بندر بن سلطان يبشر السعوديين بعشرين عجاف.. ويعترف جلبناء الانكليز للبلاد
التغيير - طلال حايل
إن لم تستحِ فاصنع ما شئت، ربما العبارة الأبرز التي من الممكن أن تشرح حديث بندر بن سلطان رئيس جهاز الاستخبارات السعودية السابق لصحيفة "الاندبندنت" البريطانية بنسختها العربية، إذ يقول بن سلطان إن تعيين محمد بن سلمان يُشكّل "ضمانة لاستقرار السعودية لما يزيد عن 20 سنة مقبلة"، وأنّ والده وجدّه من قبله عملوا على تقدم السعودية ووصولها إلى مشارف الدول!.
إذا أخذنا حديث ابن سلطان على محمل الجد؛ فلا يوجد أكثر من ثلاثة تفاسير لما يقوله، فإما أنّه لا يعيش في الجزيرة العربية ولا يعلم ما يدور هناك من مآسي تُرتكب نتيجة وصول بن سلمان لولاية العهد، مع أن سُكّان الواق واق سمعوا بجرائمه، والتفسير الثاني أنّه يعيش في السعودية، ولكنه يعيش في حبس انفرادي غير مسموحٍ له إلا بمتابعة قناتي سكاي نيوز عربية والعربية، أما التفسير الثالث وهو الأقرب للواقعية، أنّ يكذب ويعلم أننا نعلم أنّه يكذب، ولكنه يستمر في كذبه هذا، فلا سبيل لابن سلطان غير الكذب ليقنع أبناء الجزيرة بأنّ حكومة عائلته هي الأفضل.
عائلة الخونة
يرى ابن سلطان بأنّ عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الثالثة كان لديه "فضول فكري"!، وعندما كان في الكويت عبد العزيز يقصد، كان الشيخ مبارك حاكم الكويت يحبه ويكنّ له الود وكان الملك يحرص على الجلوس معه، والاستماع إلى حواراته مع الإنجليز والإيرانيين وغيرهم، فرأى أن العالم ليس محصوراً بالدرعية وغيرها، والدليل أنه عند استقرار الحكم في السعودية، بعد أن وحّدها الملك عبدالعزيز، استعان بمستشارين من جميع الجنسيات ومنهم البريطاني جون فيلبي"،
بلسانه يعترف بندر أنّ جدّه عبد العزيز استعان بالانكليز بدايةً لبسط سيطرته على أرجاء الجزيرة العربية، واستمرّت سلالة الخيانة بالاستعانة بالانكليز وبعدهم الأمريكيين لحفظ عروشهم وتسلطهم على رقاب الشعب المقهور، والجميع يعلم أنّ القواعد العسكرية المنتشرة في أرجاء المملكة كان هدفها الأساسي حفظ عرش آل سعود ولا شيء سواه.
ربما يجادل بعضهم بأنّ الاستعانة بالغرب لم تكن إلا من أجل تقدم مملكة آل سعود، غير أنّ الواقع الذي يعيشه أبناء الجزيرة العربية يشي بغير ذلك، فلا مشافي تضاهي مشافي دول الجوار، ولا تعليم ولا بُنيّة تحتيّة ولا أيّ مظهر من مظاهر التقدم والرفاهية، وعندما قرر بن سلمان الانفتاح على العالم لم ير بالانفتاح غير جلب المُغنين وإقامة الحفلات الماجنة لهم هناك.
ويتابع بندر: "عين الملك ابنه سعود ولياً للعهد، وأمره بمبايعة "فيصل" ولياً للعهد، إذا تولى الحكم، ووقتها قرر الملك سعود، وبموافقة ما يسمى "أهل الحل والعقد" على رأيه، أن الحكم ينتقل بين أبناء عبدالعزيز، وحين تولى الملك فهد الحكم، أقرّ النظام الأساسي للحكم بعد حرب الخليج وثبّت ما كان معروفاً شفهياً بأن الحكم يكون بين أبناء الملك عبدالعزيز، ينتقل من أخ لأخيه، وأن يبدأ أيضاً الأحفاد في تولي الحكم".
يُقال "إنّ الاعتراف سيّد الأدلة"، وها هو بن سلطان يعترف أنّ ما قام به "الملك المؤسس" ومن بعده أبنائه ما هو إلا استبداد واستيلاء على حكم الجزيرة العربية، وبما أنّ هذه العائلة تدّعي بأنها تقوم على الكتاب والسنّة؛ فأين منهم والآية الكريمة "وأمرهم شورى بينهم"، أين منهم من تداول السلطة التي أقرّها الرسول عليه الصلاة والسلام.
وُيضيف بندر مُتملّقًا باتخاذ سلمان قرار تولية العهد لابنه محمد "فإنّه حافظ على استقرار السعودية، لعشرين عاماً للأمام على أقل تقدير!، والسبب في ذلك بحسب رأيه أنّ أبناء عبد العزيز تجاوزوا الستين من عمرهم، وقد اتخذ سلمان قراره بتعيين محمد ولياً للعهد على هذا الأساس"، لا أعلم عن أي استقرار يتحدث بندر، فالجزيرة العربية ومنذ وصول هذا الفتى المتهور إلى ولاية العهد وهي تعيش على صفيح ساخن وينتظر الجميع السقوط المُدوي لحكم آل سعود نتيجة تصرفات هذا الفتى المتهور، فالملوك السابقون وعلى الرغم من استبدادهم فكانوا على قدر من الدهاء مكّنهم من الحفاظ على عروشهم، غير أنّ هذا الفتى فلا حكمة ولا دهاء، كل ما يملكه هو التهور والغرور، مُعتقدًا أنّه قادر على الحفاظ على عرشه من خلال استدعاء محاكم التفتيش من التاريخ واستعمالها في زمنٍ أصبح الفضاء فيه مفتوحا وباستطاعة أي شخص الوصول للمعلومة بكبسة زرٍّ واحدة.
أخيرًا يمكننا أنّ نستنتج من حديث ابن سلطان بأنّ آل سعود آثروا ابقاء السلطة فيما بينهم حتى لا تخرج إلى الشعب، وهو اعترافٌ ضمني بأنّ الاستبداد الذي تعيشه الجزيرة العربية من صنع آل سعود، ومن جهةٍ أخرى يمكن أن نستنتج من حديثه ضرورة التحرك وبشكلٍ سريع لاسقاط هذه الطغمة الفاسدة المُتسلطة على رقاب الناس، فإما التحرك سريعًا وإلّا وصول بن سلمان إلى العرش وجثومه على صدور الناس لأجل لا يعلمه إلّا الله.
ارسال التعليق