حدث وتحليل
بن سلمان وحملة الاعتقالات والمحاكمات لدعاة والشيوخ
[عبد العزيز المكي]
بقلم: عبد العزيز المكي
نفذت أجهزة بن سلمان العميقة في الآونة الأخيرة حملة الاعتقالات مكثفة في المملكة، طالت دعاة من الأخوان، ونشطاء وأساتذة جامعات، وطالت حتى من الدعاة والخطباء وأئمة المساجد المحسوبين على الأمير محمد بن نايف الذي يحظى بشعبية ساحقة عند الاخوان المسلمين، ثم عقد جلسات محاكمة للمعتقلين السابقين، مثل الداعية سلمان العودة، والداعية عوض القرني، وعلي العمري الواعظ التلفزيوني وغيرهم، حيث طالب الادعاء السعودي العام بإعدام سلمان العودة تعزيزاً !!
واللافت، أن تشديد بن سلمان لحملاته وملاحقاته العميقة للناشطين ولبعض الدعاة، سيما من المحسوبين على ولي العهد الشرعي محمد بن نايف، والتي قلنا أنها طالت العشرات منهم، أن هذه الحملة تصدرت اهتمامات الأوساط الإعلامية الغربية والأمريكية، بل واهتمامات منظمات حقوق الإنسان، وحتى بعض الأوساط السياسية الأمريكية والغربية، لدرجة أن الولايات المتحدة انتقدت السلطات السعودية لتعسفها بحق سجناء الرأي، كما طالبت الخارجية الكندية النظام السعودي بالإفراج الفوري عن هؤلاء المعتقلين، وهي المطالبة التي على أثرها أقدم النظام على قطع علاقاته مع كندا، وتوتير الأجواء بين الطرفين، واعتبار المطالبة الكندية تدخلاً في شؤون النظام السلماني الداخلية!!
وفي خضم هذا الاهتمام الإعلامي والسياسي الغربي والأمريكي بسجناء الرأي وأقصد "المشايخ والدعاة" والمطالبة بالإفراج عنهم، استوقفني هذا الاهتمام وأثار لدي الكثير من التساؤلات، حول دوافع هذا الاهتمام، فيما تلوذ تلك الأوساط بالسكوت عن اعتقال الرئيس المصري محمد مرسي، بالإضافة إلى العشرات من حزب الأخوان للمسلمين ودعاتهم المصريين، يتعرضون لأنواع التعذيب والتعسف على أيدي أجهزة نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الّا لماما، لعل الإجابة تكمن في هذا التصرف الإعلامي وحتى السياسي الغربي والأمريكي، في محاولة الأوساط الأمريكية والغربية ممارسة الضغوط على بن سلمان وطاقمه، من أجل شفط المزيد من حليب البقرة السعودية، بحسب توصيف الرئيس الأمريكي ترامب!
نعود إلى قضية تشديد بن سلمان لحملة الاعتقالات والملاحقات لناشطي الرأي والدعاة والخطباء، فهذه الحملة أثارت تساؤلات كثيرة حول الدوافع الأساسية لها، ومنها، لماذا بن سلمان يستهدف حتى بعض المحسوبين على المؤسسة الوهابية، التي تعتبر حليفة النظام السعودي، والرافعة الأساسية له، التي تضفي عليه وتمنحه نوعاً من "الشرعية" الدينية التي تحرم الخروج عليه، أو التمرد، أو القيام ضده!!؟ البعض من المحللين الغربيين اعتبر أن هذا الأمر يحدث في السعودية لأن توجه بن سلمان ليبرالي، وهو يريد التخلص من المؤسسة الدينية الوهابية وفي قيودها وتقاليدها المختلفة، لكن هذا التفسير يتعارض مع دعم بن سلمان لبعض خطباء الوهابية، والمحافظة على هذه المؤسسة الدينية، ودعم هذه الأخيرة لبن سلمان، وتسويغ سياساته الحمقاء "دينياً" ومحاولة إضفائها مسحة شرعية على تلك السياسات، من مثل التطبيع والهرولة والتحالف مع العدو الصهيوني، وهناك الكثير من الفتاوى التي صدرت بهذا الشأن، الأمر الذي أكد ويؤكد أن نظام بن سلمان مازال بحاجة إلى هذه المؤسسة الوهابية، وهو ليس في وارد القضاء عليها والتخلص من دورها في الحياة السياسية والدينية في المملكة السعودية...
وحتى نعطي صورة مقاربة لحقيقة إستهداف بن سلمان للدعاة والخطباء من تيار الأخوان، ومن السلفية الوهابية، واقصد بعضهم نرجع إلى الوراء لنشير إلى خلفيات الأوضاع في السعودية وما جرى في المحيطين الإقليمي والدولي من تطورات،وذلك بتناول المفردات التالية:
أمريكا ونظرتها للنظام السعودي ما بعد 11سبتمبر:
يجمع أكثر الخبراء والمتابعين على أن نظرة الاميركان تغيرت تجاه النظام السعودي بعد أحداث الحادي عشر من ستمبر2001،حيث حملت الأوساط الأمريكية النظام السعودية المسؤولية عن ظهور قطعان التكفيريين والمتطرفين الذين فجروا برجي التجارة العالمية في نيويورك، ومنذ ذلك الوقت، وحتى اليوم ظلت هذه القناعة تتنامى عند تلك الأوساط، حتى أصبحت حقيقة صدر على أساسها قانون جاستا وقوانين ومواقف أخرى..ذلك أن أحداث ومجريات المنطقة الأخيرة، على مدى السبع سنوات الماضية كشفت كل الحقائق أمام الرأي العام الغربي، فقد اتضح أن السعودية هي الحاضنة وهي المنتج للفكر التكفيري الوهابي، ولهذه القطعان من مئات الآلاف من الشبان المغرر بهم، الذين شاركوا في تخريب العراق وسوريا وليبيا ومناطق ودول أخرى، وقاموا بكل عمليات القتل البشعة والتفجير المروع بين صفوف الأبرياء في العراق وسوريا ولبنان واليمن و.و، بل وحتى في العواصم الأوربية مثل باريس وبروكسل ومدريد ولندن وما إليها..فهؤلاء المتطرفون لم يتخرجوا من المدارس الوهابية السعودية المنتشرة في العالم وحسب، وإنما النظام السعودي ساهم في تمويلهم وتسليحهم وإرسالهم للفتك بأهالي المنطقة وبالشعوب الأوربية أيضاً..ذلك باعتراف المسؤولين السعوديين والقطريين أنفسهم وباعتراف رجالات فرنسية وأمريكية وبريطانية، من أجهزة المخابرات أو حتى من المسؤولين فوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ونائب الرئيس الأمريكي السابق جوزيف بايدن اعترفا صراحة بذلك، كما اعترف وزير الخارجية رئيس الوزراء السابق القطري حمد بن جاسم ولأكثر من مرة...
وفي الحقيقة أن ذلك يجري بالتنسيق والتعاون بين المخابرات السعودية والقطرية والصهيونية والأمريكية، فإعداد وتسليح وتدريب هذه القطعان الوهابية التكفيرية جرى في إطار تنفيذ المشروع الأمريكي الصهيوني الرامي إلى تمزيق لمنطقة والقصة باتت معروفة..كما أن لإدارة الأمريكية وربيبتها الصهيونية مازالتا تستثمران في هذه القطعان، ومازال النظام السعودي يرعى هذه القطعان وينتج المزيد منها لخدمة الصهيونية...لكن الذي حصل هو أن الإدارة الأمريكية في البيت الأبيض تعرضت في السنوات الأخيرة تحديداً إلى ضغوط كبيرة من الرأي العام الأمريكي ومن الحلفاء الأوربيين، مفادها، أن على الحكومة الأمريكية أما التخلي عن هذا النظام وترفع الحماية عنه، أو على الأقل تغيير سلوكه، بعد ما اتضح انه مصدر تهديد للاستقرار وللأمن العالميين بسبب انكشاف حقيقة إنتاجه ودعمه للفكر التكفيري القاتل، وللتطرف في العالم، وبعد انكشاف مهمة ودور المدارس والمعاهد الإسلامية وهي بالآلاف، تنتج أجيال متعاقبة من معتنقي الفكر التكفيري الوهابي المتطرف.
ولأن الاميركان والصهاينة ما زالا يستثمران في هذه القطعان التكفيرية، وحتى اللحظة كما هو واضح، فأنهم أشاروا على النظام السعودي بضرورة إجراء بعض الإصلاحات الشكلية لخداع الرأي العام الغربي والأمريكي،وبالتالي لاحتواء الضغوط الداخلية والخارجية الأوربية التي أشرنا إليها قبل قليل..ولأن الحرس السعودي القديم مثل الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز غير قادر على إجراء مثل هذه الإصلاحات الشكلية وتلميع النظام، أستغل الاميركان والصهاينة الملك الخرف سلمان بعد تسلمه العرش، والمجيء بابنه المراهق والطامح نحو الوصول الى العرش، ليقوم بهذه الخطوات الترقيعية للنظام ولينفذ ما تملي عليه الإدارتان الأمريكية والصهيونية في إطار المشروع الامريكي الصهيوني الرامي الى تمزيق وتدمير المنطقة، ومن ثم تسهيل عملية السيطرة عليها ومنعها من النهوض والتخلص من التبعية والتخلف، ومما تعانيه من أوضاع سيئة لا تحسد عليها بفعل مؤامرات ومكائد أعدائها، وعملائهم وأدواتهم في المنطقة.
على أساس هذه الخلفية بدأ بن سلمان بتلميع النظام، فقد صرح بأنه سوف يعمل على القضاء على الفكر المتطرف في السعودية، ومغادرة حقبة الثلاثين سنة التي عاشها وجيلة في ظل الفكر المتطرف، ثم قام بإجراءات تحجيم "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، واطلاق وعود السماح للمرأة بسياقة السيارة وما إلى ذلك من إجراءات شكلية، بالإضافة إلى إطلاق رؤية2030 التي وعد فيها باعتماد المملكة على اقتصاد قوي، لا يشكل فيه النفط العماد الأساسي أي مغادرة الاعتماد على استخراج وبيع النفط كمصدر أساسي ووحيد لتشميه عجلة البلد الاقتصادية..
اقترنت هذه "الإصلاحات" المزعومة والوعود بالمزيد منها بحملة اعتقالات لبعض الدعاة والناشطين وأيضاً الأمراء، ورجال الأعمال ومسؤولين سابقين ومنهم وزراء، تحت عنوانين هما محاربة الفساد، ومحاربة الإرهاب، فالأمراء ورجال الاعمال جرى اعتقالهم وإذلالهم بتهمة الفساد، أما الدعاة والخطباء فقد اعتقلوا بتهمة دعم الإرهاب...
حملة بن سلمان ضد دعاة الاخوان
خطباء ودعاة الأخوان هم جزء من مؤسسة النظام السعودي وقدموا، كما أساتذتهم في الجامعات السعودية خدمات كبيرة للنظام، وساهموا إلى جانب المؤسسة الوهابية في إسباغ "الشرعية" على حكم آل سعود، لكنهم يختلفون عن التيار التكفيري الوهابي، بأ، بعضهم يعارض الارتهان إلى الولايات المتحدة، وكذلك التبعية المطلقة لها،بل بعضهم عارض الاستعانة بالأمريكان ضد الآخرين، ولعل هذه المعارضة تشكل الدافع الأول لبن سلمان لملاحقتهم واعتقال بعضهم، إذ لا أستبعد أن تكون الإدارة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر لبن سلمان في إزاحة هؤلاء الناس عن طريقة وعن طريق الأمريكان الذين يريدون مشاركة النظام في الثروة السعودية وتوظيف كل الإمكانات السعودية في خدمة المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.
أما السبب الثاني، فهو يتمثل في خوف نظام آل سعود من الأخوان المسلمين بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، لاسيما بعد أحداث ما يسمى "بالربيع العربي"،حيث لاحظ آل سعود ان البريطانيين والأميركان بدأوا يمليون الى جماعة الأخوان المسلمين كبديل يمكن التعامل معه للأنظمة الحالية التي إفتضح فسادها،فقدت قاعدتها الشعبية، ويومذاك تواترت التقارير من مصادر غربية ومصادر غير غربية، حول لقاءات المسؤولين الأمريكان والأنجليز مع شخصيات بارزة من الأخوان المسلمين، بعضهم من قياديي الحركة، جرت بشكل سري، وحينها قيل ان هذه اللقاءات ركزت على التنسيق بين الطرفين فيما يخض تولي الحركة الحكم في البلدان الثائرة ومنها مصر وتونس. وفعلاً تولى الأخوان السلطة في مصر، ويومذاك جنّ جنون آل سعود، ولذلك عملوا المستحيل من أجل إسقاط نظام الأخوان في القاهرة بدعم الجيش المصري، وفعلاً تم إسقاط هذا النظام والزج بالرئيس الأخواني محمد مُرسي والطاقم الأخواني بالسجن، فآل سعود أرادوا بهذا القمع التخلص من الكوادر الاخوانية من الدعاة والخطباء والأساتذة للتخلص من منافس بديل يمكن أن يراه الأمريكان والبريطانيون، بديلاً مناسباً لآل سعود، وما عزز هذه القناعة لدى آل سعود،هو ان الاخوان أو مايسمونه في السعودية (تيار الصحوة) باتوا بديلاً مناسباً للمؤسسة الوهابية التي باتت مكروهة لدى الرأي العام الغربي والأمريكي لأنها وكما أشرنا تننج قتلة ومجرمين مشبعين بالفكر الوهابي المتطرف، فكما مرّ بنا، أن أغلب الأوساط السياسية والأمنية الغربية تضغط باتجاه التخلص من هذه المؤسسة الوهابية ومن فكرها المتطرف، لأنها باتت تشكل خطراً على العالم، ذلك ما تأكد لدى آل سعود، أنه لابد من التخلص من الأخوان، فسقوطهم في مصر، ومازالوا يواصلون إسقاطهم في تونس، وان تمكنوا من تحجيمهم وتشويه صورتهم، بل إن حركة حماس لم تسلم من الحرب السعودية رغم أنها حركة تحرر، ومازالت هذه الحركة عرضة لكيد السعودي، أكثر من ذلك، أن من أهم دوافع التحرك السعودي المعادي ضد قطر هو دعم الأخيرة للاخوان، لحماس ولحركة النهضة، ولتيار الصحوة في السعودية، حيث كانت تهمة الداعية السعودي سلمان العودة، هي اعتراضه على محاصرة قطر!! فعلى خلفية هذه التهمة سيق الى السجن، ومن ثم وجهت اليه37 تهمة أخرى. وكل ذلك يشير الى ان حرب آل سعود مع دعاة ونشطاء بل وتيار "الصحوة"، هي حرب وجود، وبالتالي فأن النظام السعودي ماضي ومصمم على تدمير هذا التيار وبهدلة رموزه!! ومازاد هذا النظام تصميماً على ذلك، هو أن قطر فتحت للاخوان المجال لتسويق روايتهم عن الدين، بعيداً عن الرواية الوهابية السعودية، بحسب ما تقوله المعارضة السعودية المعروفة الدكتورة مضاوي الرشيد، والتي أضافت قائلة: " أن هذا أغضب الرياض التي لطاما احتكرت الدين وقدمت قالباً واحداً له، وهو القالب الوهابي، حيث رأت السعودية لسنين طويلة أنه يتوجب على المسلمين الآخرين إتباع النموذج الديني السعودي ليكونوا خيرين، ومن لايتبنى هذا التيار فهو غير جيد، فيما فتح الخطاب القطري مجالاً للعلماء المسلمين ليقدموا تفسيراً مختلفاً للإسلام أزعج السعودية التي عمدت دوماً إلى توظيف الدين في تطويع الشعوب (لولي الأمر).
حملة بن سلمان على بعض علماء الوهابية وخطبائها
مثلما أوضحنا في الأسطر الماضية، أن إقدام بن سلمان على اعتقال بعض علماء وخطباء وأئمة المساجد من المؤسسة الوهابية التكفيرية السعودية لا يعني انه يريد القضاء على هذه المؤسسة ومغادرة خندق فكرها التكفيري الوهابي أبداً، إنما هذه الحملة تظل في إطار محاولات التطويع والتدجين لهذه المؤسسة، والتي يمكن أن تتحقق منها الأهداف التالية:-
1- ان المؤسسة الوهابية، مثلما مثل عائلة آل سعود،فهي تنقسم الى أجنحة ومراكز قوى يتوزع ولاؤها على أجنحة العائلة السعودية، فهذا الجناح يميل لبن نايف، أو لمتعب بن عبدالله، وذاك يميل لاحمد بن عبد العزيز آل سعود، أو يميل للملك سلمان وابنه، ولذلك محمد بن سلمان الى تضعيف وتحجيم أجنحة المؤسسة الوهابية، أو رموزها وخطبائها، التي يشك بولائها له، أو تلك التي تميل لاجنحة أخرى دون الملك سلمان وولي عهده، هذا من جهة ومن جهة أخرى فأنه- اي بن سلمان- يمارس ضغطاً غير مباشر على خطباء ودعاة المؤسسة الوهابية الموالية له لدفعها نحو تقديم المزيد من الدعم الديني له ولاجراءاته الأخيرة، وقد لاحظنا فتاوى بعض رموز هذه المؤسسة والذين سوغوا له التطبيع مع العدو الصهيوني، وسوغوا له حملته القمعية ضد الأمراء، وعدم الخروج عليه حتى ولو ارتكب معصية، وما الى ذلك، مما أشار اليه الأعلام السعودي في الآونة الأخيرة، من فتاوى وتصريحات لهؤلاء الخطباء أثارت استهجان واستنكار المسلمين في نفس الوقت، لهؤلاء الخطباء الذين يطوعون الدين في خدمة هذا المراهق العميل للأميركان والصهيونية، حتى ان كبير علماء السعودية آل الشيخ اعتبر أمريكا ترامب ونظام الملك سلمان قطب العالم، اللذين يعملان على استقرار وأمن هذا العالم!!
2- هذا من جانب ومن جانب آخر، أراد بن سلمان من استهداف بعض الرموز الوهابية من الخطباء و"العملاء "..تلميع وجه المملكة، ومحاولة تضليل الرأي العام بأنه يسعى لمغادرة المملكة الفكر المتطرف التكفيري القاتل، في حين ان المعطيات الميدانية تتحدث باستمرار ان هذا النظام لم يغادر هذا الفكر ولم يتخل عن مؤسسته الوهابية، لأن الامريكي والصهيوني، كما وسبق أن قلنا، مازلا يوظفان قطعان التكفيريين في مشاريعهما، كما ان النظام السعودي نفسه يدرك ان اسقاطه للوهابية يعني اسقاط نفسه، واسقاط مايسمونه الشرعية الدينية عن النظام، وبالتالي يكون ذلك مبرراً كافياً لخروج الناس عن " ولي الأمر" في السعودية.
3- محاولة تضعيف رموز الوهابية من خطباء وعلماء، من المتطرفين جداً من أفكارهم التكفيرية الوهابية، فهؤلاء بنظر الامريكان والصهاينة وبن سلمان يلحقون الأذى بسمعة السعودية بترويجهم لهذه الافكار، وبدعم إرهاب معتنقيها في العالم، ذلك في وقت يريد، كما اشرنا، الامريكان تلميع النظام ومؤسسته الوهابية من خلال أبعاد التي تطالب بها الأدارة الامريكية!!
على ان السؤال المطروح على هامش هذه التطورات، هو هل ينجح بن سلمان في خططه تلك؟ نترك الأجابة عنه للمتابعين والمهتمين بالشأن السعودي، أو تكون لنا وقفة أخرى بإذن الله، فنجيب عنه.
ارسال التعليق