الاسلام الوسطي لبن سلمان.. دعم للارهاب وبطش داخلي
* جمال حسن
تعهد ولي العهد محمد بن سلمان خلال جلسة حوارية في منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار” الذي استضافته الرياض، بقيادة «مملكة معتدلة ومتحررة من الافكار المتشددة»، وقال “نحن فقط نعود الى ما كنا عليه، الاسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الاديان.. سوف نقضي على التطرف في القريب العاجل.. وسوف ندمر أصحاب الأفكار المتطرفة وسنعيش حياة طبيعية.. وسنراهن على الاسلام المعتدل المنفتح على الثقافات"، مدعياً أن “السعودية لم تكن كذلك قبل 1979.. فنحن لم نكن بالشكل هذا في السابق”.
محللون ومراقبون للشأن السعودي يرون في هذه التصريحات مسعا جديداً من السلطة الحاكمة لتبييض ماء الوجه وملف حقوق الانسان الغامض بسبب الانتهاكات الخطيرة للأسرة الحاكمة طيلة العقود الماضية، والذي يعود لطبيعة قيام حكم آل سعود منذ ثلاثة قرون بحكم السيف وفتاوى التكفير والحرابة وحرمة الخروج على الولي الحاكم بعد اتفاق الدرعية الذي قام بين محمد بن سعود ومحمد عبد الوهاب، ذراعي السلطة في البلاد السياسية والدينية وحتى يومنا هذا .
منذ تعيينه في منصب ولي العهد وإزاحة خصمه محمد بن نايف في حزيران/يونيو الماضي، يقوم محمد بن سلمان بإجراءات تعسفية أمنية قمعية بهدف توسيع نفوذه في الداخل تمهيداً لتتويجه ملكا خلفا لوالده سلمان (81 عاما). مدعياً أن "اليوم لدينا شعب مقتنع نعمل معه بشكل قوي.."، فيما الغموض يكتنف القناعة التي يشير اليها والشارع السعودي يزداد رفضاً لسياسة القمع والإضطهاد الداخلي وموجات الاعتقالات الطويلة والعريضة التي تطال المواطن خاصة خلال الأشهر الأخيرة، التي طالت علماء دين ونشطاء ومفكرين وكتاب وحقوقين ودعاة لحرية الرأي والمعتقد والاصلاح والتغيير وحقوق المواطنة المسلوبة بكل ما للكلمة من معنى.
ولي عهد آل سعود إتخذ خطوات منذ أضحت كل أمور البلاد بقبضته منذ ثلاثة أعوام لسبب مرض الزهايمر المتطور الذي يرافق والده سلمان، منها سعيه لتقليص تأثير المؤسسة الدينية الحليف الاستراتيجي للسلطة، والحد من قوانينها ومنها الحد من سلطة "المطاوعة"، ورفع الحظرعلى قيادة المرأة، ودفع البلاد نحو العلمنة عبر السماح بأشكال غير مألوفة من الترفيه مثل الموسيقى والأفلام الخلابة والرقص والحضور المختلط للرجال والنساء في هكذا برامج وفي الملاعب يميلون يمين يسار على أيقاع النغمات الموسيقية، بهدف تلطيف صورته أمام الغربي الحليف لإعتلائه العرش، كاشفاً عدم وجود نية صادقة لإلغاء الاستبداد والتمكين للإصلاح والتنويع الديني والاجتماعي الاقتصادي الذي يتشدق به - وفق مقال جيمس دورسي في "هاف بوست" .
«دولتنا لا تستقيم مع الروافض.. فأنتم من يساعدنا.. منكم السلاح, ومنا الشيوخ»، عبارة أسر بها ما يسمى بالملك عبد العزيز آل سعود الى الرئيس الأمريكي فرانكلن روزفلت في الإجتماع الذي عقداه على ظهر الباخرة كوينسي عام 1945، تعكس حقيقة الاسلام الوسطي الذي يدعي "بن سلمان" انتهاجه من قبل ملوك آل سعود في القرن الماضي وقبل عام 1979 حيث القتل والتشريد وإستباحة الأموال والأعراض والممتلكات والدماء في عموم نجد والحجاز والمناطق الاخرى وهم يفرضون سيطرتهم على كل الجزيرة العربية بالسيف وفتاوى التكفير.
حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر السابق كشف مؤخراً وفي مقابلة مع قناة «BBC» البريطانية أن الدوحة قدمت الدعم للجماعات الارهابية المسلحة في سوريا عبر تركيا بالتنسيق مع القوات الأميركية وبتحريض ودعم من السعودية والاْردن والإمارات وتركيا، لافتاً بوجود غرفة عمليات مشتركة في قاعدة انجيرليك الأميركية بتركيا، تضم ضباط مخابرات من أمريكا وتركيا والسعودية وقطر والإمارات والمغرب والاْردن و"اسرائيل" وفرنسا وبريطانيا مهمتها تنسيق العمليات العسكرية القتالية ضد السلطة في سوريا.
دراسة أعدتها “جمعية هنري جاكسون” ومقرها بريطانيا، أكدت أن السعودية أكبر مروج للتطرف الاسلامي وقد أنفقت 87 مليار دولار لتصدير الوهابية الى العالم خلال السنوات الماضية. فيما اشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية الى أن آل سعود يعيشون “حالة من الإنكار” ومحمد بن سلمان يسعى عبر خطواته هذه تلميع صورته امام الغرب ليحظى بمكانة وينال الرضى والدعم للوصول الى سدة الحكم فيما الحقائق على الأرض تقول شئ لآخر.
الأنباء الواردة من المنطقة الشرقية تؤكد أن السلطات السعودية تواصل إجراءاتها القمعية ضد أهالي القطيف والأحساء, وعمليات المداهمة وأعتقال الناشطين والشباب المعترض متواصة من داخل منازلهم وعند الحواجز العسكرية؛ و“لجنة الشهداء المغيبين في السعودية”تقول : أن سلطات الرياض تمتنع عن تسليم جثامين عشرات الشهداء ممن ارتقوا جراء اعتداءاتها على أهالي المنطقة الشرقية خلال الفترة الممتدة بين مارس وأغسطس الماضيين، الذين سقطوا بالقتل المباشر في أحياء القطيف أو داخل سجون الاعتقال إعداماً كان أو تعذيباً.
منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية المعنية بحقوق الانسان وثقت الممارسات الطائفية والاضطهاد الذي تمارسه السلطات السعودية ضد المواطنين الشيعة في المملكة، داعية الى التوقف عن خطاب الكراهية المستشري في كافة ميادين الحياة في المملكة دينياً وسياسياً؛ ومنظمة العفو الدولية "أمنيستي" خاطبت ولي العهد "إن كنت صادقاً عليك إتباع مايلي.. إنهاء استخدام عقوبة الإعدام، الكفّ عن قمع حرية التعبير، الكفّ عن اضطهاد أبناء الأقلية الشيعية، إنهاء التمييز المنظم ضد المرأة، والكفّ عن قتل المدنيين في غمار النزاع باليمن؛ عملياً وليس شعاراً وأعلاماً".
حساب “معتقلي الرأي” المتخصص بنقل أخبار المعتقلين في المملكة نشر قائمة الأشخاص الممنوعين من السفر ضمّت عشرات الدعاة، والإعلاميين، والكتاب، ومغردين بارزين و.. بينهم الإعلامي أحمد الشقيري، محسن العواجي، عبد العزيز الفوزان، عبد الوهاب الطريري، فهد العجلان، ومحسن المطيري، وخالد المصلح، وعبد الله الداوود، وعصام العويد، والمحامي عبد الله الناصري، والإعلامي سعد التويم، والكاتب زهير كتبي، والاقتصادي حمزة السالم، إضافة إلى عضو مجلس الشورى السابق أحمد التويجري، والكاتبين زياد الدريس، ومحمد معروف الشيباني، والطبيب وليد الفتيحي. كما احتوت القائمة على ثلاث أكاديميات، هن ريم آل عاطف، ونورة السعد، ونوال العيد .
ارسال التعليق