادارة الامريكية بتحجيم الرغبات الانتقامية لولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضد اليمن، لانقاذ امريكا من التورط بشكل أوسع في المستنقع اليمني الذي يستنزف السعودية ويسبب حرجا لإدارتها، مشيرة الى أن تكلفة المعارك تبلغ نحو 250 مليون دولار شهريا والوضع الاقتصادي السعودي لا يتحمل الكثير بعد أكثر من تريليون ريال سعودي، وهو ما أعترف به ضمنياً الكاتب السعودي جمال خاشقجي المقرب من الديوان الملكي، في تدوينة نشرتها “هافينغتون بوست عربي” عن حالة قلق لدى مرتزقة العدوان السعودي نتيجة فشل السعودية في السيطرة على زمام الامور في اليمن ولبنان.
انهيار مملكة آل سعود آت لا محالة، حسب ما توقعه الكثير من الخبراء الغربيين، والأسرة المالكة نفسها تُسرّع في عملية الانهيار، أسرع مما توقعه مركز "فيريل" للدراسات في برلين في انهيار السعودية عام 2023، لتذبح بقرة ترامب الحلوب قرباناً لدخوله البيت الأبيض نهاية كانون الثاني القادم رغم مساعيها الحثيثة بالتحالف حتى مع الشيطان من أجل الحفاظ على كرسي العائلة المالكة .
ارسال التعليق