حدث وتحليل
جا يكحلها عماها؛ آل الشيخ يلعب بالنار مع المصريين
[ادارة الموقع]
هادي الاحسائي
استفز رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية، والمستشار في الديوان الملكي، تركي آل الشيخ، مشاعر ملايين المصريين والعرب، بعد شماتته بإصابة النجم المصري العالمي، محمد صلاح، في حدثٍ لا يمكن اعتباره "برئياً" أو "عفوياً" لأن مسبب الحدث يفترض أن يكون على دراية كافية برمزية صلاح بالنسبة للمصريين، ويفترض أن يكون على دراية أكثر بحساسية الموقف، خاصةً أنه رئيسا للهيئة العامة للرياضة في البلاد ويمكن لمثل هذه التصريحات أن تُدخل البلاد في مشاكل مع مصر نحن بغنى عنها، خاصةً أن المصريين لم يبادلوا السعودية إلا الاحترام والمودة، فلماذا هذه التصريحات المستفزة، هل تخدم المملكة وتحسن سمعتها أم تؤكد الفوقية التي يتعاطى بها آل سعود وحاشيتهم مع الدول المجاورة؟!.
تصريحات تركي آل الشيخ
بعد اصابة نجم ليفربول "المصري محمد صلاح" في المباراة الأخيرة التي جمعت فريقه مع فريق ريال مدريد، اثر تدخل عنيف من لاعب ريال مدريد سيرجيو راموس، انتشرت صور محمد صلاح مثل النار في الهشيم في مواقع التواصل الاجتماعي، والملايين أبدوا تعاطفهم مع صلاح وتمنوا له الشفاء العاجل لكي يتمكن من المشاركة في كأس العالم مع فريق مصر في الأسابيع المقبلة، إلا أن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لرئيس هيئة الرياضة السعودي تركي آل الشيخ، الذي أطلق تصريحات لا تتناسب مع مكانته في المملكة، وقد يؤدي تكرارها إلى خلق حالة من التوتر مع الجانب المصري قد تصل إلى السياسة، لأن تصريحات آل الشيخ ليست الأولى في هذا الخصوص فقد كررها مرارا وتكرارا وبالتالي يمكن القول بأن الأمر متعمد، وهذا غير جيد للسعودية، ويجب أن تعيد الحكومة السعودية النظر بآل الشيخ المسيئ للشعبين والتي تمثل رأي شخص نرجسي لا يمكنه تقبل نجاحات الأخرين.فلقد بدأ تركي مشواره كمسؤول رياضي في البلد وفور تعيينه بالهجوم غير المبرر على المسؤولين الرياضيين في كل من الكويت وقطر بطريقة هي اقرب الى اسلوب تعاطي العصابات.
تركي آل الشيخ قال في منشور عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك": "مع بالغ الحزن .. للأسف نجمنا العربي الكبير محمد صلاح تأكد غيابه شهرين للإصابة ... مما يعني أننا سنفتقده في كأس العالم ... نتمنى له الشفاء العاجل". وأضاف في منشور آخر: "في اعتقادي أن نادي ليفربول لن يسمح لصلاح بأخذ إبرة الكورتيزون لأن ذلك فيه خطورة على اللاعب في المدى البعيد.. وسيضغط بشدة في سبيل استكمال العلاج لمدة شهرين، مما يعني للأسف أننا لن نرى النجم محمد صلاح في كأس العالم".
لا نعلم لماذا يطلق رجل مقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مثل هذه التصريحات، هل هي مقصودة وبمباركة من بن سلمان أم يطلقها بشكل شخصي ولأسباب شخصية؟!.
مهما كانت خلفية هذه التصريحات، فقد كان وقعها على الشارع المصري مؤلم جدا نظرا لحساسية هذا الشعب تجاه هذا الموضوع، فالمصريون بنوا لأنفسهم تاريخا مشرفا في كرة القدم ولن يسمحوا لأحد بأن يخدش هذا التاريخ، وقد ظهر ذلك جليا في تعليقاتهم وردهم على تركي آل الشيخ، فعقب تصريحات الأخير، انهالت التعليقات على منشوري آل الشيخ إذ تجاوزت التعليقات، حاجز الـ15 ألف تعليق، واستغرب مصريون من تدخل آل الشيخ في عمل الاتحاد المصري، بإعلانه مدة غياب صلاح رغم أن الجهة المعنية لم تعلن أي خبر رسمي.
وكان من المفترض أن يكون تركي آل الشيخ على اطلاع بأن اللاعبين المحترفين لا يجرون فحص أشعة في يوم المباراة، فكيف عرف آل الشيخ بأن صلاح لن يتمكن من اللعب لشهرين متتاليين؟!، ودفعت تصريحات آل الشيخ رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، هاني أبو ريدة، للرد عليها، حيث نفى أبو ريدة، أن يغيب محمد صلاح بسبب إصابته في نهائي دوري أبطال أوروبا، لنحو شهرين أو أكثر كما تردد.
انفجار غضب المصريين بهذا الشكل لم يتوقف على تصريحات تركي آل الشيخ الأخيرة، بل هناك تاريخ حافل لهذا الرجل في إشعال غضب الشارع المصري، فخلال الأسابيع الماضية، أطلق رئيس هيئة الرياضة في المملكة مجموعة تصريحات، منها ما ذكره آل الشيخ، خلال استضافته على القناة الرياضة السعودية، إذ صرح إنه قال لعبد الفتاح السيسي "إن شاء الله تجي صلاح إصابة من هنا أو انبراشة من هنا"، قائلا إنه تكلم بذلك على سبيل المزاح، وفي تغريدة ساخرة أيضا نهاية آذار/ مارس الماضي، نشر صورة صلاح، وعلق عليها: "لازم يوحشنا قبل كأس العالم".
ويجب أن نذكر أيضا بأن آل الشيخ اعتزل عن الرئاسة الشرفية لنادي الاهلي المصري، واطلق بعد هذا الاعتزل سلسلة تغريدات مستفزة منها الحديث عن الأموال التي انفقها على النادي والتي اعتبرتها جماهير الأهلي مِنّة لا تبرر تصريحاته المذلة للنادي ذي التاريخ العريق.
هناك عدة احتمالات في تصريحات آل الشيخ، إما هي دليل عجز عن خلق لاعب بحجم محمد صلاح برغم كل الأموال التي تدفع على اللاعبين السعوديين للاحتراف في اسبانيا بناءا على اتفاقية سعودية مع أندية إسبانية للتعاقد مع لاعبين سعوديين لم ينجح أي أحد منهم في فرض نفسه هناك، وبالتالي يمكن اعتبار ذلك نقطة سوداء في سجل آل الشيخ لكونه رئيس هيئة الرياضة، لذلك أراد أن يفرغ عقده من خلال الشماته بلاعب مصري وجد طريقه للعالمية بجهد شخصي ودون منة من أحد.
أو أن تصريحات آل الشيخ تأتي بسياق استمرار السياسة التي يقودها بن سلمان وتتخذ من الفوقية والشوفينية منهجا لها، نقول لتركي آل الشيخ، هذا ينجح في السياسة السعودية مع الدول الضعيفة ربما أما الرياضة لها أخلاقها الخاصة وخطوطها الحمراء التي لا يمكن تجاوزها، فإلى أين أنت ذاهب بنا يا تركي؟!.
ارسال التعليق