آل سعود:هذا مصير من يخالفنا الرأي ،الشيخ العودة نموذجا
[ادارة الموقع]
هادي الاحسائي
لا مكان لحرية التعبير داخل أسوار المملكة، هذا كلام مفروغ منه، ولكن أن يتم التعدي على رموز الدولة الدينية والوطنية، يعد ضربا من الجنون لن يمر دون نتائج وخيمة على أصحاب هذه القرارات؛ الداعية المعروف سلمان العودة أحد الشخصيات البارزة واهم رموز الصحوة الدينية، يعاقب اليوم على مواقفه من الأزمة الخليجية وقد يكلفه الأمر حياته دون ان يستطيع احد ردع محاكميه.
النيابة العامة السعودية طالبت بإعدام العودة في بداية محاكمته بالرياض، الثلاثاء 4 سبتمبر/أيلول، بعدما وجَّهت له 37 تهمة، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية، ويُعرف عن العودة مواقفه الجرئية التي دخل على خلفيتها السجن عدة مرات، ومنذ العام (2016) كان يتولى العودة عدة مسؤوليات دعوية ذات طابع دولي، فهو نائب رئيس منظمة النصرة العالمية، والأمين المساعد لاتحاد علماء المسلمين، ومع ذلك اعتقل العودة قبل عام من الآن على خلفية تغريدة حاول من خلالها رأب الصدع بين السعودية وقطر على خلفية الأزمة التي حلت بينهما، قائلا: " ربنا لك الحمد لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك..اللهم ألف بين قلوبهم لمافيه خير شعوبهم".
كلفته هذه العبارة الكثير، وقيل أنه اعتقل على اثرها وتعرض لأبشع انواع التعذيب التي تحدث عن تفاصيلها نجله الدكتور عبد الله العودة الباحث في جامعة جورج تاون، وقال العودة إن والده كان مقيد اليدين والرجلين في زنزانة ضيقة لفترة طويلة في أشهر الاعتقال الأولى، وإن الطعام كان يقدم له في كيس لإذلاله وإهانته، وقد كان يضطر لفتح الأكياس بأسنانه، ولفت إلى أن نقله إلى الرياض لاحقا كان مأساويا لأنه انتقل إلى غرفة أشبه بالقبر.
أما عن المحاكمة الأخيرة قال عبدالله العودة: إن التهم التي سجلتها النيابة العامة السعودية ضد والده سخيفة وتافهة وملفقة، وإن النيابة العامة تمارس التوحش بحق والده، في الوقت الذي يتحدثون فيه عن تنظيم الدولة وإدارته للتوحش، وشدد العودة بأنه يعول على العلماء والنشطاء ووسائل الإعلام من أجل ممارسة الضغط على السلطات السعودية بخصوص قضية والده متهما النيابة العامة بعدم الاستقلالية.
اتحاد علماء المسلمين
وتضامن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مع العودة موجها رسالة إلى الحكومة السعودية، بعد شروعها في محاكمة الشيخ سلمان العودة.
وقال الاتحاد في بيان له إنه يرفض "رفضاً قاطعا تصنيف العودة بالإرهاب من قبل بعض الدول، بل إنه هو الذي فضح الإرهاب الذي خرج من عباءة بعض الدول".
وطالب "قادته المخلصين وعلماءه الربانيين والمفكرين بالتدخل لإطلاق سراح جميع سجناء الرأي، والنصح أمثال الشيخ سلمان العودة والشيخ موسى الشريف ود. سفر الحوالي، ود. ناصر العمر، وغيرهم".
وحذر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الحكومة السعودية من أنه "سيحتفظ بحقه في الدفاع عن هذا الاسم وعن أعضائه بجميع الوسائل الشرعية والقانونية المتاحة"، وحذر الاتحاد "من مغبة معاداة العلماء وسجنهم"، ونوه البيان إلى أن "بعض علماء السعودية عندما أرادوا الانضمام إلى الاتحاد استأذنوا عن طريق إحدى الوزارات الديوانَ الملكي في عهد الملك عبدالله يرحمه الله فأذن لهم".
تويتر
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية جدلا واسعا مع تداول الأنباء حول بدء محاكمة الشيخ سلمان العودة، وطلب النيابة قتله تعزيرا.
وقال احد الحسابات إن النيابة العامة وجهت للشيخ 37 تهمة متعلقة بالإرهاب إضافة إلى طلبها ما سمته "القتل تعزيرا"، وهو ما دفع ناشطين إلى إطلاق وسم في مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "# سلمان العودة ليس إرهابيا" وكان من أكثر الوسوم تغريدا في السعودية وفي الإمارات انتشر وسم #لا مكان_للمتطرف_بيننا"، وهو للرد على وسم "العودة ليس إرهابيا".
ماذا يريد ابن سلمان
رسالة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واضحة في هذا الاتجاه ومفادها أن كل من يخالفنا الرأي سيكون مصيره مشابه لمصير "العودة"، ويريد أن يقدم أسلوب التعاطي مع العودة على أنه نموذج لردع جميع الدعاة والنشطاء الذين يحاولون أو سيفكرون بمحاولة معارضة ما يصدر عن ولي العهد من قرارات وتصرفات مهما كانت وبحق أيا كان، هذه الرسالة كانت واضحة منذ وصوله الى ولاية العهد ولكن اليوم يريد أن يؤكد عليها أكثر من أي وقت مضى، خاصة وأن الضغوط تتزايد عليه من الداخل والخارج حتى تكاد تخنقه وتقذف به خارج القصور الملكية.
فشل الأمير الشاب يحمله لنشطاء الداخل والدعاة والحل الذي يهب باتجاهه هو الانتقام من هؤلاء، وهذا سيكلفه الكثير لأن هناك أخبار متداولة بأن محاكمة "العودة" لن تمر دون رد، لأن جميع الدعاة وعلماء الدين على يقين بأنهم إذا لم يواجهوا هذا الهجوم والتعدي عليهم من قبل السلطات الدينية سيتم اعتقالهم الواحد تلو الآخر لأسباب مقنعة وغير مقنعة.
ارسال التعليق