النظام الإماراتي... الخندق المتقدم للعدو الصهيوني في عدوانه على الأمة!؟
[عبد العزيز المكي]
أن يقف نظام عربي متفرجاً على مذابح "إسرائيل" بحق الفلسطينيين واللبنانيين، وهي مجازر مروعة وبشعة تتكرر يوميا، بحق الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال العزل، مجازر يوغل النظام الصهيوني في الإصرار على ارتكابها وبدم بارد، في تحد واضح للشعوب العربية والإسلامية، وفي محاولات لترهيب ونشر أو بث الذعر والهلع في صفوف هذه الشعوب!.. نقول أن يقف نظام عربي متفرجاً على هذه المذابح، فهذا أمر اعتادته تلك الشعوب !! بسبب تخاذل هذه الأنظمة وجبنها، وبسبب ما عرفته هذه الشعوب عن ارتباطات هذه الأنظمة أو بعضها بالمستعمر الأمريكي، أي أنها عميلة!!.. لكن أن يصل ببعضها، مثل النظام الإماراتي إلى الوقوف بجانب العدو الإسرائيلي عسكريا وسياسيا واقتصاديا في عدوانه المتواصل على الشعبين الفلسطيني واللبناني خاصة وعلى الأمة بشكل عام !! فهذا لم تكن الأمة قد اعتادته، وهي تقف اليوم مذهولة متعجبة إزاء هذا الدعم الذي يقدمه نظام الإمارات إلى العدو الصهيوني في الوقت الذي تخوض فيه الأمة ممثلة بمقاومتها الفلسطينية واللبنانية صراعا ومعركة دامية وحامية الوطيس، يعتبرها العدو معركة وجودية ومصيرية، إذ يستخدم فيها هذا العدو كل أنواع الأسلحة الأمريكية الفتاكة والمحرمة دوليا، ويرتكب المجازر تلو المجازر في حرب إبادة شرسة وقاسية بحق أهالي فلسطين ولبنان!! وأمام هول وفظاعة هذه المجازر امتنعت بعض الأنظمة التي وصلت في مراحل تطبيعها مع العدو الغادر إلى مرحلة الإعلان الرسمي عن هذا التطبيع، امتنعت عن هذا الإعلان خوفا من غضب الأمة، وخوفاً من أن تفسر الجماهير هذا الأمر بأنه غطاء وتأييد للعدو في اقترافه تلك المجازر... بينما تجاوز النظام الإماراتي كل الحدود، وكل المشاعر، ضارباً بها عرض الحائط، ليقف بوقاحة وصلافة إلى جانب العدو في هذه المعركة المصيرية.. فوفق تقارير مسربة، الإمارات استغلت علاقاتها الوثيقة مع الحكومة الإثيوبية لتجنيد مئات العناصر منذ نهاية العام الماضي - أي منذ عملية طوفان الأقصى في ٧ أكتوبر من العام الماضي - ضمن خطة استراتيجية لدعم "إسرائيل" عسكريا !! وتقول هذه التقارير أن الإمارات ترى في استمرار القتال ضد حماس وحزب الله مصلحة استراتيجية مشتركة، ما جعلها توفر برامج دعم متعددة تتضمن تجنيد المرتزقة للقتال في صفوف جيش الاحتلال!!
أكثر من ذلك كشفت شهادات جديدة من سكان غزة عن مشاركة جنود إماراتيين بجانب قوات الاحتلال الصهيوني، في حملات دهم واعتقال، والتنكيل بالمعتقلين في قطاع غزة أو في عدة حالات، طبقا لما ذكرته بعض وسائل الإعلام، أكد المعتقلون أنهم استجوبوا من قبل جنود بلهجة إماراتية !! وشاهدوا دبابات ترفع علم العدو بجانب علم الإمارات!
وعودة إلى دور الإمارات في جلب المرتزقة للمشاركة في القتال إلى جانب العدو عند المقاومتين الفلسطينية واللبنانية ذكرت مصادر دبلوماسية بحسب ما أكدته وسائل إعلامية متعددة، "إن الإمارات توفر دعما ماليا لشركات عسكرية خاصة مثل "ريفن" أو "غلوبال سي إس تي" لتوظيف المرتزقة في صفوف الجيش الصهيوني بهدف المشاركة في العمليات العسكرية ضد حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني..".
کما "يتجلى التحالف العسكري بين الإمارات و"إسرائيل" في توفير الموارد اللوجستية والدعم المادي الذي يمكّن الجيش الإسرائيلي من استخدام مرتزقة من جنسيات مختلفة متعددة. كما أن الإمارات تعتبر حروب إسرائيل، في المنطقة بمثابة مواجهة مباشرة مع الأطراف التي تمثل تهديدا لمصالحها
هذا ونشر موقع the cradle الدولي تقريراً يتناول بالأرقام وبالتفصيل كيف تحمل دولة الإمارات وأنظمة التطبيع العربي الأخرى حرب "إسرائيل" على قطاع غزة وما تتضمنه من مجازر مروعة بحق المدينين الفلسطينيين، وعلى لبنان والمجازر المروعة المماثلة التي يرتكبها العدو بحق الشعب اللبناني، المدنيون منه من الأطفال والنساء خاصة!! وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن كلا من مجلة إنتلجنس أون لاين، intelligence online الفرنسية المتخصصة وصحيفة معاريف الإسرائيلية، كانتا قد ذكرتا في عام ٢٠١٨ ، "أن التعاون العسكري بين الإمارات و"إسرائيل" يزداد مكانة وتنوعا"!! من جهتها أيضاً، نشرت صحيفة ا"كسبرس" الفرنسية تقريراً بعد عمليات طوفان الأقصى، كشفت فيه عن الدعم السري الذي تقدمة دولة الإمارات العربية لإسرائيل في مواجهة حماس ونقل تقرير الصحيفة عن الباحث الإسرائيلي يوئيل جوز انسكي المتخصص في شؤون الخليج السياسية والأمنية في تل أبيب، توضيحه عن ازدواجية الإمارات في سياستها تجاه غزة بالقول: "هذه هي معضلة الإمارات العربية المتحدة برمتها. إنهم يريدون إظهار دعمهم للفلسطينيين، وسحق حماس، وراء الكواليس، يقولون لنا في كثير من الأحيان، انه يجب علينا وضع حد لهذه المنظمة إلى الأبد" هذه الفقرة بالتحقيق الدولي الذي أجري في تموز 2024 حول الدعم الإماراتي العسكري للعدو في عدوان الإبادة الذي يشنه على أهالي غزة، حيث نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني تقريراً أجرته شبكة التحقيق الاستقصائية البلقانية، وصحيفة "ها اريتز" ، في شهر حزيران ٢٠١٤ ، ونشره موقع "بلقان إنسايت" بعنوان "من بلغراد إلى بئر السبع" كشف عن صادرات أسلحة للشركة التي تملكها الدولة الصربية بلايين الدولارات من صربيا إلى "إسرائيل" ولكن الشركة لديها علاقات طويلة مع الإمارات وأورد التحقيق أن شركة "يوغو إمبورت - أس دي بي ار" صدرت أسلحة قيمتها 1/17 مليون دولار إلى إسرائيل، عبر الطائرات العسكرية، وكذا الطائرات المدينة!! هذا أولاً.
وثانيا: لم يكتف النظام الإماراتي بالدعم العسكري المباشر للعدو الصهيوني، كما مر بنا، وحسب بل عمل مستخدماً نفوذه وأمواله لمنح العدو موطئ قدم في أفريقيا وفي اليمن، ليؤمن له عمقاً جغرافيا واستراتيجيا، ومساعدته في إنشاء قواعد عسكرية تشكل مراكز تهديد ورأس حربة في مواجهة العالمين العربي والإسلامي.. ففي هذا السياق ساهمت أبو ظبي في إقناع حكومة ارض الصومال بالموافقة على إنشاء قاعدة "إسرائيلية"، مقابل اعتراف تل أبيب بهذه المنطقة كدولة مستقلة. كما وافقت الإمارات على تحويل هذه القاعدة لتعزيز الوجود الإسرائيلي. هذا وكشفت منصة "ايكاد" في تحقيق لها عن أسرار التغييرات الأخيرة في قاعدتي بوصاصو وبربرة في الصومال، وكيف تشابكت مع المصالح الإماراتية الأثيوبية الإسرائيلية ودورها في التكتيكات الدولية لمواجهة تهديدات الحوثي في اليمن! وتناول التحقيق، تطوير الإمارات قاعدتين تسيطر عليهما في الصومال هما بربرة وبوصاصو، مع الكشف عن جسر جوي قادته طائرات عسكرية من الإمارات إلى تلك القواعد، بجانب معلومات كشفها الجسر الجوي تشير إلى دخول أثيوبيا في رحلة التطوير العسكري في إحدى القاعدتين بالتوافق مع الإمارات وعلاقة هذه التطورات بالحرب على غزة والحوثيين وإسرائيل، وهو ما يعني أن النظام الإماراتي يعمل بكل جد ويسخر كل إمكاناته العسكرية والمالية ونفوذه كما اشرنا من أجل تمكين العدو الصهيوني وتقويته عسكرياً عبر زرع مثل هذه القواعد لتهديد أنصار الله في اليمن، والمقاومة في غزة !! وللإشارة أن هاتين القاعدتين تقعان تحت النفوذ الإماراتي، حيث تدير أبو ظبي قاعدة بربرة منذ عام ٢٠١٦ ، وقاعدة بوصاصو منذ عام 2017م، بموجب عقود وقعتها شركة موانئ دبي العالمية لتطوير وإدارة موانئ القاعدتين مع حكومة "أرض الصومال" وبحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فان الإمارات استخدمت قاعدة بو صاهو لأغراض عسكرية في مواجهة إيران والحوثيين، وفي دعم الجماعات العسكرية الموالية للإمارات في جنوب اليمن.. واظهر التحليل تطوراً هائلاً في هذه القاعدة خصوصاً بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر ٢٠٢٣، حيث أصبحت تضم مطارا عسكرياً ومرابض للطائرات المقاتلة واستحكامات أخرى بالإضافة إلى نشاط الطائرات العسكرية الصهيونية والأمريكية والإماراتية، وأكد التحليل، وطبقاً لما أثبتته صور الأقمار الاصطناعية، أن قاعدة بربرة هي الأخرى شهدت مثل هذا التطور والنشاط العسكري على غرار قاعدة بوضاهو !! وهذا ما أكدته صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية والتي قالت إن هذه القاعدة ستتيح للعدو تنفيذ عمليات عسكرية ضد أنصار الله.. من جهتها أكدت بوابة "إمارات ليكي" أن النظام الإماراتي قام بدور فعال في تمكين العدو من إنشاء وجود عسكري في هاتين القاعدتين!! ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المجال، هو أن النظام الإماراتي كما هو معروف ومنذ إعلان علاقاته التطبيعية مع العدو ذهب بعيداً في تعاونه العسكري مع هذا العدو، إلى جانب تعزيزه أواصر هذا التعاون في المجالات الأخرى، فقد أكد اليمنيون مرارا وتكراراً أن النظام الإماراتي حول جزر سقطري وعبد الكوري وحنيش وغيرها من الجزر المحتلة والمشرفة على مضيق باب المندب إلى قواعد عسكرية للعدو، والولايات المتحدة أيضاً، بل مكن بن زايد الصهاينة في إيجاد وجود عسكري لهم في محافظة المهرة وفي محافظة حضرموت، كما استغل العدو القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في الإمارات، لينضم إليها وليؤسس له وجودا ضخماً في هذه القواعد من أجل تقوية حضوره العسكري، وهذا ما أكده الخبراء في المنطقة، وأكدته حتى الصحف الأمريكية والبريطانية فضلا عن الخبراء الصهاينة والغربيين !!
يتبع...
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق