ابن سلمان يعيش حالة تخبط ويخفي المشاركين في اغتيال خاشقجي
أكد مصدر سعودي معارض أن ولي العهد السعودي يعيش حالة تخبّط وارتباك كبيرة بعد افتضاح أمره بمقتل جمال خاشقجي، مشيراً إلى أنه حالياً يعمل على إخفاء آثار جريمته باعتقال جميع أعضاء الفريق الذي نفذ العملية ومراقبة أي شخص داخل دائرته كان على علم بالأمر. وقال المصدر على حسابه بتويتر: إن ابن سلمان يخفي كل من ساهم في قتل خاشقجي أو علم شيئاً. وتابع إن الخمسة عشر شخصاً الذين أعلنت السلطات التركية أسماءهم واتهمتهم بالوقوف وراء تصفية "خاشقجي" كلهم مسجونون. وأشار أيضاً إلى الاستدعاء المفاجئ لخالد بن سلمان سفير المملكة بواشنطن بقوله: "يعتقد أنه لن يعود قريباً".
واختتم المصدر بالقول: "بقية من شارك في الترتيبات مأمورون بالتزام بيوتهم"، وتساءل: "هل يكون غياب سعود القحطاني عن التويتر ثلاثة أيام في نفس السياق؟" ويؤكد مراقبون أن وزير الداخلية السعودي عبد العزيز بن سعود بن نايف آل سعود لم ينف في تصريحاته التي أوردتها وسائل الإعلام السعودية أمس مقتل خاشقجي أو النيّة لاختطافه وإنما فقط نفى وجود "أوامر" لقتله، وهي تصريحات تنفي تماماً مزاعم محمد بن سلمان لوكالة بلومبيرج قبل نحو أسبوع عندما زعم أن خاشقجي جاء السفارة ثم خرج، ورهن الحديث عن قضية خاشقجي بإيجاده أولاً، وكأنه يعتقد أن أحداً لن يجده أو أنه فعلاً ما يتردد من تقطيع جثة خاشقجي ودفنها في أماكن سريّة.
في كل الأحوال، المراقبون يعتبرون تصريحات وزير الداخلية بداية تخلي الرياض عن روايتها السابقة والشروع بالتعاون مع التحقيق الذي سيقودها بالاعتراف إلى مقتل خاشقجي بناءً على "خطأ" وليس بناءً على "أمر أو قرار" من محمد بن سلمان، بسيناريو إيجاد كبش فداء قد يكون القنصل السعودي في إسطنبول محمد العتيبي أو سعود القحطاني مستشار في الديوان الملكي السعودي. ويقول مراقبون، إن تصريح وزير الداخلية بنفي وجود "أوامر" لقتل خاشقجي، يتضمن اعترافاً أن هناك أوامر أخرى باختطاف خاشقجي مثلاً، كما أن عدم وجود "أوامر" مع مقتل خاشقجي، يعني أن خاشقجي قتل لسبب ما من جانب الخاطفين رغم عدم وجود أمر بالقتل، ولكنه قتل. وقال المراقبون إن الوزير السعودي لم يجد ما يحفظ به وجه بلاده في قضية اختفاء مواطنه الصحفي جمال خاشقجي غير استعارة عبارة شهيرة و"سيئة السمعة" من قاموس نكبة عام 1948 وهي "ماكو أوامر"، مع اختلاف السياق في الحالتين.
وكان الوزير السعودي قد خرج وبعد حالة من الصمت دامت عشرة أيام، بتصريح "شجب واستنكار" لا لدولة أو جهة رسميّة، بل لوسائل الإعلام التي سعت لاستجلاء حقيقة مصير خاشقجي. وتضمن بيان الشجب والاستنكار نفي ما تم تداوله بوجود "أوامر" سعودية بقتل خاشقجي، محيلاً بهذا النفي إلى "ذاكرة النكبة" التي اشتهرت فيها عبارة "ماكو أوامر"، التي اشتهرت عن الجيش العراقي ودوره مع بقية الجيوش العربية في حرب 48، والتي نسبت إلى رئيس أركان الجيش العراقي في ذلك الوقت الفريق صلاح الجبوري. وربطُ البيانِ بطريقة تعاطي الإعلام السعودي منذ بداية القضية حتى اليوم يقود إلى نتيجة مفادها "يكاد المُريب يقول خذوني".
ارسال التعليق