شبح المطاوعة يظهر من جديد
محاولات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر استعادة صلاحياتها القديمة، أصبحت هاجساً يشغل بال كثير من المواطنين السعوديين، بعد إعلان مجلس الشورى السعودي، عن أنه سيناقش توصيات بدعم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وسيتم اليوم التصويت، على مقترحات للمطالبة بتعزيز دور الهيئة الوقائي الميداني لضبط السلوك العام ورعاية قيم المجتمع، حسبما أعلن المجلس.
كانت الحكومة السعودية قد قلَّصت في أبريل 2016، صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. إذ لم يعد بمقدور أعضائها القبض على الأفراد، أو مطاردتهم، أو طلب هويتهم الشخصية، أو التحفظ عليهم. ولكن اقتصر دورهم على إبلاغ الشرطة فقط إذا ما اشتبهوا بأحد الأشخاص.
كما تم إلزام أعضاء الهيئة بتقديم ما يثبت شخصيتهم وساعات عملهم الرسمية، وحظر عليهم إيقاف الأفراد خارج وقت العمل الرسمي.
ومنذ الإعلان عن طرح التوصيات للتصويت من قبل مجلس الشورى، بات جميع مَن في السعودية يترقب ما سيُبديه لهم اليوم الثلاثاء، وذكر موقع «سبق» الإخباري أن مجلس الشورى سيطرح 4 توصيات للتصويت تركز التوصية الأولى على دعم جهاز هيئة الأمر بالمعروف لتعزيز دوره الوقائي الميداني والبرامجي، لتنفيذ دوره الوقائي والسلوكي.
فيما تطالب التوصية الثانية الجهات العامة والخاصة بالتعاون مع الهيئة ودعم دورها الميداني وتطالب التوصية الثالثة الهيئة بالتنسيق مع جهات العلاقة لتفعيل دورها في الأمن الفكري، ونشر مبدأ الوسطية والاعتدال.
بينما ستطالب التوصية الرابعة جهاز الهيئة بالتنسيق مع وزارة الداخلية للاستفادة من نظام الاتصال المتنقل وقالت مصادر سعودية معارضة إن الإعلان الذي أوحى بأن الهيئة قد تستعيد صلاحياتها القديمة، قوبل بردود فعل متضاربة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
فقد أبدى البعض تخوّفه من استعادة الهيئة لبعض أدوارها التنظيمية السابقة.
واعتبروا ذلك -إن تم- بمثابة نكسة عن الانفتاح الذي شهدته السعودية في السنوات الأخيرة، منذ صعود نجم الأمير محمد بن سلمان، والعودة إلى ماوصفوه بـعصر الظلام . من جهة أخرى هناك من رحب بالموضوع، مبدياً استياءه مما وصفوه بالانحلال الأخلاقي الذي أصاب المجتمع السعودي منذ تقييد صلاحيات الهيئة، في أبريل 2016.
جدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية شهدت تغييرات جذرية على الصعيد الاجتماعي خلال العامين الأخيرين، مثل السماح للنساء بقيادة السيارات، وافتتاح دور السينما، وإقامة الحفلات الغنائية والمهرجانات الصاخبة، بالإضافة إلى استضافة عروض الأزياء العالمية.
ارسال التعليق