"الحليف الأمريكي" وابتزازه حلفائه العرب حتى العظم!! السعودية نموذجاً
[عبد العزيز المكي]
مما هو معروف، ان التحالفات بين الدول تقوم على أسس ومقومات منطقية يقبلها العقل، ومن أهم هذه المقومات، المصالح المشتركة، والتكافوء واحترام الطرفين لسيادة وخصوصيات البعض الآخر، وما الى ذلك، كما هو الحال في تحالفات روسيا مع بعض الدول، أو تحالفات الدول الأوربية مع بعضها البعض الآخر، وهكذا، بينما تحالفات الولايات المتحدة مع حلفائها العرب، ان لم نقل عملائها العرب تختلف عما هو معروف ومشار اليه، بل تختلف حتى عن تحالفاتها مع الدول الاوربية أو مع الكيان الصهيوني، فعلاقاتها مع الدول الأوربية قائمة على اساس احترام الخصوصيات الأوربية، واذ حدث وان تهورت واشنطن في التصرف أو في الاساءة الى هذه العلاقات، كأن تنظر فقط الى المصلحة الامريكية دون الأخذ بنظر الاعتبار المصلحة الاوربية، فأن هذه الدول تتمرد او تتبرم أو تعترض حتى تجبر الحليف يعود مرة أخرى الى رشده، والأمثلة على ذلك كثيرة، نشير الى قضية الاتفاق النووي مع إيران، فعندما إنقلب ترامب على الاتفاق واعلن إنسحابه منه، وأراد من حلفائه الاوربيين الأقدام على نفس الخطوة رفضت هذه الدول، لدرجة ان أبدت إستعدادها الى الخروج من دائرة الحلف الأوربي الأمريكي، ان استمر الرئيس الأمريكي في مواصلة الضغوط على أوربا، وعدم تخليه عن منطق المهمين والمحُلي لهذه الدول، وعلى الاخيرة تنفيذ هذه الاملاءات دون مراعة مصالحها وظروفها، وبالتالي باءت جهود ترامب بالفشل وعزل نفسه وبلاده بنفسه، عندما عزلته الدول الأوربية ورفضت املاءاته. والأمر أيضاً يمكن أن يكون مشابها بالنسبة الى العلاقة الالمانية مع روسيا، واستفادة المانيا من الغاز الروسي، حيث رفضت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل "أوامر" ترامب بقطع العلاقة مع روسيا، وايقاف استيراد الغاز من روسيا، لأن ذلك يضر بمصلحة المانيا اولاً وأوربا ثانياً، والأمثلة كثيرة، أما بالنسبة للعلاقة مع العدو الصهيوني فالكل يعرف انه المدلل أمريكيا، بل يذهب البعض الى القول الى ان اللوبي الصهيوني في امريكا، بالاضافة الى الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة هما اللذان يقودان أمريكا ووفق المصالح الصهيونية، حتى في بعض الأحيان يتم ذلك على حساب المصالح الأمريكية نفسها وعلى حساب الأضرار بامريكا!! وتلك حقيقة ماثلة تتجسد يومياً بالادلة الدامغة أمام أعين المراقبين والمتابعين ولا تحتاج الاستعانة بالادلة على ذلك وهي اكثر من أن تحصى وتتكرر يومياً !!
أما في حالة التحالفات والعلاقات الأمريكية مع الدول العربية، فهي مختلفة كليا، كما قلنا في مطلع هذه السطور، عن تحالفات أمريكا مع الدول الأخرى غير العربية فهي من نمط خاص، واذا أخذنا العلاقات الأمريكية مع النظام السعودي كنموذج لهذه العلاقات، تتضح لنا الصورة المرعبة لهذا النوع من العلاقات!!
أسس ومقومات العلاقات والتحالف الأمريكي مع السعوديةلا يجد المتابع والمحلل السياسي العناء في تشخيص هذه الأسس والمقومات، إذ أن مراجعة الاتفاقات والعقود والصفقات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وعلى كافة المستويات، وأيضاً متابعة التصريحات والمواقف السياسية للمسؤولين الأمريكيين، خصوصاً المواقف الأخيرة التي عبّر عنها الرئيس الحالي دونالد ترامب وطاقمه الحكومي، وكذلك الرئيس الذي سبقه الرئيس أوباما، فهذه المتابعة تكشف بوضوح ان هذه العلاقات على أسس ومقومات شاخصة وثابتة وفريدة من نوعها كما قلنا من العلاقات الدولية، نشير الى بعضها بما يلي:
1ـ مبدأ، أو الأساس والمقوم، سميه ما شئت، الأهانة وازدراء النظام السعودي والنظر اليه كطرف لا حول له، ولا قوة، ولا قدر له سوى تنفيذ الأوامر الأمريكية، واذا كان هذا الأساس غير واضح في العهود السابقة، فأنه في عهد ترامب بات واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار، فالرجل بين الحين والآخر يسخر من الملك السعودي، ومن كل نظامه، ويقول انهم ليس لديهم شيء، سوى أنهم يملكون المال الوفير، وكرر هذا الكلام على مسمع ناخبيه ومؤيديه اكثر من خمس مرات، متباهياً بأنه استطاع حلب هؤلاء الأبقار الأموال الطائلة (اكثر من 480 مليار دولار) على شكل هبات وعقود أسلحة واستثمارات وهمية وما الى ذلك، بقاء الحماية!! وقال اكثر من مرة ان النظام السعودي لا يصمد اكثر من اسبوعين اذا رفعنا الحماية عنه، اذ سيسقط لا محالة، او في احدى المرات قال، خلال عشرة أيام ستتكلم المملكة اللغة الفارسية! في اشارة الى ايران، البعبع الذي تخوف امريكا حلفائها وعملائها في الخليج!! بمعنى ان هذه العلاقة قائمة على الدفع وليس على المصالح المشتركة، وترامب قالها بالفم الملئان اذا اردتم استمرار حمايتنا لكم من السقوط، عليكم أن تدفعوا لنا، ما يعني أيضاً ان اذا توقف الدعم، فالحماية تتوقف!! وبالطبع هنا من الجدير الاشارة الى ان الدفع لا ينحصر في الأموال التي ركز عليها ترامب اكثر من الجوانب الأخرى، إنما يشمل هذا الدفع المواقف السياسية، والاقتصادية والأمنية والعسكرية، وعلى وكافة المستويات، فالمملكة كما قال ترامب (بقرة حلوب) متى ما جف حليبها تُذبح ويُستفاد من لحمها وعظامها وجلدها وما الى ذلك!!
2ـ معادلة الحماية التي تعتبر من المبادئ الأساسية لهذا التحالف أو العلاقة والتي شكلت المرتكز الاول الذي انطلقت على سكته هذه العلاقة، من الاتفاق بين آيزنهاور وعبدالعزيز آل سعود مؤسس الدولة أو الكيان السعودي الثالث، وحتى اليوم.. نقول هذه المعادلة تختلف كلياً عن معادلة كاذبة، إنما هي عنوان لشيء آخر، خارج عن الدفاع أو حماية النظام السعودي، فهذا العنوان أو تحت هذا العنوان، أمريكا تحلب النظام السعودي مئات المليارات من الدولارات سنوياً، وما أوضح عنه ترامب في السياق، وما وهبه بن سلمان وأبوه المخرف سلمان يكفي للإشارة، وتحت هذا العنوان تحوّل القواعد الأمريكية في السعودية ويدفع آل سعود كل نفقات الجند في هذه القواعد وكذلك رواتبهم وكل شيء، فضلاً عن نفقاتهم على خبراء الصيانة للأسلحة التي تستوردها السعودية من المصانع الامريكية والتي لا يسمح لها باستخدامها الّا في المنطقة، بمعنى آخر ان كل هذه القواعد والقوات التي تفرض على النظام السعودي التصرف واتخاذ المواقف الملائمة مع المصالح الأمريكية، جاءت لتدافع عن المصالح الأمريكية.. والرجل أوباما قالها بعظمة لسانه لمجلة اتلانتيك في أواخر فترته الثانية، عندما اجرت معه المجلة مقابلة في ذلك الوقت، حيث قال يريدوننا- السعودية ودول الخليج العربية الأخرى أو بعضها- ان نهاجم نيابة عنهم ايران، نحن غير مستعدين ليقتل جندي واحد دفاعاً عنهم، ايران لا تشكل خطراً عليهم، وعليهم التحاور معها لحل المشاكل العالقة، انما الخطر الكبير الذي يتهددهم، النظام السعودي خاصة، من الشعب في المملكة بسبب السياسات القمعية التي ينتهجها هذا النظام ضد شعبه، عليهم ان يجروا اصلاحات داخلية ويشاركوا الشعب في السلطة من أجل رفع هذا الخطر.
أما في عهد ترامب فقد رفض اكثر من وزير دفاع أمريكي بدءاً بماتيس ومروارً باسبر وغيره، رفضوا مهاجمة ايران تلبية لرغبة الكيان الصهيوني والنظام السعودي، حتى ان ماتيس قال ذات مرة اذا (اسرائيل) هاجمت ايران فأن القوات الأمريكية لا تتدخل، فهذه القوات جاءت الى المنطقة، للدفاع عن مصالحنا وعن أمن (اسرائيل)، قالها صراحة، وايران لم تهاجم مصالحنا، ولم تشكل خطراً على (اسرائيل) فلماذا اذن الحرب معها، فهذه الحرب ان وقعت مكلفة جداً النسبة للأمريكيين، ولا نريد أن نجعل قواتنا هناك طائلة الخطر! كما لاحظنا كيف ان أمريكا ترامب، وكمصداق لمواقف وزراء الدفاع الامريكيين فيما اشرنا اليه، كيف تخلت عن السعودية عندما تعرضت الى الهجوم الساحق بالصواريخ المجنحة والطائرات المسّيرة من قبل اليمنيين "الحوثيين"، وهو الهجوم الذي الحق خسائر فادحة بمنشآت شركة أرامكو النفطية في هجرة خريص وبقيق والذي أدى الى وقف نصف إنتاج النفط السعودي اي اكثر من خمسة ملايين برميل يومياً من مجموع الانتاج اليومي البالغ اكثر من 11 مليون برميل، وفي حينها إتهمت امريكا ايران بالهجوم، رغم اعلان الحوثيين عن المسؤولية، ورغم نفي ايران، لكن أمريكا أصرت على اتهام ايران! فلماذا لا تهاجم ايران؟ حيث أجاب ترامب بصراحة عن هذا السؤال.. اننا لا نهاجم ولا ندخل في حرب مع ايران، لأننا لا نحتاج الى نفط الشرق الأوسط، اننا مكتفون ذاتياً.. في اشارة الى النفط الحجري الذي ازداد انتاجه مؤخراً في الولايات المتحدة بسبب الاكتشافات الجديدة، أو ما خزن من النفط السعودي على مدى العقود الماضية في كهوف الملح في تكساس ولويزانا.. وفي حينها شكلت هذه التصريحات احراجاً شديداً للنظام السعودي، لأن ترامب كشف زيف ما كان يردده "الدفع مقابل الحماية" هذا من جانب ومن جانب آخر عزز ذلك موقف المعارضين للنظام السعودي والقائلين بأن الولايات المتحدة لا تدافع عن النظام بل عن مصالحها وعن الكيان الصهيوني فحسب. غير ان النظام السعودي بلع هذه الأهانة من الحليف الأمريكي، لكنه لم يتعظ ولم يرعوي!
3ـ الابتزاز.. وهو من المقومات الأساسية التي ترتكز إليها العلاقات والتحالفات الأمريكية مع عملائها العرب، وعلى رأسهم النظام السعودي. فعلى الرغم من ان هذا النظام لا يتردد في تنفيذ ما تريده أمريكا وتلبيته مطالبها، الّأ أنها- أي الولايات المتحدة- نصبت أسلحة فاعلة ودقيقة لا تخطئ موجهة فوهاتها نحو صدور آل سعود، لارعابهم، وضبط سلوكياتهم وتحركاتهم ولضمان عدم تمردهم على الأوامر الأمريكية، ولو أردنا استعراض نوعية هذه الاسلحة، فان الحديث يطول بنا ويستغرق وقتاً طويلاً أيضاً، لذلك نكتفي بالاشارة الى بعضها ونركز على الأسلحة الأخيرة، وبالتحديد منذ عقدين وحتى اليوم، فمنذ قيام النظام السعودي، وتوقيعه العقد المشؤوم مع الولايات المتحدة على ظهر حاملة الطائرات الامريكية الحماية مقابل النفط السعودي، وامريكا كما قلنا بدأت تستخدم هذا السلاح، وفي ذلك الوقت أشهرت سلاح الخطر السوفيتي والمد الشيوعي، وحتى وظفت كل امكانات المال السعودي، والمدارس الوهابية في مواجهة الروس (السوفيت)، وهي المواجهة التي بلغت ذروتها في أفغانستان وانتهت بتفكيك الاتحاد السوفيتي في التسعينات، وما أن انتهى الخطر السوفيتي المزعوم على النظام السعودي، والمتمثل بالمد الشيوعي، حتى استلت الإدارة الأمريكية سلاحاً جديداً، ووضعته على رقاب آل سعود، وهو الخطر الأيراني المزعوم، والكل يعرف، ان النظام السعودي وظف كل امكانياته، لمواجهة هذا الخطر المزعوم والوهمي والى اليوم!! خدمة لأمريكا وامتثالاً لمزاعمها وادعاءاتها!! ولم تكتف أمريكا بهذا السلاح وحسب، وانما استخدمت أسلحة كثيرة لضبط الايقاع داخل بيت الأسرة السعودية الحاكمة بحسب النغمة الأمريكية المعدة والمرسومة لها! ومن هذه الأسلحة، الإرهاب، وما تمخض عنه من أحداث ومآسي واهمها هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي ضربت مركزي التجارة العالمي في نيويورك وادت الى مقتل حوالي 6 آلاف ضحية من الأمريكيين، واتهام النظام السعودي بالضلوع في هذه الهجمات من خلال نشره وتمويله ودعمه للفكر الوهابي الارهابي التكفيري، الذي شكل الدافع لهذا الاجرام، وايضاً من خلال التورط المباشر في دعم المهاجمين الذي يشكل السعوديون النسبة الاكبر منهم، فمن مجموع الـ 19 مهاجماً هناك 15 سعودياً، والباقي من جنسيات عربية اخرى. واللافت ان الولايات المتحدة- المحافظون الجدد- هي من نسقت مع النظام السعودي في القيام بهذه الهجمات الدامية، باعتراف الكثير من المحللين العرب والغربيين ومنهم الكاتب الفرنسي تيري بيسان في كتابه "الخديعة الكبرى" حيث يشرح ان هجمات 11 سبتمبر كانت من تخطيط المحافظين الجدد في امريكا وبالتنسيق مع الموساد الاسرائيلي والسعوديين الذي أوعزو الى قطعانهم التكفيرية للقيام بهذه الجرائم، وحينها اوفد بن لادن هؤلاء الجماعة وتدربوا في الولايات المتحدة على قيادة الطائرات المدينة، وعلى مرأى ومسمع من المخابرات الأمريكية والأجهزة الأمنية الأخرى!! التي تركتهم حتى اختطافهم الطائرات المدنية واصطدامهم بها ببرجي التجارة العالمي!! ورغم انكشاف هذه الحقيقة، من قبل تيري بيسان وغيره من الكتاب والأمنيين الأمريكيين والغربيين فيما بعد، الّا ان الولايات المتحدة جعلت تورط النظام السعودي في هذا الاحداث سيفاً مسلطاً على رقاب السعوديين- آل سعود لابتزازهم الأموال والمواقف حتى اليوم.. لدرجة ان الكونغرس الامريكي- أصدر قانونا تحت اسم جاستا، اختصاراً للاسم " العدالة ضد رعاة الارهاب" في عام 2016، وينص على حق وامكانية مقاضاة ذوي الضحايا في 11 سبتمبر، الدول المتورطة في دعم الارهابيين وعلى رأسهم السعودية، بل ان بعض الامريكان قالوا ان هذا القانون موجه بالذات ضد النظام السعودي، الذي لمحت تحقيقات امريكا الأمنية في الاحداث المشار اليها، الى تورط النظام السعودي، وبين الحين والآخر يرفع الامريكان ويشهرون هذا السيف على رقاب الامراء السعوديين كلهم، فقبل عدة سنوات سربت الاجهزة الامنية الامريكية ان هناك رجال اعمال سعوديين حولوا الارهابيين، بدون علم النظام السعودي، ثم قالوا بعلم المسؤولين السعوديين، وفي كل مرة يلجأ النظام السعودي لدفع الأموال الطائلة واتخاذ المواقف السياسية والأمنية المتواءمة مع الارادات الأمريكية، وآخر اشهار لهذا السيف وليس أخيرة، وفي 10 سبتمبر 2020، إصدارت قاضية فيدرالية امريكية أي قبل يوم من حلول ذكرى أحداث "11 سبتمبر"، أمراً قضائياً موجهاً الى الحكومة السعودية يلزمها إتاحة الوصول الى 24 مسؤولاً سعودياً، سابقين وحاليين، لتقديم افادات حول معرفتهم المحتملة بمعلومات ذات صلة أو أدت الى هجمات 11 سبمتبر 2001، وادت الى مقتل ما يقرب من 6000 أمريكي. واللافت، ان على رأس هؤلاء المطلوبين الأمير بندر بن سلطان السفير الأسبق للسعودية في واشنطن، ورئيس المخابرات او جهاز المخابرات السعودي السابق، والمعروف بعلاقاته الوطيدة مع المحافظين الجدد، وخاصة الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش الأبن، ومع المسؤولين الصهاينة خاصة من المتطرفين جدد منهم!! وسربت المصادر الامريكية بعضاً من لائحة الاتهام الجديدة، تشير الى دور كبير من أحد مساعدي بندر بن سلطان في توجيه الاوامر للإرهابيين عبر شبكات معقدة في الولايات المتحدة، أقامها هذا المستشار لادارة للارهابيين عبر شبكات معقدة في الولايات المتحدة، أقامها هذا المستشار لادارة الإرهابيين وتمويلهم!! كما تقول المصادر الأمريكية التي أشارت بالأسماء وبالأماكن والعناوين الى دور هؤلاء المرتبطين بالنظام السعودي عبر الحلقة الاساسية وهي "بندر بن سلطان" وقد اعتبر البعض من المحللين ان إثارة هذه القضية في هذا التوقيت بالذات يهدف الى تحميل السعودية المسؤولية الكاملة عن أحداث 11 سبتمبر2001، وبالتالي حلبها الأموال الطائلة لاسعاف الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني من التردي والانهيار، ذلك رغم ان الولايات المتحدة اشهرت هذا السيف كما قلنا عدة مرات وفي كل مرة تحلب البقرة السعودية المليارات تلو المليارات من الدولارات يدفعها النظام السعودي للحفاظ على وجوده، وعلى سمعته في العالمين العربي والاسلامي. لم يكتف الحليف الامريكي بسيف جاستا، بل يستخدم الى جانب ذلك سيفاً آخرَ وهو جريمة بن سلمان في قتل الصحفي "جمال خاشقجي"، في مدينة اسطنبول التركية في قنصلية بلاده قبل اكثر من عام، فبين الحين والآخر يثير الكونغرس هذه القضية، حتى وصلت الأمور الى مستوى خطير، باصدار أحدى المحاكم الأمريكية باصدار استدعاء لاكثر من عشرة سعوديين بينهم سعود القحطاني وأحمد العسيري المتهمان الرئيسيان في ادارة عملية القتل للصحافي المذكور، لاستجوابهم بل وتضم القائمة محمد بن سلمان نفسه! اكثر من ذلك ان الولايات المتحدة تلجأ في بعض الاحيان الى دفع بعض حلفائها الأوربيين لممارسة الضغوط على النظام السعودي بغية تكثيف عملية الابتزاز ودفع النظام السعودي الى الأرتماء في الاحضان الامريكية والصهيونية، مثلما يجري هذه الأيام لدفع النظام الى اعلان التطبيع مع العدو الصهيوني على شاكلة الأمارات لأن ترامب في أمس الحاجة الى صدمة من هذا النوع لتحسين حظوظه الانتخابية، فالى جانب إثارة قضية تورط النظام باحداث 11 سبتمبر 2001 والى جانب اثارة قضية خاشقجي مجدداً بوجه النظام السعودي، أثارت المانيا، متحدثة بإسم الاتحاد الأوربي أمام مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة مؤخراً، مسألة احتجاز السعودية للناشطات السعوديات وما يتعرضن له من تعذيب وظروف تعسفية في السجون السعودية وطالبت ألمانيا مشددة على الحاجة الى المحاسبة الكاملة والمحاكمة الشفافة للفعالين في قتل خاشقجي، في اشارة واضحة الى ان الاتحاد الأوربي لا يعترف بالمحاكم السعودية الهزيلة، وما تمخضت عنه من احكام هزيلة وسخيفة بحسب التوصيفات الأوربية، بحق قتلة خاشقجي، وتبرئتها المتهمين الاساسيين مثل العسيري والقحطاني!..
فبعد هذا كله، وما حفي أعظم، هل يمكن القول، ان أمريكا حليف للنظام السعودي؟ ان النظام لم يكن الّا عبداً محتقراً من السيد الأمريكي، بل اكثر من ذلك، فهو اي السيد الامريكي لا ينظر لآل سعود سوى أبقار حلوبة كما قالها ترامب بالفم الملئان!!
ارسال التعليق