محمد بن سلمان وسجل بلاده "الناصع" في حربها على اليمن!
[ادارة الموقع]
هي أربع سنوات قد مرت على الحرب في اليمن، حرب تشنها السعودية وحليفتها الامارات ولا زالت الحرب كما هي. لكنها كما يصفها مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة "حرب نظيفة"، وصف المندوب السعودي أثارت المؤسسات العالمية الحقوقية ودفعها الى الاجتماع مع مؤسسة "غينس" لتسجيل الارقام القياسية لتسجيل الإنجاز السعودي بشن حرب نظيفة على الشعب اليمني بكل المقاييس العالمية والعربية.
"سجل ناصع مشرف"، المعنى من هذا الكلام أن محمد بن سلمان بصفته ولي عهد السعودية والأمر الناهي هناك، يستعد لتسلم جائزة الأفضل في كل الحروب التي تشنها دولة على شعب مسكين، وعلى دولة تتحمل كل هذا الكم الهائل من الدمار، وأن هذه الحرب خيضت ضمن المعايير الإنسانية الى درجة أن الحرب تحولت في بعض مظاهرها الى رقصة فرح وابتهاج، وهذا ما شهدناه منذ يومين حين بثت القنوات المحسوبة على السعودية تقريراً نقلت فيه الأفراح والابتهاج في مدينة المهرة اليمنية بعد وصول مساعدات إنسانية سعودية الى هناك.
اذاً مساعدات لمحافظة المهرة اليمنية، التي تقع تحت نير الاحتلال السعودي الذي اتى تحت عنوان "تثبيت الشرعية وحفظ الأمن وانعكاسات التنمية في هذه المحافظة"، الا أن الحقائق تشير عكس ذلك تماماً، الى درجة أن هذه التنمية وصلت الى ما لا يمكن أن يتحمله أبناء المحافظة أنفسهم، حيث طالبت اللجنة التنظيمية لاعتصام أبناء محافظة المهرة جنوب شرق اليمن، بإعادة المنافذ والموانئ إلى السلطات المحلية وعدم نقل الصراعات على المنافذ البرية والبحرية إلى المحافظة. كما طالبت بالحفاظ على السيادة الوطنية، ومنع أي قوات لا تتبع للشرعية من العمل في المحافظة، في إشارة لقوات التحالف السعودي الإماراتي وسيطرتها على المنافذ البرية والبحرية. وأصدرت اللجنة التنظيمية لاعتصام أبناء المحافظة بيانا طالبت فيه بالحفاظ على السيادة الوطنية، وإعادة العمل في منفذي شحن وصرفيت وميناء نشطون ومطار الغيضة الدولي.
اذاً هي مساعدات إنسانية، وقتل جماعي، وارتكاب مجازر واغلاق المنافذ الحدودية كل هذا وأكثر من أجل حماية الاستقرار ودعم تثبيت الشرعية. لكن دعوني أقول لكم شيئاً أن هذا الامر يمكن ان يكون افتراء، وكل هذا الذي تسمعونه وترونه في بعض الأحيان قد يكون فيديوهات مركبة، لأن السعودية تتعرض لحملة شعواء، صحيح أن السعودية تقتل وترتكب مجازر بحق أبناء اليمن منذ اربع سنوات، لكن كل هذا ضمن معايير "الحزم" و"العزم" و"الاخلاق والمعايير الإنسانية السعودية"، وهنا يتوجب علينا أن نقدم نموذجاً عن هذه المعايير السعودية كفتح مركز لتصدير الوهابية في المهرة، وفي هذا الخصوص كتب الباحث الأمريكي جيمس دورسي، كاتب في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ان التخطيط لفتح مركز للوهابية في محافظة المهرة اليمنية على الحدود مع سلطنة عمان يثير تساؤلات بشأن مفهوم الإسلام المعتدل لدى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ويرى الكاتب ان انشاء هذا المركز الوهابي في اليمن، في ظل الانفتاح الذي تشهده السعودية، يأتي في ظل استخدام الأمير محمد بن سلمان للإسلام السني المحافظ جداً في مواجهته مع أبناء الشعب اليمني.
ومن هنا، وكما يقال "من شبّ على شيء، شاب عليه"، وللتذكير أن جميع الحروب الستة التي خيضت ضد حركة أنصار الله في السابق، حيث لم يكن هناك اتهام بتدخل إيراني وحزب الله وغيرهم في القاموس السعودي في تلك الايام، انما بسبب هذه المراكز التي رفضها اليمنيون، وان قلنا إن هذه الحروب كاذبة وان المحلل الأمريكي يتوهم، يتساءل المحللون عن ظهور تنظيم القاعدة الإرهابي الذي ينتشر بكثرة في الأراضي اليمنية وخصوصاً الجنوبية، فمن اين اتى هذا التنظيم؟ هل أتى من باطن الصحراء أم من مياه البحر الأحمر؟! بل جاءوا بدعم واضح ومكشوف من الولايات المتحدة الامريكية والسعودية.
وان وضعنا هذا الكلام كله بكفة وكلام أهل المهرة حول الوجود السعودي في محافظتهم بكفة أخرى، نرى أن المحافظة الهادئة تصرخ يومياً غضباً مما رأت من التحالف السعودي الاماراتي، حيث تشهد يومياً مظاهرات تطالب الاحتلال السعودي الاماراتي بالخروج، وفي هذا السياق يقول وكيل المحافظة علي سالم الحريزي دون تردد أن وجود القوات السعودية والإماراتية احتلال وذلك بعد وصول أربع طائرات سعودية إماراتية محمّلة بالجنود إلى مطار الغيضة بمحافظة المهرة، وأضاف إن "أبناء المهرة يريدون استعادة السيادة على المحافظة، بعد أن أصبحت محتلة، بما فيها الموانئ والمطارات".
ختاماً، توغلٌ فاحتلال فتوسيع نفوذ فاقتسام أراض، كل هذا يأتي ضمن الاخلاق العربية التي يسعى المحمدين (بن سلمان وبن زايد) تصديرها الى اليمن والعالم، وعلى قول اخواننا السوريين في محافظة السويداء "يا حيلا يا حيلا، يا حيلا على العروبة". وهنا نتوجه لشعبنا في اليمن وخاصة في محافظة المهرة والمحافظات الجنوبية، ونقول لهم لا يغرنكم كلام من قريب أو بعيد، السعودية والامارات قوة احتلال وهم يريدون تدمير الشعب اليمني، والأخير يريد العيش بكرامة والله سينصر الشعب اليمني، وإذا الشعب أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.
ارسال التعليق