الرياض تقر بهزيمتها في لبنان: تشكيل الحكومة شأن داخلي
نفت السعودية أي علاقة لها بعملية تشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة، مؤكدة أن تلك العملية «شأن داخلي»، وذلك بعد هزيمة حليفها رئيس الوزراء السابق، الذي يحمل جنسية المملكة، سعد الحريري.جاء ذلك على لسان المستشار الملكي السعودي المكلف بالملف اللبناني، نزار العلولا، خلال إفطار رمضاني أقامته السفارة السعودية في لبنان، أمس السبت، بمشاركة الحريري. وقال العلولا: «لا علاقة للسعودية بتشكيل الحكومة اللبنانية؛ فهذا شأن داخلي لبناني»، مضيفاً: «لن نتحدث قبل تشكيل الحكومة، ولننتظر تسمية الرئيس المكلّف الجديد». ولفت المسؤول السعودي إلى أنه «بعد التسوية سيكون هناك سفير للمملكة في لبنان».
وتأتي تصريحات الرياض مقرة بعدم جدوى ضغوطها التي كانت تمارسها على الداخل اللبناني، ومحاولتها السيطرة لإبعاد خطر حزب الله الموالي لإيران المعادية للمملكة، في اعتراف مبطن بالهزيمة وعدم القدرة على توجيه حليفها الحريري، الذي أعلن مراراً ضرورة عدم إقحام بيروت بأزمات المنطقة.
ومنذ أغسطس 2014، لم تعيّن السعودية سفيراً لها لدى لبنان، خلفاً لسابقه علي عواض عسيري الذي انتهت مدته، لكنها كلّفت القائم بالأعمال، وليد البخاري، بتسيير العمل إلى حين تعيين سفير جديد. ويستعد لبنان، الثلاثاء المقبل، لانتخاب رئيس مجلس نوابه، وتشكيل حكومة جديدة، وكتابة نص بيانها الوزاري. وحقق «حزب الله» الشيعي، الذي تصنفه الرياض «إرهابياً»، تقدماً ملحوظاً في الانتخابات النيابية التي جرت في 6 مايو الجاري؛ إذ بات يسيطر على الغالبية في البرلمان، مع حليفه «التيار الوطني الحر» المسيحي، في حين خسر تيار المستقبل السني بزعامة رئيس الوزراء سعد الحريري، المقرب من المملكة، 13 مقعداً، وحصل على 21 من أصل 128 هي إجمالي عدد مقاعد المجلس. ومع ذلك، يبدو الحريري هو الأكثر حظاً لرئاسة الحكومة المقبلة، وفق توزيع مقاعد البرلمان المنتخب، وخريطة التحالفات، والثوابت المتفق عليها في لبنان، التي تمنح منصب رئيس الحكومة للسنة. والأربعاء الماضي، فرضت السعودية، بالشراكة مع الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، عقوبات على 5 أشخاص من الحزب، بينهم الأمين العام «حسن نصر الله»، ونائبه نعيم قاسم، وأدرجتهم على قوائمها للإرهاب.
ارسال التعليق