سكان المهرة يطردون قوات سعودية من مبنى حكومي
طرد سكان محافظة المهرة اليمنيّة، قوة عسكرية تابعة للسعودية من مبنى يعود للقوات الحكوميّة في محافظة المهرة شرقي اليمن. وتمكن أهالي بلدة “حوف” شرقي مدينة الغيظة، عاصمة المهرة، من إجبار قوة عسكرية مدعومة من القوات السعودية المتواجدة في المحافظة، على مغادرة مبنى تابع لقوات “خفر السواحل” كانت سيطرت عليه في وقت سابق. ورفض الأهالي وجود تلك القوات في منطقتهم واعتبروها استفزازاً ومضايقة لهم وتعرّضهم للخطر ولا يوجد داعٍ لتواجدها.
واستجابت لجنة أمنيّة لمطالب وضغط الأهالي الذين تجمعوا أمام المقر العسكري بعد دخوله من قبل قوة عسكرية وصفت بـ”المليشياوية” لا تتبع الأجهزة الأمنية الرسميّة، وأقرّت مغادرتها للمقر في مديرية حوف. وكان مصدر محلي قد أكد أمس الأحد أن قوة مكوّنة من 15 عنصراً، وصلت بشكل مفاجئ إلى مقر قوات خفر السواحل في حوف، دون أن يكون للسلطات البلدية علم بهذا التحرّك، معززة بمركبتين عسكريتين، ومدرعة سعودية، وهو ما دفع الأهالي لرفض هذه الخُطوة وطالبوا بإخلاء المقر الحكومي. وهددت السلطات التعليميّة في المنطقة بإيقاف الدراسة، كما أعلن شيوخ وأعيان المديرية رفضهم القاطع لاستحداث أي وجود عسكري لا يخدم مصلحة أبناء حوف، حسب قولهم.
إلى ذلك تحاول الإمارات من جديد بسط نفوذها على محافظة المهرة شرقي اليمن، المحاذية لسلطنة عمان، مع دعوة ما يسمى بـ (المجلس الانتقالي الجنوبي) الموالي لها شباب المحافظة للالتحاق بقوات «النخبة المهرية».
وتأتي محاولة أبو ظبي للوجود في المحافظة -التي تعد ثاني كبرى محافظات اليمن حجماً - رغم فشلها منتصف 2017 في تحقيق خطوة مماثلة، بعد أن حاولت استقطاب ألفي جندي لإنشاء قوات موالية لها في المنطقة على غرار قوات الحزام الأمني في مدينة عدن ومحافظات الجنوب، وقوات النخبة الشبوانية في شبوة، والنخبة الحضرمية في حضرموت.
ويقول محمد الحمادي، وهو أحد سكان المهرة، إن المجتمع المهري لن يستجيب لدعوات التجنيد، لأن المحافظة تحظى باستقرار نسبي، ويخشى السكان تكرار تجربة ما يحدث في عدن والمحافظات الجنوبيّة.
ويرى وكيل المحافظة بدر كلشات أن إنشاء قوات خارجة عن سيطرة الحكومة سيفتح المجال لصراعات مسلحة، وسيقوّض السلطات المحليّة ويعطّل أي دور مساند وداعم لها. وحذّر كلشات من أن تلك القوات تهدّد السلم الاجتماعي، ووجودها قد يسبب صداماً مع رجال القبائل،
ووفق معلومات عسكريّة حصلت عليها الجزيرة نت، فإن الإمارات تسعى لإخضاع المحافظة بالكامل تحت سيطرتها في أقرب وقت، في ظل الحضور العماني القوي والمُتنامي في المحافظة، عبر زعماء القبائل. وبحسب مصدر عسكري فضّل عدم الكشف عن هويته، فإن الإمارات حددت عبر الموالين لها استقطاب 500 جندي من كل مديرية في المهرة، بواقع 5 آلاف جندي من 9 مديريات، إضافة لمدينة الغيضة.
ارسال التعليق