وول ستريت جورنال: هذا هو هدف ابن سلمان من حملة الاعتقالات الأخيرة
أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن حملة القمع الأخيرة، التي طالت الناشطات السعوديات المدافعات عن حقوق المرأة وحقها في قيادة السيارة تعبر عن رغبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في السيطرة على التغيير.
واشارت الصحيفة الامريكية الى أن العشرات من الناشطين والناشطات السعوديين احتجزوا في السجن، وتم شجب الكثيرين منهم بصفتهم خونة، ومنع المئات من مغادرة المملكة، فيما ترك العديد البلاد، وليست لديهن أو لديهم رغبة في العودة مرة أخرى، ما يخلق مجتمعا صغيرا من المعارضين السعوديين في الخارج.
وتلفت الصحيفة إلى أن ولي العهد اتخذ خطوات أبعد من سابقيه، في تخفيف القواعد الاجتماعية المتشددة، في وقت قام فيه بحملة قمع شرسة ضد من يعتقد أنهم معارضون له، ولم تشهد البلاد مثيلا لها منذ عقود، فبعد حملة القمع ضد العلماء والدعاة المشاهير ورجال الأعمال في الخريف، فإن حملة أيار/ مايو ركزت على رجال ونساء طالبوا بحق المرأة بقيادة السيارة، رغم أن الحكومة السعودية ستبدأ في تطبيق قانون يسمح للنساء بالقيادة في 24 حزيران/ يونيو الحالي.
وأكدت وول ستريت جورنال أن ولي العهد السعودي أراد توجيه رسالة من وراء حملة القمع، التي تمت دون معارضة الرأي العام، هي أن ولي العهد هو من سيقوم بتحديد مسار التغيير ومداه في السعودية، مضيفة أن محمد بن سلمان حاول منذ وصول والده إلى السلطة إبعاد الاقتصاد عن النفط، وإنهاء سيطرة المحافظين الدينيين، لكن حملة الاعتقالات هي دليل على وجود توتر بين الحريات الاجتماعية والقمع السياسي في السعودية "الجديدة"، التي يرى فيها الكثير من السعوديين خطوة للوراء لم يمكن للحكومة التسامح معها. وينوه التقرير إلى أنه من بين 19 معتقلا ومعتقلة، تم اعتقالهم الشهر الماضي، بقي تسعة منهم يقلن أنهن لن يعترفن طواعية باتهامات مزيفة، وتورد الصحيفة نقلا عن مطلعين على طريقة تفكير الحكومة، قولهم إن قادة البلد يريدون إرسال رسالة بأن لا أحد يمكنه لي ذراع الحكومة، للمطالبة بمطالب، حتى الناشطات الداعمات لأجندة الحكومة. ويفيد التقرير بأن بيانا نادرا صدر عن الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي شجب "الاضطهاد المستمر للمدافعين عن حقوق الإنسان في السعودية، الذي يضعف من مصداقية عمليات إصلاح البلد"، ودعا السلطات السعودية للإفراج عن المعتقلين، لافتا إلى أن موقعا سياسيا سعوديا مشهورا، يدعى "جابرتون"، وصف في رسم كاريكاتيري مناخ الخوف الحالي برسم رجلين يجلسان في زنزانة، ويقول أحدهما: "أنا مسجون بسبب عملية سطو مسلح، وأنت؟"، فيرد الثاني قائلا: بسبب "واتساب". وتقول إن موجات الاعتقال الثلاث استهدفت البارزين في المجتمع السعودي، وبعضهم حقق موقعا دوليا، لافتتين إلى أنه لم يتم توجيه أي تهم رسمية لأي منهم، فيما منع أقارب المعتقلين من الزيارة. وتنقل الصحيفة عن الصحافي جمال خاشقجي، الذي يعيش في واشنطن، قوله: "خلق محمد بن سلمان معارضة لم تكن موجودة، ولم يكن بحاجة إليها"، ويضيف خاشفجي: "في كل مرة أسمع فيها عن اعتقال أو منع صديق من السفر أشعر بالامتنان لكوني هنا". وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى قول كاتب آخر سجنته الشرطة قبل عامين، إنه لا يعلم حتى الآن التهم الموجهة إليه، وأضاف: "كل ما أكتبه متناسق مع ما تقوم الحكومة بعمله، فأنا ضد الفساد وأدعو إلى تغيير حقيقي.. ولا تزال لدي آمال كبيرة بالإفراج عني سريعا، وسأكون كاذبا لو قلت إن هذه الآمال تتلاشى شيئا فشيئا كل يوم".
ارسال التعليق