الدم بالدم والبادي "بن سلمان"!
[ادارة الموقع]
"انتهت اللعبة" أو Game Over""، تظهر هذه العبارة عندما يخسر اللاعب في لعبته، وفي حالة ابن سلمان ولعبته التي يسميها "الإصلاح في السعودية" ونقل الرياض من الدكتاتورية الدينية الى الليبرالية العلمانية، يمكننا القول بأنه وصل إلى "لا شيء" وخرج منها خالي اليدين، وذلك بسبب قلة خبرته وعدم اتقانه اللعب جيداً بسبب طباعه العنيفة التي تجري داخل دمه، طباع الأب والجد وغيرهم من الذين سبقوه ووصلوا الى السلطة في السعودية قبله. صحيح أن المجتمع الغربي والشرقي كان ينتظر نتائج حملة الأمير الشاب الإصلاحية، حيث كان ينظر اليه بالشاب الذي يستطيع أن يبث روحاً جديدة داخل هيكل السعودية الهرم، تخلصه من آفاته الاجتماعية وبعض المشكلات السياسة العالقة منذ عقود طويلة، الا أنه بدأ يتساءل كثيراً في الآونة الأخيرة حول عملية الإصلاح التي يقوم بها الأمير الشاب في ظل حملات الاعتقالات التي يشنها ضد نشطاء حقوقيين في السعودية.
ان عدنا بالتاريخ الى الوراء، نرى أن هذه التساؤلات قد بدأت مع وصول محمد بن سلمان الى ولاية العهد، خاصة حول كيفية ازاحته لابن عمه بن نايف من سدة الحكم. في تلك المرحلة لم يعلق الغرب كثيرا على هذه الحادثة خاصة في ظل ما كان يعد به محمد بن سلمان من إصلاحات ستطال جميع مرافق السعودية،مثل رؤية 2030 أو مشروع نيوم، قيادة المرأة للسيارة أو غيرها. ولكن ومع قيام بن سلمان بإزاحة أولاد عمه واحداً تلوى الآخر وسجنهم جميعاً في فندق الريتزكالترون، وقيامه بعمليات خطف لكل من يحاول انتقاده حتى على منابر التواصل الاجتماعي، وهنا بدأالغرب يتساءل ويترحّم في نفس الوقت على الأسلاف بعد أن رأى صنيعة الأحفاد، فبالرغم من كل شيء لم تشهد العهود السابقة كل هذا العنف والتطرف الذي تم تغليفه بشعارات واهية، ما دفع الجميع للتساؤل إلى أين يمضي ولي العهد بالبلاد؟!.
مفاتيح بن سلمان للسيطرة على الحكم
كان يعي بن سلمان أن الوصول الى الحكم في السعودية صعب للغاية، فهناك أعراف وقواعد لا يمكن القفز فوقها، وكان يعي أيضاً أن السيطرة على الحكم يتطلب قفز فوق هذه الأعراف عبر بوابة السياسة والاقتصاد لكونهما المحرّك الأساسي للحكم، ففي السياسة كانت خطوته الأولى تتطلب ضرب عنصر مهم كي يهابه الجميع، وبمساعدة والده الملك ازاح محمد بن نايف من طريقه ليصبح خارج السلطة بالكامل.
الحركة الثانية كانت تتطلب ضربة أقوى تدفع بالذين كانوا يخططون للإطاحة به بعد الخطوة الأولى الى الركون جانباً، وتحت شعار محاربة الفساد قام الأمير الشاب في أواخر العام 2017 بحملة اعتقالات كبيرة، اعتقل فيها 11 من أولاد عمه الأمراء في قضية عرفة بقضية الريتزكالترون، حيث استطاع من خلالها ضرب عصفورين بحجر واحد، الأول أخاف مناوئيه، والثاني اقتصادي حيث استطاع سلب الأمراء أكثر من 106 ميليار دولار أمريكي، كانوا بمثابة داعمة اقتصادية لمشاريعه في السعودية.
الخطوات السابقة لم تشعر بن سلمان بالراحة الكاملة، خاصة بعد عملية اقتحام قصر والده في الرياض حيث قالت المعلومات آن ذاك أن الأمير الشاب كان متواجداً تلك الليلة في القصر وقد تعرض لاصابة أبعدته عن الاعلام أكثر من شهر، لذلك قرر بن سلمان رفع معيار الخوف لدى الأطراف المناوئة له، وان كان ذلك عبر التصفية الجسدية.
وقد يقول البعض أن هذه الخطوة ليست بجديدة، فالأمير الشاب قام بهذه الحركة من قبل باغتياله للأمير منصور بن مقرن ومسؤولين سعوديين آخرين كانوا معه في طائرة عسكرية تم اسقاطها بواسطة طائرة حربية سعودية بعدما قرر الامير الهروب من السعودية غداة اعتقال عدد كبير من الامراء بتهم تتعلق بالفساد.
صحيح هذا الأمر، الا ان الأمير الشاب توقف عند ذلك الحد، ولم يقم من بعدها بتكرار ذلك، اعتقادًا منه أن الرسالة قد وصلت لكل من يعنيه الأمر، ولكن بعد مدة من تلك الحادثة عادت الأصوات لترتفع من جديد، ولتكرار الهدف نفسه قام بن سلمان بتصفية الشيخ سليمان الدويش الذي اعتقل في 2016 اثر تقديمه نصيحة للملك سلمان بعدم تنصيبه لابنه المدلل في وزارة الدفاع ومنذ إطلاقه مثل هذه التصريحات اقتيد إلى السجن عام 2016 ليفارق الحياة هناك.
وتقول المعطيات ان الدويش كان بمثابة اضحية صغيرة للعيد، وأن القائمة طويلة والمعارضون كثر، وأضافت المعلومات أن الأيام والأسابيع المقبلة ستشهد سلسلة من عمليات القتل الغريبة، فيموت أمير هنا بسكتة قلبية أو أمير آخر بسقوط طائرة او ربما سقوط آخر من على شرفة قصره... خاصة أن ابن سلمان يملك القدرة على القيام بذلك مع وجود أحمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات وأحد رجال ابن سلمان السريين والأساسيين، والذي لن يتردد في تنفيذ أوامر ولي العهد.
ختاماً، يمكننا القول إن بن سلمان قد دخل في المحظور مرة أخرى، وهو باعتماده لسياسة التصفية الجسدية يكون قد اقترب من تصفية نفسه، لأن الدم لا يمكن غسله الا بالدم، وكما يقول المثل العربي، الدم بالدم والبادي أظلم، فحذاري بن سلمان من الغرق في مستنقع الدم الذي لا يمكن الخروج منه الا بالدم!
ارسال التعليق