المملكة السعودية..توالد الأزمات والمآزق في ظل سياسات ابن سلمان!!
[عبد العزيز المكي]
كما تابعنا وتتابعون شهدت بلاد الحرمين عدة أحداث خطيرة، حاول إعلام نظام ال سعود القليل من شأنها، أو المرور عليها مروراً عابراً، والإيحاء بأنها أحداث طبيعية تحدث أو يمكن أن تحدث في كل بلد، ليس لها تأثيرات، أو أنها تترك إنطباعات معينة، نذكر من هذه الأحداث ما يلي:
1ـ أوامر ملكية باستحداث وزارات ودمج أخرى، ففي 25/2/2020 أصدر ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز أوامر ملكية بإعفاء وزيري الإعلام، تركي الشبانة، والخدمة المدينة سليمان بن عبد الله الحمدان، ومحافظ الهيئة العامة للاستثمار ابراهيم بن عبد الرحمن العمر من مناصبهم. وجاء في الأوامر الملكية، تكليف ماجد عبد الله القصبي وزير التجارة بالقيام بعمل وزير الإعلام بالاضافة الى عمله، كما تم تكليف ماجد بن حمد الحقيل وزير الاسكان بالقيام بعمل وزير الشؤون البلدية والقروية بالاضافة الى عمله. وصدر أمر ملكي بضم وزارة الخدمة المدينة الى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ويعدل إسمها لتكون أو لتصبح وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.. وتحويل الهيئة العامة للاستثمار الى وزارة بإسم وزارة الاسثمار وتعيين خالد الفالح وزيراً لها.. الى أخر ما تضمنته الاوامر الملكية من تغييرات وتعيينات جديدة.
2ـ في 25/2/2020 أصدرت محاكم ال سعود حكماً ابتدائياً بالاعدام لمتهم وسجن 7 مواطنين شيعة بتهمة التخابر مع ايران! وزعمت سلطات ال سعود ان المتهم المحكوم عليه بالاعدام سرب لايران معلومات تمس الأمن الوطني بحكم عمله!! وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة أصدرت أحكاماً ابتدائية باعدام أربعة أشخاص بتهمة مزاعم تكوين خلية ارهابية للتخابر مع إيران، والتدرب نظرياً وعملياً في معسكرات الحرس الثوري الإيراني على استخدام الأسلحة، والمتفجرات، وقتال الشوارع، وكيفية التخفي لتضليل الجهات الأمنية حتى لا ينكشف أمرهم، وأيضاً استقطاب المتدربين.. الى آخر تلك المزاعم البعيدة عن الحقيقة والتي تكن سوى ادعاءات باطلة لتبرير اصدار احكام طائفية بغيضة ضد أبناء الطائفة الشيعية الكريمة.
3ـ في يوم 21/2/2020 أطلق رجل مسلح، قيل انه رجل أمن مفصول من عمله بسبب، الغياب، بحسب رواية قناة العربية، أطلق النار على زملائه وأصاب اِثنين منهم من الضباط إصابة أحدهم خطرة، وبحسب قناة العربية فأن منفذ عملية اطلاق النار المفصول من الأمن، وكان يعمل قناصاً، وتمكن من إصابة اثنين من الضباط، أحدهما إصابته حرجة وخطيرة والآخر تعرض للدهس، فيما قبضت عناصر الجهاز الأمني على هذا القناص، وتلك رواية ركيكة جداً تشير الى تعمد نظام ال سعود إخفاء الكثير من الحقائق حول دوافع هذا التمرد من قبل هذا القناص، فليس مقنعاً بل ومنطقياً أن تكون ردة فعل هذا المنفذ للعملية القيام بهذا الهجوم الخطير، على فصله من العمل، مثلما هو غير منطقي تخلي جهاز أمن ال سعود، وغير مقنع عن قناص ماهر لمجرد تراكم غياباته! وقالت قناة العربية ان هذا الهجوم حصل في حي الدويمة أحد أحياء المدينة المنورة. والملفت ان وزارة الداخلية لم تصدر بياناً توضح فيه ملابسات الحادث، إنما تقصد النظام لفلفة ما جرى في المدينة المنورة واسدال الستار عليه والتعتيم عليه نهائياً!!
هذا بينما ذكر حساب " حديث المدينة " المتهم باخبار المدينة المنورة، أن الشرطي أطلق النار على رئيسه مدير إدارة الدوريات، العقيد عبدالله الغامدي، وعقيد آخر وكيل رقيب، لافتاً الى نقلهم للمستشفى. واظهرت مقاطع صور وفيديوهات، انتشار كثيف لدوريات الشرطة في الشارع الذي وقع فيه الحادث كما قال ناشطون ان المواجهات بين هذا الشرطي، وزملائه من الجهاز الأمني تحولت الى حرب شوارع!!
4ـ تعرض منشآت النفط في ميناء ينبع غرب البلاد والذي يبعد عن صنعاء 1400كم الى هجوم بعشر طائرات مسيرة وصاروخي كروز المجنحة وصاروخ بالستي من نوع ذوالفقار طويل المدى، حيث أصابت إهدافها اصابة دقيقة، وتوقف الميناء في بعض منشآته عن العمل كما ذكرت التقارير الواردة من هناك، رغم ان نظام ال سعود إدعى انه منظوماته المضادة للجو، قد اسقطت الطائرات المسيرة، يضاف الى ذلك، ان الصور والفيديوهات المسربة من الاهالي في ينبع على مواقع التواصل الاجتماعي أكدت التدمير الذي لحق بهذه المنشآت من هجوم جماعة الحوثي اليمنية على تلك المنشآت في 21/2/2020.
5ـ في 21/2/2020 إتخذ أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل قراراً بايقاف المسؤولين عن إنتاج " فيديو كليب" لأغنية راب تحمل إسم " بنت مكة "، معتبراً أنه " مقطع يسئ الى عادات وتقاليد أهالي مكة المكرمة، ويتنافى مع هوية وتقاليد أبنائها الرفيعة ".
"وبنت مكة أغنية راب انتشرت على قناة "احيايل سلاي" بموقع يوتيوب تضمنت تلميحات "لجمال فتيات مكة ودلعهن واوصافهن" مع مقارنات وفخر وما الى ذلك. وجرى تصوير فيديو الأغنية داخل مقهى في مكة المكرمة، برفقة أطفال وشباب أدوار رقصات مختلفة على وقعها، بالاضافة لوجود شاب وفتاة على احدى طاولاتها. في ظاهرة جديدة لم تكن موجودة في البلاد. الأمر الذي أثار استياءاً وغضباً عاماً عند أهالي مكة خاصة وعند أبناء شعب الجزيرة عامة إنعكس على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ هاجم آلاف المغردين العاملين على الأغنية، معتبرين أنها لا تصلح في مكة إنما في تكساس الامريكية مطالبين بالتحرك لايقاف هذه الأساءات المقصودة والمبرمجة.. وجاء قرار هذا الأمير لامتصاص الغضب الشعبي في مكة المكرمة بسبب ان الفيديو حدش مشاعر وأساء الى معتقدات الناس، وخوفاً من الأنفجار وانتقال الغضب والتحدي الجماهيري الى الشارع، سارع هذا الأمير الى إحتواء هذا الغضب من خلال القرار المشار اليه.
هذه الاحداث وغيرها مما لا يسع المجال لذكرها، تؤشر الى جملة معطيات نذكر منها ما يلي:-
أولاً: الاحتقان الأمني الذي تعيشه البلاد منذ مجيء محمد بن سلمان منذ أربع سنوات، والذي تفاقم في الآونة الأخيرة بشكل لافت، لدرجة ان أجهزة النظام عجزت عن التعتيم عليه، فبدأ يتجلى أمام أعين الناس في الشارع العام، كما هو الحال، في عملية اطلاق النار بين عناصر الأجهزة الأمنية في المدينة المنورة كما مر بنا بعد ان كانت مثل هذه الحوادث تحصل في داخل القصور الملكية ويجري التعتيم عليها.. أو ان ينحصر حصولها في المناطق الشرقية حيث الاكثرية الشيعية التي يمارس النظام بحقها التمييز الطائفي، وأيضاً يمارس بحقها الحرمان والظلم!! واكثر الخبراء يجمعون على ان سياسة بن سلمان هي السبب الأساسي وراء هذا التوتر الأمني الذي تعيشه المؤسسات الأمنية وحتى العسكرية السعودية، فهذا الرجل يواصل منذ مجيئه ولحد الآن تصفية الاجنحة المعارضة لوصوله للعرش وقصة ازاحة الأمير محمد بن نايف عن ولاية العهد ثم اعتقاله عدد كبير من الامراء المعارضين وعلى رأسهم الأمير أحمد بن عبدالعزيز، ورجال الاعمال ووزراء سابقين وشخصيات كبيرة في البلاد وايداعهم في سجن الكارلينتون الذي هو فندق حوله الى سجن لهؤلاء، ثم تجميد وتنحية الأمير متعب بن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز وتفكيك الحرس الوطني التابع له ولابيه.. كل ذلك وغيره قصة معروفة.. لكن تركيبة النظام تقضي بأن كل أمير أو مجموعة من الامراء لها امتدادات في المؤسستين العسكرية والأمنية، وفي التركيبة القبلية والاجتماعية، ولذلك امتدت التوترات بسبب قمع بن سلمان للامراء المخالفين والموالين لهم، الى نسيج هاتين المؤسستين والى البيئة الأجتماعية، الأمر الذي دفع بن سلمان الى تعميم قمعه الى تلك البيئات الاجتماعية والمؤسسات العسكرية والأمنية، فاتسع نطاق الاحتقان بين أوساطها، ولعل ما تشهده قبيلة عتيبة بسبب إعتقال رئيسها، أو قبيلة الحويطات، لاستيلاء بن سلمان على أراضيها من أجل اقامة مشروعة مدينة " نيوم " عليها.. وغير ذلك، الّا انعكاسات الى تفاقم هذا الاحتقان الاجتماعي داخل الاوساط الأجتماعية، يضاف الى ذلك القمع الذي تضاعف في عهد بن سلمان لعشرات المرات مقارنة بالفترات والعهود السابقة، فهناك المئات الذين يقبعون في السجون والمعتقلات بسبب انتقاداتهم لسياسات بن سلمان التي أوصلت البلاد الى هذه الكوارث وعلى كل الاصعدة. فما يحصل في سجون ال سعود من انتهاكات غير انسانية، وما تصدره محاكمم وقضاؤهم الغير العادل، أصبح ليس حديث الشارع في البلاد وحسب وانما حديث المنظمات المتهمة بحقوق الانسان الدولية والاقليمية كمنظمة العفو الدولية ومنظمة مجلس حقوق الأنسان، ومنظمة هيومن رايتش ووتش الأمريكية وغيرها كثير، لشدة ما يمارسه بن سلمان من قمع وتكميم للافواه ومن محاكمات صورية، بحق المعارضين له..
واللافت، لأن بن سلمان مُنح الضوء الاخضر من الادارتين الأمريكية والصهيونية لقمع كل من يعارض سياساته المملاة منهما عليه، ويعارض وصوله الى العرش، ثم حمايتها له بعد قتله للصحفي جمال خاشقجي وتقطيع جثته واخفائها في قنصلية بلاده باسطنبول.. لأن بن سلمان مُنح كل هذا الدعم والمساندة من أسيادة الأميركان والصهاينة ضاعف من قمعه وظلمه لابناء الشعب ومن فتكه بالمعارضين للدرجة من البشاعة والدموية التي يتحدث عنها الاعلام اليوم!
غير ان هذه البشاعة الدموية زادت من توتر واحتقان الشارع في البلاد الى الدرجة التي باتت تنذر بالانفجار.. بمعنى ان بن سلمان يسير بالبلاد الى حتفها المحتوم وسيكون العامل الاساسي في تفكيك هذا النظام وتلاشيه.
ثانياً: الاحتقان الاجتماعي، فكما أشرنا قبل قليل، ان الوضع الاجتماعي داخل البلاد يشهد تقاقماً متزايداً وخطيراً، للاسباب التي أشرنا اليها في النقطة أعلاه ولاسباب أخرى نذكر بعضها بما يلي:
أـ ضرب بن سلمان، أو محاولاته ضرب منظومة المجتمع في الجزيرة العربية، الأخلاقية والدينية، وحتى الاجتماعية، بأوامر واملاءات من سيده الامريكي والصهيوني ، عبر نشر ما يسمونه الانفتاح والاصلاحات والترفيه، واقامة المهرجانات وحفلات مختلطة صاخبة.. واستجلاب المغنين والراقصات وما الى ذلك، مما اعتبره ابناء الشعب تحدياً واعتداءاً على مشاعرهم وتقاليدهم المحافطة وقيمهم الدينية والثقافية النابعة من معتقداتهم الدينية وهويتهم الإسلامية. وفي هذا السياق قالت صحيفة التايم البريطانية في عددها ليوم 13/2/2020، ان وكيلة الخارجية الامريكية بالنيابة للأمن المدني والديمقراطية وحقوق الأنسان طلبت من سلطات ال سعود باوامر من ترامب اجراء تعديلات على المناهج الدراسية تتضمن إزالة خطاب الكراهية ضد المسيحيين والغرب، حيث استجاب آل سعود لهذا الطلب كتقدير لترامب الداعم لبن سلمان! في السياق ذاته أيضاً. كشف موقع " ذاهيل " الأمريكي، في مقال نشره في 13/2/2020، عن سعي نظام ال سعود في تغيير مفاهيم الاسلام الحقيقي، وبشكل تدريجي، تجاه اليهود.. ويقول كاتب المقال جيمس زوموالت، "ان النظام السعودي يحاول من خلال هذا الاسلوب تغيير العقلية الاسلامية، لـ 6/1مليار مسلم تجاه اليهود، واقناعهم بقبول هؤلاء، اي ان النظام يحاول ابعاد المسلمين عن مفاهيمهم القرآنية، وبأساليب مختلفة منها نشر الثقافة الغربية والسماح لها بغزو المجتمع في السعودية وهو ما يجري الآن على قدم وساق".
ب ـ تداعيات عدوان ال سعود على اليمن على شعب الجزيرة العربية، فما بات معروفاً للقاصي والداني، ان جرائم نظام ال سعود في اليمن، واطالة هذا العدوان، وما تسبب من خسائر بشرية واقتصادية فادحة لليمن.. وترك آثاراً مدمرة على الشعب داخل داخل بلاد الحرمين، لان هذا الشعب كان وما يزال يعارض هذا العدوان ويعرف انه شن من أجل المصالح الامريكية والصهيونية ومصلحة بن سلمان وطموحاته في الوصول الى العرش، ونهب ثروات شعب اليمن وكذلك ثروات شعب قطر!! وفي هذا الاطار يقول معارضون، ان أبناء الشعب الجزيري بعد إنكشاف هذه الحقائق، بات القليل منهم جداً من هو مستعد أن يموت في هذه الحرب لأجل عيون آل سعود، فيما السواد الاعظم للشعب بات غاضباً بسبب الخسائر الفادحة في صفوف أبنائه في جبهات القتال، وبسبب الضغوط الاقتصادية المتزايدة التي تركتها وما زالت تتركها هذه الحرب على هذا الشعب.
ج ـ ضربات بن سلمان المتلاحقة لمراكز القوى الاجتماعية البارزة في المجتمع داخل البلاد، مثل القبائل كما أشرنا قبل قليل، ومثل الجمعيات الثقافية والتعليمية، التي يشك بن سلمان بعدم ولائها له، الأمر الذي فاقم من الانقسامات ومن الاحتقان في أوساط الشعب بشكل لم يشهده من قبل أبناء البلاد.
ثالثاً: تفاقم الوضع السياسي داخل البلاد، بسبب سياسات بن سلمان المراهقة سواء على الصعيد الداخلي أو على الصعيد الخارجي، فهذه السياسات غير الموفقة ضاعفت من تدهور الأوضاع السياسية، وهذا ما يعكسه الاضطراب والتخبط في تعاطي حكومة بن سلمان مع اهتزاز الاستقرار الداخلي وتصاعد تذمر المواطن، ومن معالم هذا التخبط نتوقف مع عدة من ممارسات نظام بن سلمان لمعالجة الأوضاع المضطربة في البلاد.. هي أو منها ما يلي:
أـ إجراء التغييرات المتكررة للوزراء والمدراء وللمسؤولين بشكل متلاحق كما ذكرنا ولدرجة ان هذه التغييرات كانت عاملاً أساسياً من حالة الأرباك التي يعيشها القطاعان الحكومي والاداري وحتى التنموي، مما اثر ذلك على الخطط التنموية والاستراتيجيات الرامية للنهوض بالمشاريع التنموية في البلاد، لأن هذه التغييرات تشل حركة المخططين واصحاب المشاريع، على خلفية هواجس الخوف من تغييرهم ونقلهم المفاجئ الى أماكن أخرى قد لا تكون من ضمن اختصاصاتهم المهنية والعلمية، لأن التغييرات والتنقلات في البلاد، للوزراء والمسؤولين، تجري كما قلنا، على أساس معيار الولاء لبن سلمان، وليس على أساس الكفاءة والاختصاص وما الى ذلك.
واذ طالت هذه التغييرات عدداً كبيراً من الوزراء والمسؤولين البارزين في القطاع الحكومي والاداري، فأنها طالت عدداً أكبر من القيادات العسكرية العليا في الجيش والحرس الوطني، بينهم عسكريون من الضباط الكبار اي من ذوي الرتب العالية، من أبناء العائلة المالكة، أي من الأمراء!! الأمر الذي اعتبره بعض المحللين أنه انعكاس للمأزق العسكري الذي يعيشه بن سلمان وجيشه، على خلفية هزائمه واخفاقاته أمام قوة الحوثيين المتصاعدة.
على ان بعض المحللين يعتبرون هذه التغييرات، هي انعكاس للمأزق الذي وصلت اليه سياسات بن سلمان، وأوصل بها البلاد الى هذا المأزق أيضاً، فأن هذه التغييرات تعد تعبيراً عن حالة التخبط الداخلي، ومحاولة لتحسين صورة النمطية لعائلة ال سعود في الخارج على أنها تتسم بالدنيامية والحيوية! للتغطية على الاحتقان السياسي الذي تشهده هذه العائلة وعلى المأزق الذي بات يعشعش بين أركانها.. وهذا ما أشار اليه المحلل السياسي عبد الله المغارم، حيث قال: "ان المجريات الخارجية تجبر القيادة السعودية على إجراء تعديلات وزارية متكررة في محاولة لتحسين صورة العائلة الحاكمة وتخفيف الضغط الاقليمي والعالمي" واضاف: "ان ذلك تجلّى تماماً في أزمة خاشقجي التي انثبقت عنها تعديلات مهمة نهاية عام 2018 أطاحت بالجبير ومسؤولين مقربين من ولي العهد..".
ب ـ تشديد حملات القمع لأبناء الشعب الجزيري، وملاحقة المعارضين في الداخل والخارج، وأيضاً تنشيط المحاكم غير العادلة واصدار الاحكام الجائرة بحق من يلصق بهم النظام التهم الباطلة، كل ذلك من أجل نشر الرعب والخوف في نفوس أبناء الشعب الجزيري، ومنعه من التحرك ضده، وتجدر الاشارة هنا الى أن بن سلمان بات أكثر خوفاً وقلقاً بسبب تصدع نظام ال سعود بسبب اخفاقاته وهزائمه العسكرية في عدوانه على شعب اليمن الفقير، وبسبب اتساع نطاق المعارضة لبن سلمان بسبب سياساته المراهقة التي ارهقت البلاد والعباد، ولذلك يحاول بن سلمان نشر الرعب بين أوساط الشعب الجزيري عن طريق تشديد اجراءاته القمعية لمنعه من الانقلاب عليه! واللافت ان هذه السياسات القمعية جاءت بنتائج عكسية تماماً فهي كشفت حقيقة النظام الدموية وفضحته حتى امام أسياده لأنها أي حقيقة استبدادية دموية هذا النظام أحرجت هؤلاء الاسياد، وهذا ما عبر عنه بوضوح المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية بيرني ساندرز في حديثه لقناة "السي أن ان" الامريكية في 20/2/2020، حيث قال: " لسنوات عديدة كنا ندعم السعودية، حليفتنا الاستثنائية، المشكلة الوحيدة هو ان الاشخاص الذين يحكمون هذا البلد هم "سفاحون بلطجية". واعتبر ساندرز ابن سلمان ديكتاتور ملياردير، منتقداً سياسة الولايات المتحدة الحميمة والودية مع هذا الديكتاتور.
رابعاً: أما المأزق الاقتصادي الذي باتت البلاد تعيشه، فالحديث عنه يحتاج الى مجلدات، ولكن بخلاصة ان هذا المأزق المتفاقم بسبب نفقات الحرب على اليمن الباهضة وبسبب حلب ترامب المستمر للاموال السعودية، وبسبب نفقات بن سلمان والعائلة الحاكمة، ونفقات الأسلحة، وتمويل المشاريع الامريكية الصهيونية في المنطقة والعالم، وتمويل سلطات ال سعود لمشاريع التخريب والتآمر في العالمين العربي والاسلامي، نقول ان هذا المأزق المتفاقم للأسباب المشار اليها ولغيرها بدأ يترك ندوباً سوداء على حياة المواطن، وعلى البلاد باكملها، حيث بات هذا البلد معرض للانهيارات المتوقعة على هذا الصعيد، خاصة اذا استمر الحلب الترامبي للبقرة السعودية، واستمرت الحرب السعودية على اليمن!! واذا ما أخذنا بنظر الاعتبار المآزق التي يعاني منها نظام ال سعود والبلد على الصعد الأخرى يمكن القول ان هذه البلاد تتحرك نحو الهاوية لا محالة.
ارسال التعليق