الحصار السعودي على العوامية يقتل الحيوانات في المزارع.. ويسعّر حدّة الأزمة الغذائية والاقتصادية
في وقت ينتظر أهالي العوامية العودة إلى منازلهم وممتلكاتهم التي هجّروا منها بفعل الحرب التدميرية التي امتدت لأكثر من ثلاثة أشهر، تتكشّف نتائج الحصار الذي فرضته قوات السلطة السعودية وبات يُنذر بكارثة انسانية، اقتصادية واجتماعية, في البلدة الصغيرة الطافية على بحر من النفط، والتي عانى أهلها على مدى 100 يوم آلام الاستهداف الجماعي الممنهج، الذي سعّرت سياسات التهميش والاستهداف الطائفي همجيته بحق البشر والحجر على حدٍ سواء، بخسب ما كشفته الصور ومقاطع الفيديو التي سرّبها الأهالي، والتي تؤكد أن المعاناة الاقتصادية والأزمات البيئية التي أنتجها الحصار العسكري تتفاقم حدتها يوماً بعد آخر.
قطع الإمدادات الغذائية والتموينية شمل تأثيره الانسان والحيوان في البلدة المحاصرة, والشلل الذي أصاب الحركة التجارية تسبب في الإضرار بمصالح التجار ورجال الأعمال داخل البلدة وجوارها، بفعل الحصار العسكري الخانق، وتصويب القوات السعودية نيران أسلحتها وقذائف مدرعاتها ناحية المحلات التجارية بمختلف أنواعها، ما أدى لحرمان أصحابها من جني أرزاقهم من جهة، وتضييق الخناق على الأهالي وحرمانهم من استكمال حياتهم بشكل طبيعي من جهة أخرى، وذلك وفق ما يقوله أحد أبناء المنطقة، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، مشيراً إلى أن القوات استهدفت المخابز ومحلات الخضار والصيدليات والبقالات وأشعلت النيران فيها، ويضيف: كما عمدت لإحراق المستودعات والمحلات الكبرى، ما دفع بالكثير من المواطنين إلى نقل محلاتهم التجارية لمناطق أخرى أقل خطراً، فيما لجأ بعضهم إلى افتراش الأرض لعرض بضائعه كبسطات في الشوارع الأقل خطراً بحثاً عن الرزق والأمان.
على النحو نفسه، وبعد أن نشرت قوات السلطة السعودية روائح القتل والتدمير والخراب في أنحاء العوامية وجوارها، تتكشّف اليوم، مشاهد جديدة للجرائم التي ارتكبت ليس فقط بحق البشر والحجر، إنما استطالت لتمتد الى الماشية والحيوانات، في مزارع تربيتها، وذلك بفعل التجويع والعطش، عقب منع الأهالي من ملاّك وغيرهم من الخروج من منازلهم، ليتمكنوا من الوصول إلى المزارع لمزاولة أعمالهم، وتأمين الأعلاف للحيوانات وتغذيتها، ما تسبب بنفوق آلاف الحيوانات على امتداد المزارع في البلدة.
تسجيل مصوّر، وصور فوتوغرافية عدّة تناقلها روّاد الشبكة العنكبوتية خلال اليوممين الماضيين، أظهرت نفوق عشرات المواشي والأغنام التابعة لسكان بلدة العوامية، وذلك نتيجة الحصار السعودي، ومنع المزارعين من مزاولة أعمالهم، أيضاً، الامر الذي تسبب بتوقف الانتاج الزراعي بعد تلف أغلب المزروعات والأشجار.
مراقبون للشأن المحلي لفتوا إلى أن استمرار القوات في حصارها المعيشي للأهالي الذين لا يزالون داخل البلدة، ومنع وصول المواد الغذائية إلى المحال التجارية، والحؤول دون السماح لأصحاب المحال بالعودة إلى مزاولة أعمالهم، يشير إلى أن سلطات الرياض تجهد لمنع عودة الحياة إلى طبيعتها في البلدة، وتسعى إلى تنفيذ سياسات مرسومة مسبقاً لتهجير الأهالي، والاستيلاء على أملاكهم، وإلحاق أكبر الخسائر والأضرار بهدف الإمعان في توليد الضغط النفسي المستديم.
ارسال التعليق