(لا) كبيرة قالتها 3 دول إسلامية لآل سعود خلال أسبوع واحد!!!
يسعى النظام السعودي بكل ما أوتي من "مال وسلطة" لإعادة هيبته السابقة بين الدول الإسلامية مدعوما من الولايات المتحدة وإسرائيل، ولكون آل سعود لا يستطيعون اختراق الشعوب وتطويعها إلا عن طريق المال، تحركت الأموال السعودية في كل اتجاه خلال الأسابيع الماضية خاصة في تلك الدول التي تشهد انتخابات برلمانية لكي تضمن استمرار ثقلها في العالم العربي والإسلامي ولكن لسوء حظ الأمير الشاب عادت بلاده "بخفي حُنَيِن".
من هي الدول التي قالت "لا" لآل سعود
انتكاسة جديدة خرجت للضوء مع بزوغ نجم رئيس الوزراء مهاتير محمد الفائز في الانتخابات الديمقراطية الماليزية، تعرض لها آل سعود مع حلفيهم بن زايد خلال الأسبوع الماضي.
فوز مهاتير محمد "92 عاما" على حليف الرياض وأبو ظبي رئيس الوزراء السابق "نجيب عبد الرزاق" وجه صفعة قوية لهذا الحلف الخليجي، فقد خسر حليفهم الذي يخفي قضايا فساد لن يكون "ملف الصندوق السيادي الماليزي" أخرها، ولم تنفع الأموال الخليجية هذه المرة كما هو الحال في انتخابات العام 2013 عندما نجح "نجيب عبد الرزاق" بعد أن كان قد تقاضى مبلغ 681 مليون دولار رشوة من السعودية.
عبد الرزاق كان يوافق السعودية في كل شيء، وزياراته كانت دائمة للرياض لكسب الرضى والمال، وفي أحدى المرات وبينما كانت السعودية تعلن بدء عملياتها العسكرية ضد اليمن، سافر وزير الدفاع الماليزي حينها إلى الرياض ليبدي موافقة بلاده الضمنية على الحرب التي تشنها السعودية ضد الشعب اليمن.
وكان من الواضح للجميع أن السعودية تقدم المساعدات المالية لماليزيا لكي تتحكم بالسياسة الخارجية لحكومة رَجُلها عبد الرزاق، وجميعنا يذكر زيارة الملك سلمان إلى كوالالمبور في العام 2017 والتي استمرت أربعة أيام، حيث خرج الوفد السعودي والمضيف الماليزي ببيان مشترك وقفت فيه ماليزيا إلى جانب السعودية في اتهاماتها التي وجهتها لإيران بأنها تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ولكن مهاتير محمد سيكشف في الأيام المقبلة من كان يتدخل بشؤون الدول الداخلية ويملي عليها سياستها الخارجية.
وفي حال نفذ مهاتير محمد وعده بفتح تحقيقات فضيحة الصندوق السيادي الماليزي، لن تكون حينها السعودية والإمارات بمعزل عن هذه الفضيحة، وربما هذا ما يفسر لنا هجوم مستشار محمد بن زايد عبد الخالق عبد الله، على مهاتير محمد ولكونه لا يملك شيء يهاجم فيه رئيس الوزراء الجديد تحدث عن أنه رجل طاعن في السن ويجب انتخاب شاب لهذه المهمة، وكأن بلاده لم تدعم الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الذي يملك نفس سن مهاتير محمد بل يتفوق عليه الأخير بالقدرة الجسمانية والخبرة الادارية والسياسية .
وما يؤرق السعودية والإمارات أن مهاتير محمد رجل صاحب سلطة ونفوذ في العالم الإسلامي ويملك خبرة كبيرة في العمل السياسي، فضلا عن كونه محبوب بشكل كبير من قبل الشعب الماليزي، كيف لا وهو من حول بلاده من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية إلى دولة صناعية متقدمة يساهم قطّاعا الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج المحلي الاجمالي، وتبلغ نسبة صادرات السلع المصنعة 85% من اجمالي الصادرات، يضاف إلى ذلك بأن مهاتير محمد يخالف السياسة الخارجية السعودية ويعارض الحرب على اليمن بشكل كبير.
لبنان
لبنان ومنذ حوالي الأسبوع أيضاً شهد انتخابات برلمانية حساسة نظرا لشدة المنافسة بين الأحزاب المشاركة في الانتخابات، حيث شارك فيها 600 مرشح وانتهت الانتخابات بفوز ساحق لحزب الله وانصاره الذين لا يغضب السعودية وجودهم فضلا عن امساكهم بالقرار اللبناني، لتحصل هذه الكتلة السياسية على أكبر تمثيل نيابي في البرلمان.
هذا الكلام كان أخر ما يتمنى أن يسمعه محمد بن سلمان الذي قدمت بلاده أموال طائلة لمنع حزب الله من الفوز في هذه الانتخابات، لكن الشعب اللبناني قال كلمته والتف حول "حزب الله" والجماعات المتحالفة معه.
العراق
جرت منذ يومين انتخابات برلمانية في العراق لأول مرة منذ القضاء على تنظيم "داعش" الارهابي بمشاركة 24 مليون عراقي، واظهرت نتائجها الأولية تقدم تحالف "سائرون" بزعامة مقتدى الصدر في محافظات بغداد والأنبار وواسط وبابل والمثنى وديالى وكربلاء وذي قار والبصرة، وحل ثانياً ائتلاف تحالف الفتح بزعامة هادي العامري ثم تحالف ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي ,
ولم يكن للسعودية نصيب في هذه الانتخابات أيضا لكونها لم تؤسس لنفسها سمعة جيدة بين العراقيين، وقد هاجمتها الحكومة العراقية مرارا وتكرارا لتدخلها في شؤون البلاد ودعمها للجماعات الإرهابية والأحزاب المتطرفة.
ارسال التعليق