السعودية والامارات تعسكران القرن الإفريقي
تواصل المملكة دورها الإجرامي ضمن الحرب على اليمن وسط تأثيرات دامية لا تقتصر على اليمنيين بل وتطال الضفة الأخرى من البحر الأحمر في القرن الإفريقي.
وأكّد مراقبون أن السعودية متورّطة في عسكرة القرن الإفريقي من أجل الحرب على اليمن والحصول على المقاتلين ما أدّى إلى طغيان المرتزقة.
ونشر موقع “أوريان21” الفرنسي تقريراً لألكساندر لوري الباحث في جامعة باريس فانسين، أكّد من خلاله أن المملكة قامت باللجوء إلى مرتزقة من القرن الإفريقي للقتال في اليمن من أجل إنفاذ سياستها..
ولفت التقرير إلى أن الدعم السعودي مكّن إريتريا من تفادي العزلة التامة. ومنذ عام 2016، ترافقت مسألة تسليح ميناء عصب كقاعدة مشتركة بين السعودية والإمارات مع إرسال القوات الإريترية الأولى والمتواضعة نحو اليمن. ثم سرعان ما استبدلت هذه القوات على الأراضي اليمنية بوحدات عسكرية من المرتزقة من دول إفريقية أخرى: أوغندا وتشاد، وخاصة السودان الذي منيت ميليشياته بخسائر كبيرة (ناهيك عن المعلومات حول تجنيد القُصّر).
ولفت التقرير إلى الوجود السعودي الإماراتي في “أرض الصومال” التي انفصلت كجمهورية مستقلة عن الصومال في عام 1991، وهو انفصال غير معترف به من المجتمع الدولي.
وتبحث الدولة الأخيرة التي أعلنت نفسها مستقلة في إفريقيا، عن مداخيل مالية جديدة. أرض الصومال التي بقيت طويلاً متحفظة حول حرب اليمن كانت تتفاوض مؤخراً على السماح بإرساء قاعدة جوية تابعة للإمارات في بربرة.
وهي ستكون قاعدة خلفية للتحالف المحارب في اليمن والذي تقوده السعودية. ولقد وافق برلمان أرض الصومال بـ144 صوتاً في مقابل صوتين رافضين، على إقامة هذه القاعدة، في خُطوة أولى نحو اعتراف محتمل بها من قبل بعض الدول.
وقال التقرير إنّ الوضع في جيبوتي معقّد أيضاً. فالدولة لم تقبل بإنشاء قاعدة عسكرية للتحالف ولا بإرسال وحدات عسكرية جيبوتية إلى اليمن، رغم أنّها تشارك في عمليات خارجية لحفظ السلام.
ومن جهة أخرى، فإن القاعدة العسكرية الأمريكية التي أنشئت بعد أحداث 11 سبتمبر تلعب دوراً مهماً في “الحرب ضد الإرهاب” التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن كما يبرهن على ذلك اغتيال جمال البدوي في مطلع يناير الماضي، وهو أحد العقول المدبرة لتفجير المدمرة الأمريكية يو إس إس كول عام 2000 في عدن. وهي بذلك تقدم دعماً غير مباشر للتحالف.
وقال المراقبون إن الفرص التي تتيحها السعودية لإيصال هذه المؤن الطارئة قصيرة جداً، ولا تمتد غالباً سوى لبضع ساعات. وكان يفترض أن يُمكّن خروج الحوثيين من الحديدة وفقاً لنتائج مفاوضات السويد في ديسمبر 2018، من وصول أفضل لهذه المؤن، ما من شأنه دعم خط إنساني بين جيبوتي واليمن. لكن الوضع لا يزال غير موثوق ولا يزال وقف إطلاق النار في الميناء غير مستقر.
لا يقتصر أثر حرب اليمن في القرن الإفريقي على التحديات العسكرية. مع تقدم الحوثيين، والقصف السعودي، يخرج السكان من المدن الكبرى نحو القرى، ولكن أيضاً من اليمن نحو الدول المجاورة. وقال المراقبون إنه بعد مضي خمس سنوات بعد بداية الحرب على اليمن، يبدو الأثر مباشراً على دول القرن الإفريقي.
إذ عرفت العَسْكرة بل وما يسميه الباحث رولان مارشال “طغيان حالة الارتزاق”، لفائدة السعودية والإمارات. وإذا كان اللاجئون يساعدون في بعض الحالات على تنشيط الاقتصاد، فإنّ الوضع يتدهور ويهدّد استقرار هذه الدول، الضعيفة بالأساس.
ارسال التعليق