المواجهة الأمريكية الإيرانية.. هل استوعب نظام ال سعود الدرس
[عبد العزيز المكي]
بقلم: عبدالعزيز المكي..
أُصيبت بعض الأنظمة الخليجية وعلى رأسها نظام ال سعود، بالخوف والارتعاد والقلق، بعد إقدام الولايات المتحدة على اغتيال قائد فيلق القدس في حرس الثورة الإيراني الجنرال قاسم سليماني، وتهديد إيران بالرد المزلزل، خوفاً من تطور المواجهة إلى حرب شاملة يعم لهيبها المنطقة بأسرها، يعكس ذلك جملة من التحركات أقدمت عليها هذه الأنظمة في الفترة ما بين عملية الاغتيال لقاسم سليماني، والرد الإيراني بقصف قاعدتي عين الأسد وحرير بعشرات الصواريخ الدقيقة البعيدة المدى، فالنظام الإماراتي نسّق مع الروس، من أجل التهدئة ومنع التصعيد بين الطرفين، ووزير الخارجية القطري حمل رسالة من الإدارة الأمريكية إلى القيادة الإيرانية بهدف الامتناع عن الرد، أما النظام السعودي، فقد سارع إلى الإعلان، أن واشنطن لم تقم بمشاورته بشأن الضربة التي قتل فيها قائد فيلق القدس، وقال مسؤول سعودي لوكالة الأبناء الفرنسية انه "لم تتم مشاورة الملكة السعودية بشأن الهجوم الأمريكي".
وأضاف: "نظراً للتطورات السريعة، تؤكد المملكة أهمية البرهنة على ضبط النفس للوقاية من أي عمل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد". وتابع هذا المسؤول القول "أن المملكة السعودية تؤكد على وجوب اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية للعالم اجمع". كما سارع الملك السعودي سلمان إلى الاتصال بالرئيس العراقي برهم صالح وبحث معه تطورات الأزمة، كما دعا إلى التهدئة ونزع فتيل هذه الأزمة وبحث معه تطورات الأزمة، كما دعا إلى التهدئة ونزع فتيل هذه الأزمة واتخاذ كافة الإجراءات لخفض التوتر فيها، بحسب ما نقلت وكالة الأبناء السعودية، حيث فسر المحللون والمراقبون هذه المواقف على أنها محاولة من نظام ال سعود لتبرئة نفسه من المسؤولية أو من التنسيق مع الجانب الأمريكي في عملية الاغتيال التي قامت بها أميركا.
أكثر من ذلك، أن نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان طار على عجل إلى الولايات والمتحدة وبريطانيا، والتقى في واشنطن وزير الدفاع الأمريكي مارك اسبر، وحينها أعلنت شبكة السي ان ان التلفزيونية الأمريكية نقلا عن مصدر حكومي سعودي، قوله: إن السلطات السعودية تشعر بالقلق إزاء التصعيد عقب مقتل الجنرال سليماني ورفيقه العراقي أبو مهدي المهندس في غارة جوية قرب مطار بغداد، وأضاف المصدر الحكومي بحسب ما نقلته شبكة (سي ان ان) الأمريكية: "نحن نعرف كيف يبدو ذلك.- لا نريد الفوضى في المنطقة لقد كنا هدفاً من قبل" مضيفاً: " لا يمكن أن نكون هدفاً مرة أخرى". وأشار المصدر السعودي إلى أن خالد بن سلمان ناقش في واشنطن طرق تهدئة الوضع.. وفي حينها قالت أوساط السعودية وأمريكية أن محمد بن سلمان حمّل أخيه رسالة لترامب ودفعه لزيارة واشنطن ولندن واللقاء بالرئيس الأمريكي ترامب وبقية المسؤولين، واعتقد أن هذا اللقاء الذي يؤشر إلى القلق والخوف الكبيرين ناقش وبحث القلق السعودي من احتمالات تخلي أمريكا عن الدفاع عن نظام ال سعود في حال اشتعلت الحرب في المنطقة بين إيران والولايات المتحدة..
واللافت أن هذا القلق والخوف السعودي من اشتعال الحرب بين أمريكا وإيران، ثم الدعوة السعودية إلى تهدئة الوضع ومنع تدهوره نحو التصعيد العسكري، يتناقض تماماً مع التحركات والدعوات السعودية السابقة، لمواجهة إيران عسكرياً، فإذا رجعنا إلى مواقف النظام قبل عام وأكثر، وتابعنا الجهد الذي قام به في إطار التحريض ضد إيران، وبالتشارك والتنسيق والتعاون مع النظام الصهيوني في تل أبيب بهدف حث ودفع ترامب على شن حرب ضد إيران لوجدناه ضخما وأنفقت سلطات ال سعود من أجل ذلك الترليونات من الدولارات. المواقف والشهادات والتصريحات خير دليل على ذلك، فبن سلمان قالها بالفم الملآن في حديثه لمجلة اتلانتيك الأمريكية العام الماضي، سننقل المعركة داخل إيران!! كما انه انبرى ليكون رأس الحربة في تلك المواجهة يتقدم الصفوف الأمريكية والصهيونية في هذه المواجهة أو المعركة مع إيران، وعلى هذا الأساس، أو على خلفية هذا الطموح الحماس، هاجم اليمن ظناً منه، انه سوف يحتله خلال بضعة أيام، أو خلال بضعة أسابيع في أبعد تقدير. أما تحركاته في لبنان وسورية والعراق، العدوانية والمضادة لطموحات الشعوب هذه الدول وتنسيقه وتعاونه المتعاظم أمنياً وعسكرياً مع العدو الصهيوني في الإطار المشار إليه، فهو غير خافٍ على المتابع وعلى ابن المنطقة...
على أي حال، في ضوء هذا الحماس وهذا التحريض السعودي لترامب لشن حملة عسكرية ضد إيران.. يرى أكثر المراقبين أن إقدام أمريكا على جريمتها في اغتيال قائد فيلق القدس ورفيقه نائب هيئة الحشد الشعبي العراقي، يشكل فرصة ذهبية لنظام ال سعود وحتى الكيان الصهيوني اللذين ظلاّ كما أشرنا يسعيان طيلة المدة الماضية لتوريط ترامب في حرب مباشرة مع إيران لتدميرها!! فلماذا إذن لم يستثمرا هذه الفرصة وراحا بدلاً من ذلك يتبرئان من مسؤولية المشاركة مع أمريكا في هذه الجريمة؟ بل ويتحرك نظام ال سعود كما أشرنا للتهدئة ومنع الوضع من التدهور إلى اشتعال حرب في المنطقة؟
الجواب واضح وأشار إليه أكثر من محلل سياسي ومتابع، وهو أن نظام ال سعود اكتشف عجزه وضعفه من خلال عدوانه على الشعب اليمني فالحوثيين " الحفاة " والذين لا يملكون سلاحه المتطور وقفوا صامدين بوجه غطرسته وأجبروه على خوض حرب استنزافية أكلت الأخضر واليابس دون أن يحقق فيها أي هدف من أهدافه التي أعلنها من شنه هذا العدوان، والأكثر من ذلك أن بن سلمان اكتشف أن أسلحته المتطورة التي أنفق عليها مئات المليارات من الدولارات لا تحميه حيث استطاع الحوثيين توجيه ضربات ساحقة لهيبة هذه الأسلحة عندما اخترقوا بصواريخهم المجنحة وطائراتهم المسيرة، منظومة تلك الأسلحة وضربوا منشآت أرامكو النفطية خصوصاً في بقيق وهجرت خريص التي أوقفت نصف الإنتاج النفطي السعودي أي تعطيل إنتاج أكثر من خمسة ملايين برميل يومياً.. الأكثر من ذلك ان هذه الضربة كشفت لنظام ال سعود امراً خطيراً وهو تخلي النظام الأمريكي عن الدفاع عنه، وهو الذي قدم لترامب أكثر من 500 مليار دولار لقاء الحماية، حيث أعلن ترامب أكثر من أربعة مرات انه نجح في حلب البقر السعودي مئات المليارات من الدولارات لقاء الحماية، وفي كل مرة كان يتفاخر بهذا الحلب ويستهزئ بنظام ال سعود، فمرة يقول انه لا يصمد أسبوع إذا رفعنا الحماية عنه، ومرة يقول ان إيران يمكن أن تصل إلى عقر داره في أيام معدودة، وهكذا.. لكن حينما تعرض النظام إلى هذه الضربة أعلن ترامب أن بلاده مكتفية ذاتيا من النفط، وهي غير معنية بالدفاع عن نظام ال سعود، نحن نعطيهم أسلحة مقابل أموال، لكن هم الذين يدافعون عن أنفسهم بها وليس نحن، نحن غير مستعدين لذلك!!
ولكن رغم أن التخلي الأمريكي عن الدفاع عن نظام ال سعود، شكل صدمة كبيرة للأخير، وقيل حينها انه بدأ يراجع حساباته، التي دفعته إلى التحرك نحو إيران لتهدئة العداء بين الطرفين ونزع فتيل التوتر بينهما، واقترن ذلك بخطوات سرية وعلنية عبر أطراف ثالثة، وبصورة مباشرة بين الطرفين، في الاتجاه المشار إليه، غير انه وفي ذروة التوقعات لتسوية ما بين الطرفين على خلفية تلك التحركات عاد نظام ال سعود ليتحرك بالاتجاه المعاكس تماماً ظنا منه أن أمريكا جادة في الحرب مع إيران، كما تمثل ذلك في تصعيد المواجهة مع الحوثيين ونسف ما توصل معهم من اتفاقات لإنهاء الحرب، وتمثل في التدخل في شؤون العراق الداخلية إلى جانب الإمارات وصرف الأموال الطائلة لقلب النظام في العراق بنظام موال لأميركا والسعودية..و.و..حتى التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة وإيران بعد مقتل سليماني وأبو مهدي المهندس..
ويبدو أن مشهد المواجهة هذا أفرز معطيات صادمة لنظام ال سعود أيضاً دفعته إلى التريث والمطالبة بعدم الانزلاق نحو الحرب، كما أشرنا في بداية الحديث، ومن تلك المعطيات نذكر ما يلي:
1ــ رغم أن الولايات المتحدة أقدمت على فعلتها في قتل سليماني ورفاقه، إلا أنها لا تريد الانجرار إلى الحرب مع إيران، أي إلى المواجهة العسكرية لأنها تدرك وكما قال أكثر من خبير أمريكي وغربي، أن الانجرار وراء مثل تلك الحرب كارثي، ولا يمكن التنبؤ بمآلات هذه الحرب، وقد تتطور إلى حرب إقليمية شاملة، أو إلى عالمية.. فأمريكا أدركت وتدرك أن مثل هذه الحرب سوف تكون خطيرة على مصالحها وعلى الكيان الصهيوني، ولذلك دفعت بالوسطاء الكثير لاقناع طهران بالتراجع عن الرد على هذه الفعلة، مقابل إغراءات كثيرة سربت بعض الأوساط الإعلامية بعض المعلومات عن ماهيتها، حيث قالت ان من هذه الإغراءات رفع العقوبات المفروضة على إيران.. ومثلما أشرنا، فأن وزير الخارجية القطري حمل رسالة من الرئيس ترامب إلى القيادة الإيرانية، في إطار هذه الوساطات، التي قام بها أكثر من طرف، إضافة إلى قطر، وحتى من الدول الأوربية..ما ترك ذلك انطباعا عند السعوديين إن الإدارة الأمريكية تتوجس خيفة من احتمالات التورط في حرب مع إيران، قد لا تستطيع إنهائها لصالحها، وقد لا تتحكم بمآلاتها ونتائجها في ضوء المعلومات الاستخبارية عند الولايات المتحدة حول القدرات العسكرية الإيرانية المتطورة واستعداد القوات الإيرانية لخوض الحرب مع الطرف الأمريكي بكل حزم وجدية.
2ــ رصد نظام ال سعود بدقة الموقف الأمريكي المتردد والخائف من الانجرار نحو الحرب مع إيران، وتوصل إلى القناعة المشار إليها، وهي محاولة التخلص من التورط في حرب مجهولة النتائج والمآلات مع إيران، الأمر الذي أثار لديه سيل من الأسئلة المنطقية، ومنها إذا كانت أمريكا تتهرب من المواجهة مع إيران، فكيف باستطاعتها حماية النظام ومملكته!؟ ولأن نظام ال سعود ما زال يتذكر كيف أن ترامب أعلن عدم الدفاع عنه بعد ضربة بقيق وهجرت خريص، تعزز لديه الخوف والقلق من أن تتخلى عنه أمريكا أن قررت إيران ضرب القواعد الأمريكية في السعودية أو مهاجمة مواقع حيوية في السعودية، وهو القلق والخوف ذلك، الذي دفع بمحمد بن سلمان، بإيفاد أخيه إلى الولايات المتحدة وبريطانيا كما أشرنا في البداية، لكي لا تتخليان عن المملكة ولإقناع الولايات المتحدة بعدم التصعيد كما مربنا..
3ــ أكثر من ذلك أن الإدارة الأمريكية أعطت مؤشرات كثيرة أنها لا تريد الدفاع عن هذه الدول، منها أن ترامب دعا دول الناتو الأوربية إلى جلب قواتها العسكرية للتمركز في العراق، وهو ما رفضته بعض الدول الأوربية، بل أقدم بعضها مثل الدانمارك وحتى ألمانيا وفرنسا على سحب جزء من قواتهم الرمزية في العراق إلى الأردن خوفاً من اشتعال الحرب بين إيران والولايات المتحدة. دعوة ترامب للناتو الغربي للمجيء إلى المنطقة بعثت برسائل سلبية وسيئة ليس لنظام ال سعود وحسب وبقية الأنظمة المعولة على أمريكا، بل حتى الكيان الصهيوني الذي سارع إلى النأي بنفسه عن الجريمة الأمريكية باغتيال الجنرال سليماني وأبو مهدي المهندس.. من هذه الرسائل، لا تريد الإدارة الأمريكية أن تكون وحدها في مواجهة إيران في هذه الحرب، ومنها أن الولايات المتحدة لا تقيم وزناً للحلف الذي كانت تسعى لإقامته من الدول الخليجية العربية والكيان الصهيوني، لأنها باتت على يقين أن مثل هذا الحلف ليس بمقدوره على تلك المواجهة، ومنها أيضاً أن الولايات المتحدة تريد التنصل من الدفاع عن المنطقة والخروج منها وإناطة الدفاع عنها بالقوى الغربية الرافضة لهذه المهمة أو أكثرها رافض لها، كما قلنا.. هذه الانطباعات عززت وكرست مشاعر اليأس والإحباط عند ال سعود وعند حلفائهم الصهاينة بل حتى عند الغربيين أنفسهم، الأمر الذي ضاعف من الخوف لدى ال سعود وزاد من قلقهم حول مستقبلهم واستمرار وجودهم، وهذا ما فسر دعواتهم إلى التهدئة، والى مشاركة كل دول العالم في مواجهة الأخطار التي تهدد المنطقة الحيوية للعالم بحسب وصفهم وخطاباتهم السياسية والإعلامية الأخيرة.
4ــ الرد الإيراني باستهداف قاعدتين أمريكتين في العراق، في اربيل والانبار كشف معطيات كثيرة، حول دقة الإصابات، وقدرة إيران على تنحية وتعطيل الرادارات والأسلحة الالكترونية، ومنظومات المضادات للطائرات والصواريخ المتطورة جداً، وهو الأمر الذي جعل أمريكا تفكر ألف مرة قبل إقدامها على الرد الإيراني، وبالتالي برر ترامب عدم الرد بأن الإصابات لم تؤدِ إلى قتل جنود أمريكيين في القاعدتين، في حين أن أكثر من مراسل صهيوني أشار إلى أن طائرة أمريكية نقلت أكثر من 200 عسكري أمريكي من قاعدة عين الأسد إلى تل أبيب بُعيد القصف الإيراني، أرسلوا من هناك إلى مستشفيات الكيان الصهيوني وحتى لو افترضنا أن القصف لم يؤدِ إلى قتل جنود أمريكيين، وهذا ما لمحت إليه بأنها تقصدت بالّا تقتل عسكريين أمريكان، فأن لهذا الرد معطيات جمة منها ما يلي:
أــ كسر هيبة الولايات المتحدة، فلأول مرة ومنذ الحرب العالمية الثانية قبل أكثر من 70سنة، لم يجرأ بلد من العالم الثالث على مواجهة أمريكا عسكرياً وبهذه الندية والحزم، رغم أن أمريكا دولة كبرى وتعتبر نفسها دولة مهابة وتعبث بشؤون العالم كما تريد على خلفية هذه الهيبة وهذه الرهبة منها، من بقية دول العالم.. ما يعني ذلك قوة إيران وثقة النفس التي تتمتع بها في هذه المواجهة وبالتالي فأن إيران فرضت نفسها لاعباً أساسياً في المنطقة وفشلت كل محاولات أمريكا وحلفائها لإزاحتها من هذا الدور، والدليل على ذلك مسارعة ترامب إلى دعوتها إلى التفاوض والتوصل إلى اتفاقات مشتركة بين الطرفين، ودون شروط مسبقة، ما يعني الاعتراف بدورها وإسقاط محاولات ومشاريع أمريكا وحلفائها الرامية إلى تغيير نظامها أو على الأقل تقزيم دورها في المنطقة ومحاصرتها في حدودها الجغرافية، وهذا ما عزز من الإحباط والقلق أيضاً لدى آل سعود ومن يدور في فلكهم.
ب ــ إن نجاح إيران في تعطيل المنظومات الالكترونية، ومنظومات المضادات للصواريخ والطائرات في القاعدتين الأمريكيتين في العراق وجه ضربة معنوية هائلة للأسلحة الأمريكية، وشكل ذلك إحباطا عند الأنظمة التي تمتلك الأسلحة وتعتبرها حصناً لها، ومنها نظام ال سعود نفسه، فهذه التطورات أكدت بما لا يقبل الشك والترديد أن إيران أثبتت وبالعمل الميداني أنها أحرزت تطوراً هائلاً في ميادين التسلح وباتت بعض أسلحتها تتفوق حتى على الأسلحة الأمريكية. وهذا ما اعترف به أكثر من خبير ومحلل عسكري أمريكي وصهيوني أيضاً.
ت ــ أثبت الرد الإيراني الصاروخي والدقيق الجرأة والحزم الإيرانيين اللذين حملا رسالة للقاصي والداني، مفادها أن إيران لا تتردد في مواجهة كل من يحاول النيل منها أو التطاول على مصالحها.
نأمل بأن هذه القناعة الجديدة لدى آل سعود، تكون عبرة ودرساً لهم، لمراجعة سياساتهم وتصويبها بالشكل الذي يصب في مصلحة بلادهم ومصلحة شعوب المنطقة. وبالتالي ترك حساباتهم ومخططاتهم وطموحاتهم المراهقة، والتوقف عن الانسياق مع المخططات الأمريكية الصهيونية الرامية الى تدمير المنطقة وشرذمة دولها وشعوبها بما فيها مملكة ال سعود.. فهل يتعض آل سعود من درس التطورات الجديدة، أم أنهم سينسونه بمجرد مرور العاصفة بسلام؟! لننتظر ونرى ولكن إطلالات النظام الأخيرة لا تشي بأن هذا النظام سوف يستفيد من هذا الدرس!! ولكن نقول وبلا مواربة أن عدم استفادة النظام من هذه التطورات ونتائجها، واستمر في حماقاته فأنه لا يحصد سوى الخيبة والخسران.
ارسال التعليق