تفاصيل جديدة عن اعتقال الداعية سفر الحوالي وأبنائه
[عبد العزيز المكي]
نشر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل جديدة لعملية اعتقال السلطات السعودية الداعية البارز «سفر الحوالي»، وثلاثة من أنجاله، الخميس.
وجاء اعتقال «الحوالي» (68 عاما) بعد أيام من طرح كتاب منسوب له بعنوان «المسلمون والحضارة الغربية»، والذي تضمن انتقادات لاذعة لسياسات النظام السعودي الحالي.
وغرد حساب «معتقلي الرأي» بالسعودية، عبر «تويتر»، كاشفا عن تفاصيل الاعتقال، موضحا أن القوة التي أتت لاعتقال «الحوالي»، فجر الخميس، جاءت ومعها سيارة إسعاف إلى منزله بقرية الحوالة التابعة لمنطقة الباحة (جنوب غرب)؛ حيث نقلوه بها إلى السجن، وهو ما يثبت معرفة السلطات جيدا بالوضع الصحي الحرج له.
وأضاف الجساب أنه بالتزامن مع اعتقال «الحوالي»، اقتحمت قوة عسكرية أخرى ملثمة منزل شقيقه الشيخ «سعدالله» بشكل همجي روع أهالي البيت، واقتادته إلى جهة مجهولة، ولا يعرف أحد عنه شئ حتى الآن.
وتابع: «مساء الخميس، قدمت قوة عسكرية واقتحمت عرس أحد أبناء أخوة الشيخ سفر الحوالي، وقد تلاسن الحاضرون مع تلك القوة في محاولة لمنع الاعتقال، لكن القوة قامت باقتياد ابنيه عبدالله وعبدالرحمن بقوة السلاح رغماً عن الجميع».
وأكد الحساب -نقلا عن مصادر- أن السلطات عزلت الشيخ «الحوالي» في السجن عن أبنائه، حيث نقلته إلى العاصمة الرياض (وسط)، بينما ذهبوا بأبنائه إلى سجن بمدينة جدة (غرب).
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أيام، مقتطفات من كتاب بعنوان «المسلمون والحضارة الغربية»، قالوا إنه للشيخ «الحوالي».
وتضمن الكتاب انتقادات لاذعة لسياسات النظام السعودي الحالي، لا سيما تقاربه مع الولايات المتحدة، والإمارات، والنظام المصري، فضلا عن انتقادات لمشاركة السعودية في حصار قطر.
وكشف مؤلف الكتاب نشوب خلافات داخلية بين أركان أسرة «آل سعود»، معتبرا أن تلك الخلافات باتت علنية، وتشكل خطرا على كيان الدولة السعودية.
ووجه كلمة إلى النظام السعودي قال فيها: «أنتم داخليا أحوج ما تكونون لمن ينصحكم، وأعوذ بالله أن ينفجر صمت الشعب في وجهي ووجه هيئة كبار العلماء ووجوهكم».
وأثار الكتاب الكثير من الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي؛ ففي حين أكد أحد أنجال «الحوالي» نسبة الكتاب إلى أبيه، شكك آخرون ممن يعرفون «الحوالي» جيدا في الأمر، خصوصا بسبب صياغة بعض ما ورد فيه.
والداعية «سفر الحوالي» ينحدر من منطقة الباحة، ويصنفه الكثيرون ضمن «تيار الصحوة»القريب من «الإخوان المسلمون».
وبرز الرجل مع حرب الخليج الثانية؛ حيث فاجأ الجميعَ بجرأته وبخطابه السياسي غير التقليدي.
إذ رفض الاستعانة بالقوات الأمريكية في هذه الحرب بوضوح شديد مختلفا في الرأي مع السلطة السياسية في المملكة -آنذاك- بقيادة الملك «فهد بن عبدالعزيز» والمؤسسة الدينية بقيادة الشيخ «عبدالعزيز بن باز»، وتسبب ذلك في دخوله السجن لسنوات.
وخلال الأشهر الأخيرة، اعتقلت السلطات السعودية العشرات من الدعاة والأكاديميين والأساتذة الجامعيين، مبررة تلك الاعتقالات بأنها موجهة ضد أشخاص يعملون «لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة ومصالحها»، بينما قال مراقبون إن سبب الاعتقالات عدم استجابة من طالتهم لتوجهات السلطات بالمشاركة في الحملة ضد قطر.
ارسال التعليق