أين الوطن (وطن العدالة والحقوق والكرامة والتعددية)
[علي ال غراش]
في اليوم الوطني .. مناسبة للتفكر والتأمل في الوطن وحال المواطنين، والشعور بالمسؤولية لبناء وطن للجميع، وطن قوانينه قائمة على إرادة الشعب، وطن العدالة والحرية والتعددية والحقوق والكرامة والأمن والسلام، خيرات الوطن -الثروة الوطنية- لجميع المواطنين بلا استغلال ولا فساد، الاهتمام بالبنية التحتية في كل المدن والقرى بحسب ميزان العدالة والمساواة لا حسب مزاج الحاكم وحاشيته، والأراضي لأهلها أهل المدينة أو القرية وليس لأفراد العائلة المالكة وحاشيتها توزع كمنح بحسب الأمر السامي، لا ظلم ولا فساد ولا استبداد فيه، .. وطن محل توافق جميع المواطنين.
من حق أي مواطن حريص على وطنه وأهله المواطنين أن يسأل في هذا اليوم بالخصوص أين الوطن؟.
من يعتقل ويعذب ويقتل الأبرياء؟
نرجو في اليوم الوطني من الوطن الذي يقوم باعتقال وتعذيب الآلاف المواطنين المخلصين .. أن يتم الإفراج عن المعتقلين بسبب التعبير عن الرأي أو المشاركة في المظاهرات السلمية، وإيقاف مسلسل الإعدامات الجائرة، والإفراج عن كافة معتقلات الرأي ومنع التعذيب الوحشي والتحرش بهن.
هل تعلم أيها المواطن إن الوطن يعتقل نساء مواطنات يتعرضن للتعذيب والتحرش في سجون الوطن، ذنبهن الوحيد هو أنهن طالبن بحقوقهن وحقوقك الوطنية لتعيش في وطن عادل للجميع؟.
ونرجو أن يحصل كل مواطن على الحياة الكريمة؛ مصدر رزق وسكن وحق المشاركة في إدارة الوطن، وإيقاف هدر المال العام وإيقاف الحروب العبثية.
ولا أن يلاحق ويقتل المواطن بخنقه وتقطيع جثته .. خارج وطنه عبر فريق من استخبارات الدولة كما حدث مع جمال خاشقجي.
أرض الأجداد قبل تأسيس الدولة:
نجدد في هذا اليوم حبنا للوطن الأرض التي عاش فيها أجدادنا وبذلوا الكثير في سبيل المحافظة عليها وأعمارها، ودفنوا في أرضها وذلك قبل تأسيس الدولة الحديثة باسم عائلة الحاكم (..) الذي سيطر على البلاد والعباد بالسيف حسب كتبهم، وافتخارهم بالسيف الأجرب الذي منحهم السيطرة على البلاد والعباد في كافة الأقاليم، سيف هو شعار دولتهم لغاية اليوم؛ ولتذكير الناس بالبطش والدموية وإعطاء الولاء الكامل للحاكم، وكأن هذه الأرض الغالية والعزيزة علينا لا يوجد لها أي اسم طوال آلاف السنين!!.
كيف تسمى هذه الأرض التي تتكون من أقاليم تاريخية محل التقدير والافتخار عند أهلها؛ باسم العائلة الحاكمة (..) دون استشارة أهالي الأرض؟!.
تغييب وتهميش للمواطن:
أمنياتنا المتكررة أن يحفظ الله الوطن من كل شر، وان يحفظ المواطنين من كل سوء، ومن بطش الحكام الظالمين الفاسدين، وأن لا يتعرض أي مواطن بريء للظلم والسجن والاعتقال التعسفي والتعذيب والقتل بسبب التعبير عن الرأي كمطلب الإصلاح في الوطن، ولأننا نحب الوطن ونحب أغلى ما فيه هو الإنسان "المواطن" نتمنى أن يعيش كافة المواطنين في وطن أسمه يختاره المواطنون، له قيمة غالية عند كل المواطنين، وليس تغييب المواطن الذي يعاني الحرمان والتهميش!
لك الله أيها الشعب المحروم:
أي يوم وطني لا ذكر فيه للمواطن ولحقوقه وللعدالة والحرية والكرامة والتأكيد على رفض الظلم والفساد، بل هو يوم تعيس تحول لتمجيد والتفاخر بالسيف الأجرب القاطع الدموي القاتل وللحاكم وعائلته لزيادة ترهيب المواطنين، في ظل وضع اقتصادي مأساوي واعتقال وتعذيب الآلاف من المواطنين رجال ونساء وأطفال بسبب التعبير عن الرأي والمطالبة بوطن للجميع لا لعائلة حاكمة فقط، وطن قائم على دستور يمثل إرادة الشعب -عدالة وحقوق وحرية وكرامة وسلام وأمان .. -، بلا اعتداء ولا شن الحروب ولا دمار ولا قتل، ولا هدر للثروة الوطنية التي هي ملك الشعب المحروم من حقوقه ومن المشاركة في اتخاذ أي قرار في الوطن!. شعب يعاني الحرمان والتهميش في وطنه!. لك الله أيها الشعب المحروم!.
وطن للجميع أمنية!
اليوم الوطني فرصة ليعبر المواطن، عن تمسكه وحبه لأرضه، ويعبر عن مطالبه بوطن الحقوق والعزة والكرامة والأمن والأمان لجميع المواطنين، ويعبر عن أمنياته وتطلعاته في وطن يمثل جميع المواطنين، وأسمه محل توافق الجميع.
إننا نعيش في عصر لا وجود فيه لدولة حضارية محترمة تسمى باسم الحاكم وعائلته... لأنها بذلك تصبح مزرعة خاصة، لا دولة تمثل رأي شعب حسب دستور يصوت عليه الشعب، ولأرض لها تاريخ يمتد لآلاف السنين!.
أين وطن العدالة والحرية والكرامة والأمن والأمان والسلام؟.
ارسال التعليق