الحاخام الأمريكيّ خالد بن سلمان قال لي: السبب الرئيسيّ للتقارب الاقتصاد ثُمّ إيران
قال الحاخام الأمريكي البارز مارك شناير من نيويورك إنّ انسحاب القوات الأمريكيّة من سوريّة قد يُساهِم في تقوية وتعزيز علاقات إسرائيل مع الدول العربية “السُنيّة”، مضيفًا إنّ تحرّك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير المتوقع يزيد من قلق العالم العربيّ حول طموحات إيران في الهيمنة على المنطقة، حسب تعبيره.وفي حديث لموقع “تايمز أوف إسرائيل” الإسرائيليّ، توقّع الحاخام الذي يُعرف بعلاقاته الواسعة في الخليج، بأنْ يحطّ رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو في البحرين الشهر المقبل، مرجّحًا أنْ تنشئ الأخيرة قريبًا علاقاتٍ رسميّةٍ مع تل أبيب.
مظاهرة بالبحرين ضد اسرائيل
شناير رأى أنّ خروج الولايات المتحدة من سوريّة قد يُسرّع من صفقة جلب إسرائيل والخليج معًا، مشيرًا إلى حصول محادثة بينه وبين مصادر رسمية رفيعة لم يذكرها في شبه الجزيرة العربيّة، وتابع: لدى الخليج تهديدات وجودية: تباطؤ اقتصادي بسبب تناقص مطالب النفط، لإيران وحلفائها. الآن، مع خروج القوات الأمريكية من سوريّة، أصبحت إيران تحتلّ المرتبة الأولى.وقال شناير إنّ السفير السعوديّ لدى الولايات المتحدة خالد بن سلمان أخبره مؤخرًا أن سبب تقارب الخليج مع إسرائيل هو عداء إيران، أما السبب الأول فهو الاقتصاد، بحسب تعبيره. وقال شناير نقلا عن ابن سلمان إنّ المملكة تريد إصلاح اقتصادها، لكن لا يمكننا القيام بذلك بدون إسرائيل.في وقت سابق من هذا الشهر، كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” للمرّة الأولى عن وجود مجتمعٍ يهوديٍّ صغيرٍ في دبي والبحرين وقطر.واعتبر شناير أنّ هناك التزامًا حقيقيًا ورغبة في إقامة علاقات مع تل أبيب، وتوقّع أنْ يحدث ذلك في عام 2019، وقال: سنرى دولة أوْ دولتين تقيمان علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع إسرائيل، وأعتقد أنّ البحرين ستكون الأولى.نتنياهو، الذي زار سلطنة عمان في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي من المحتمل أنْ يُدعى إلى المنامة في الشهر القادم، حسب تصوّر شناير الذي أضاف: يقول لي حدسي أنّ ذلك سيحدث في شهر كانون الثاني (يناير)، أعلم أنّ ملك البحرين ملتزم للغاية بإقامة العلاقات. سيكون تردّدهم الوحيد هو السماح للسعوديين بالامتياز أولاً.وختم حديثه مصرّحًا: أنا لا أقول إننّا وصلنا إلى “أرض الميعاد” لعلاقات إسرائيل ودول الخليج، لكن الخبر السار هو أن الرحلة قد بدأت، هذا لا يعني أنّه ليس فيها عوائق على طول الطريق، على حدّ زعمه.في السياق عينه، قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة إنّ الحاخام شناير يرأس صندوق التفاهم بين الديانتين الإسلاميّة واليهوديّة، ويُعرَف أيضًا بأنّه حاخام الشخصيات المشهورة بأمريكا، وهو يُقيم علاقاتٍ واسعةٍ جدًا مع دول الخليج ، وقال الحاخام للصحيفة إنّه بعد زيارته الأخيرة إلى الخليج تبينّ له أنّ هناك ثورة في تطوّر العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج، على حدّ تعبيره.وتابع قائلاً إنّ الدول الست في الخليج تتنافس فيما بينها مَنْ ستكون الأولى التي ستُخرِج إلى العلن وعلى الملأ علاقاتها مع الدولة العبريّة، وتُباشِر بإقامة علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع تل أبيب، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّه يؤمن إيمانًا مُطلقًا أننّا قريبًا جدًا سنشهد إقامة علاقاتٍ رسميّةٍ بين البحرين وإسرائيل، وبعد ذلك ستقوم جميع دول الخليج بحذو حذو البحرين، بحسب قوله.ولفتت الصحيفة العبريّة في سياق تقريرها إلى أنّه في السنوات الـ15 الماضية قام الحاخام شناير بزياراتٍ عديدةٍ ومُتكرّرّةٍ إلى قصور الملكيّة في كلٍّ من العربيّة السعوديّة، البحرين، عُمان، قطر ودولة اتحاد الإمارات العربيّة المُتحدّة، وتابع قائلاً أنّ التهديد الإيرانيّ هو الذي أدّى إلى تغيير النظرة الخليجيّة لإسرائيل، إذْ أنّ إسرائيل، ودول الخليج تتشاركان في التهديد الوجوديّ الذي تُشكّله عليهم الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، طبقًا لتعبيره.علاوة على ذلك، شدّدّ الحاخام الأمريكيّ على أنّه في الماضي كانت دول الخليج تضع شرطًا لحلّ القضيّة الفلسطينيّة لإقامة علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع إسرائيل، أمّا اليوم فإنّ جميع دول مجلس التعاون الخليجيّ، أضاف، تكتفي بأنّ تبدأ المُفاوضات بين الطرفين فقط، بحسب تعبيره، وفي الختام عبّر عن إيمانه أنّه بحلول العام القادِم 2019 ستكون جميع الدول الخليجيّة على علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع إسرائيل.بالإضافة إلى ذلك، كان شناير قد زعم أنّه عمل مع الملك البحرينيّ من أجل تصنيف حزب الله كجماعةٍ إرهابيّةٍ بشكلٍ رسميٍّ على قائمة مجلس التعاون الخليجي، وهو ما تحقق لاحقًا، وتحديدًا في شهر آذار (مارس) من العام 2016.
المصدر :رأي اليوم
ارسال التعليق