تنومة الجريمة المنسيةبقلم: هاشم علوي...    

مائة وثلاثة اعوام مضت على جريمة تنومة في حق ثلاثة آلاف حاج يمني غدرت بهم ضباع بني سعود في تنومة بمنطقة عسير، مجزرة تنومة من الجرائم التي لم تذكر في كتب المدارس والجامعات وتجاهلها الكتاب والمؤرخون والاعلام انما حفظتها الذاكرة اليمنية وبعض المصادر القديمة والتي اعتمدت على الشهادات والروايات عماجرى للحجاج اليمنيين من قتل  متعمد من قبل عصابات ابن سعود المؤسس لمملكة الاجرام.

جريمة تنومة اوجعت كل بيت يمني في ذلك الوقت ومازالت تؤرق الاحفاد واحفاد الاحفاد الى اليوم لانها جريمة منسية تعاقبت الانظمة والحكومات ولم يناقشها احد مع جارة السوء التي تأسست على الاجرام والدماء ليس بحق اليمنيين فحسب بل بحق سكان الحجاز ونجد وكل الحجاج القادمين من الشام والعراق فكانت خيول ابن سعود تجوب الصحاري وتتربص بالطرقات وتهاجم القبائل والبدو للقتل والنهب والسلب واخضاع القبائل لموالاة ابن سعود تحت مسمى الفتوحات تحت شعار الوهابية لصاحبها محمد بن عبدالوهاب التكفيري الذي كانت دعوته تقوم على اعتبار ان سكان الجزيرة مشركين وبهذه الطريقة الوحشية قامت اركان دولة بني سعود بدعم وتسليح وتمويل بريطاني حتى خضعت معظم مناطق نجد والحجاز لابن سعود.

اليوم يتذكر اليمنيين هذه الجريمة وهم يشاهدون نفس الوحشية التي قامت بها عصابات بن سعود من خلال جرائم بني سعود في اليمن والتي قتلت وحاصرت الشعب اليمني ومازالت لحد الان تمارس الاجرام المتأصل في نظام بني سعود من تأسيسه فما قتل الاطفال والنساء والحرمان من الغذاء والدواء واغلاق المطارات والموانئ الا جزء من ذلك الاجرام المتأصل في سلالة حكام بني سعود الذين يبنون مجدهم الوهمي باسم الدين على جماجم الابرياء ودماء الجيران.

العدوان على الشعب اليمني ايقض تنومة واعادها الى الذاكرة اليمنية بعد ان كانت منسية وطويت لاكثر من تسعين عام اوتعمدت انظمة بائدة منع تذكرها هذه الانظمة سلمت نفسها للجنة الخاصة السعودية التي اشترت القادة والنخب السياسية والثقافية وصدرت الفكر الوهابي التكفيري وسيطرت على مفاصل الدولة ومفكريها ومثقفيها واعلامها الذي لم يتجرأ احد على ذكر تلك الجريمة ومن كتب مقال اوتحدث عنها يشترى بالمال ويسكت بالتهديد والوعيد حتى غابت القضية وظهرالنظام السعودي حامي الحرمين وهكذا مثلما اشترت السلطات السعودية ذلك الصمت فهي تفعل هذا ايضا في العدوان على الشعب اليمني واشترت العالم والمنظمات الدولية للصمت عن اجرامها في اليمن حتى صارت للجنة الخاصة فروع في كل دول العالم.

تنومة لم تعد منسية والعدوان على الشعب اليمني لم يعد حرب منسية كمايسميها البعض فصمود الشعب اليمني افشل مخططات بني سعود وانتصر الشعب اليمني لدماء الشهداء والحجاج معا في معركة مصيرية مازالت فصولها الختامية تكتب على حافة الزناد وفوهة البندقية.

تنومة هولوكست بني سعود لم تطمرها العقود اما هولوكوست اليهود فمن ينكرها معاد للسامية!