أموال بن سلمان ستحدد مصير التحقيق الدولي في مجزرة صعدة
[ادارة الموقع]
من صعدة الى الحديدة فصنعاء وغيرها من المدن اليمنية، عداد القتلى من المدنيين اليمنيين في ارتفاع، وكذلك غارات التحالف السعودي الاماراتي ومعهما منسوب الاحتجاج الدولي، غارة صعدة التي أوقعت الخميس الماضي 54 شهيداً من الأطفال، أيقظت مجدداً النداءات والمطالبة بالتحقيق، حيث دعا مجلس الامن الدولي نهار الجمعة الى تحقيق شفاف ذي مصداقية في غارة "التحالف العربي" بقيادة السعودية على محافظة صعدة اليمنية. فما هو مصير هذا التحقيق وهل سيلقى مصير التحقيقات السابقة بانتهاكات مماثلة على امتداد ثلاث سنوات من عمليات "التحاف العربي" في اليمن.
إذا، تنديد وشجب وغضب وحزن وقلق، فماذا ستغير هذه العبارات التي وردت في تصريحات وبيانات ردود الفعل الدولية القوية على مجزرة حافلة الأطفال في صعدة. وبينما تتواصل الإدانة الكلامية تنديداً لما حصل، انتهت السبت عملية انتشال بقايا الشهداء المتناثرة بعد ثلاثة أيام على المجزرة. الكثير من الشهداء والجرحى أغلبيتهم من الأطفال، وعدد غير معروف من المفقودين بسبب صعوبة التعرف على هوية بعض الجثث المتفحمة والمتناثرة. وقد أعلنت مؤسسة الصليب الأحمر الدولي اليوم النتيجة النهائية للشهداء والمصابين، حيث بلغت 130 شخصاً ورشحت هذا العدد الى الازدياد بسبب العدد الكبير للمصابين بجروح خطيرة.
الجميع تحت الصدمة، دول ومنظمات دولية تابعة للأمم المتحدة، حيث يقول المتحدث باسم اليونيسف كريستوف بوليراك، أن "اليونيسف تعتقد أن هذا الاعتداء على حافلة تقل أطفالاً هو الأسوء منذ 2015، حيث لم يسقط هذا العدد من الأطفال في الازمات السابقة". كما ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الى تحقيق مستقل. وبنفس العبارات دعت الخارجية الامريكية (الداعم الأبرز للتحالف الذي تقوده السعودية في حربها على اليمن) السعودية الى اجراء تحقيق معمق وشفاف في الحادثة.
التحالف السعودي الاماراتي اعترف بفعلته، لكنه وصف هجومه بالعمل العسكري المشروع رداً على صاروخ بالستي استهدف جازان السعودية، بل ذهب ابعد من ذلك عندما اتهم حركة أنصار الله بتجنيد الأطفال الذين كانوا في الحافلة من أجل المقاتلة بصفوفه. الا أن الصور التي أتت من ميدان المجزرة تؤكد ما رواه الأهالي، أن الأطفال كانوا يتوجهون الى مخيم صيفي لتعلم القرآن الكريم، قبل أن تحول الغارة أجساد بعضهم الى أشلاء.
هذا النزاع ورغم كل الانتهاكات والتجاوزات التي وقعت وربما تحدث في المستقبل، لم تدفع المجتمع الدولي لبذل ما يكفي من الجهود لإنهاء الحرب ومآسيها، ودفع السعودية وحلفائها الى احترام القانون الدولي الإنساني قولاً وفعلا. فتلاحق الادانات بأشكالها المختلفة لم يجعل أصحاب القرار في دول عدة لإعادة النظر في حساباتهم وسياساتهم بغض الطرف عن جريمة تلوى أخرى يرتكبها التحالف السعودي الاماراتي في اليمن. فمتى يتحرك المجتمع الدولي بشكل فعلي وليس بكلمات مؤثرة بعد كل مجزرة. فورقة التحقيق الشفاف والمستقل ورقة قديمة ومستهلكة ومنتهية الصلاحية في حرب أصبح فيه قتل الأطفال هدفاً عسكريا مشروعاً، ومن شرع ذلك غير التحالف السعودي الاماراتي.
اذا يمكننا القول أن نتيجة التحقيق الدولي الذي ستجريه الأمم المتحدة ستكون معروفة، وهي رميه في الدرج كما رميت تحقيقات أخرى هناك، كالتحقيق الدولي في مجزرة الصالة الكبرى في الثامن من تشرين الأول عام 2016، في صنعاء التي ذهب ضحيتها 976 مواطن توزعوا بين 177 شهيد و 799جريح. كما أن المال السعودي موجود وولي العهد السعودي سخي في ملئ افواه المسؤولين الغربيين لإسكاتهم، وبالتالي لا يؤمل بشي من هذه التحقيقات، وربما من يقول قد يتحول الجاني الى برئ والبريء الى جان.
ختاماً ان السعودية تعول على هذه المجازر وخاصة بحق الأطفال الى هزيمة اليمنيين نفسياً ودفعهم الى الاستسلام، الا أن هذه المجازر كانت حافزاً لآلاف اليمنيين الذين لم تقبَلْ كرامتُهم البقاءَ في المنازل وانتظار الصواريخ، فذهبوا إليها بأنفسهم، حملوا أسلحتَهم وتوافدوا على أكثر من 40 جبهة قتال، على رأسها جبهات ما وراء الحدود، وهناك منذُ 4 سنوات وإلى اليوم ينتزعون أرواحَ آلاف الجنود السعوديّين والاماراتيين والمرتزقة، وما تزالُ تلك الجبهات تنتظرُ أن يحج إليها من ستوقظه ذكرى مجازر السعودية بحق الشعب اليمني، ونقول لبن سلمان أنك لن تنتصر في هذه المعركة، لأن هذا اليمن يستعصي على أي غزاة وعلى أي حروب مضت وستاتي.
ارسال التعليق