تسابق بقرات الخليج نحو مسلخ الخيانة، وأحلامها نحو الانهيار
[جمال حسن]
لا غرابة أن تنقلب أنظمة الخيانة والعمالة الخليجية على الثوابت العربية والقومية والإسلامية فيما يخص فلسطين وقضيتها المقدسة، وتهرول مسرعة نحو مسلخ الإنبطاح والتطبيع مع العدو الصهيوني في ظل الظروف الراهنة البالغة الحساسية، حيث العلاقات بين أبناء العم تمضي أكثر من خمسة عقود أي منذ اتفاق "أبراهام" كانت قائمة بالسر بين أنظمة مصطنعة تؤدي أدوارا وظيفية في خدمة قوى الهيمنة الاستعمارية، فجاء دورها العلني لتوجه طعنة بالظهر لمن ينادي بتحرير القبلة الأولى للمسلمين من براثن الشرك وأعداء الله ورسوله.. حيث ما أحلى وصفهم من قبل الشاعر الشهير أحمد مطر: كل أبناء السمو والمعالي تحت نعالي، فقيل لي عيبا فكررت مقالي، ثم قيل لي عيبا فكررت مقالي، فانتبهت إلى سوء مقالي، فقدمت اعتذاري لنعالي..
دخلوا معترك الركوع لغير الله سبحانه وتعالى عودة إلى وثنيتهم الأولى دون خجل أو وجل، بذريعة إقامة سلام لتحقيق حل الدولتين وأنهم يخطون خطوة مصر كامب ديفيد الخيانية دون أن يعوا أنه هناك الفارق الكبير بين ذاك وهذا رغم أن الحصيلة واحدة وهي الركون للمحتل الغاصب، لكن كامب ديفيد كانت عبارة عن خروج مصر من الصراع مع الكيان الصهيوني دون تطبيع ودخول حلف عسكري أو أمني معه، ولم نشاهد مصريون يتغازلون مع المجرم "نتن ياهو" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اما ما يحدث بين السعودية وضجيعاتها البقرات مع الكيان المحتل هو دخول للصراع كشريك للإسرائيلي أمنياً وعسكرياً واقتصادياً وتجارياً وإعلاميا وفنياً ورياضياً واجتماعياً و.... حيث سيكون كل عملاء البترودولار في لبنان وسوريا والأردن وفلسطين ودول المغرب العربي في صلب هذا الصراع (كعبيد) وليس كشركاء وبدأنا نقرأ ونسمع ذلك من أتباعهم في الساحة العربية والإسلامية بكل وضوح، والمعركة القادمة في المنطقة مع المحور الصهيوني إنما ستكون مع هؤلاء جميعاً.
الوقاحة والنذالة والعمالة بلغت ذروتها في أنظمة الحكم الموروث الخليجي عندما يستهجن المتعجرف "نايف العجرف" الأمين العام لمجلس التعاون "ما ذكر من مغالطات وتشكيك بمواقف دول المجلس التاريخية والداعمة للحق الفلسطيني" - حسب وصفه، مطالبا "القيادات الفلسطينية المسؤولة، والتي شاركت في اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، بالاعتذار عن هذه التجاوزات والتصريحات الاستفزازية والمغلوطة والتي تتنافى مع واقع وتاريخ العلاقات بين دول المجلس والشعب الفلسطيني الشقيق!!"- متجاهلاً كتجاهل العواهر لأفعالها الشنيعة كل الغدر والخيانة والطعن بالظهر من قبل الأنظمة الخليجية لقضية الأمة الأولى فلسطين طيلة عقود متمادية متشدقاً بالقومية التي يفتقدها وأسياده البقرات المنبطحة الزاحفة نحو مسلخ ترامب الانتخابي بكل وقاحة وبلطجة.
ليتهم كأخوة يوسف يندمون على فعلتهم ويتوبون، لكنهم يصرون على أن "يكذبون بمنتهى الصدق، ويغشون بمنتهى الضمير، وينصبون بمنتهى الأمانة، ويخونون بمنتهى الإخلاص، ويدعمون أعدائهم بكل سخاء، ويدمرون بلدانهم بكل وطنية، ويقتلون إخوانهم بكل إنسانية، وعندهم مناعة ورفض في تطوير الذات والتقدم والبحث العلمي وتبلد ذهني للغاية" - أحمد مطر؛ أن أعراب أضحوكة للعالم برمته.. دفعت السعودية والإمارات لأمريكا المليارات من أجل مساندتها في حصار قطر، فقامت الأخيرة ودفعت لأمريكا المليارات من اجل تخفيف تأييدها للحصار. ثم أقدمت الرياض وأبو ظبي بدفع مليارات أخرى ليصرح ترامب بان قطر دولة تدعم الإرهاب، فما كان من الدوحة إلا أن دفعت أكثر ليصرح بومبيو بأقوال تتناقض مع ما أعلنه ترامب، و....هكذا يستمر المزاد العلني بين البقرات الحلوب والراعي لمن يدفع أكثر دون النظر لمصلحة الأمة.. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.
كل المبررات التي يسوقها الحكام المتسلطون على رقاب شعوبنا الخليجية لا يمكن أن تبرر خيانتهم العظمى والطعنة المؤلمة للشعب الفلسطيني وقضايا الأمة العادلة. سيرتد على مستقبل عروشها عما قريب بعد تحقيق أحلام البوفالو الأمريكي في الانتخابات الرئاسية القادمة، لتتركها عرضة لمرحلة ثالثة من الربيع العربي وفي مقدمتها سلطات مملكة الفتنة بلاط آل سعود الذي استباح جميع المقاسات والمستويات، الراعية والممولة لكل الخيانات والعمالات في المنطقة وهي حامية الكيان الصهيوني ولولاها لم يجرؤ هؤلاء الصعاليك على ما أقدموا عليه؛ سيواجه يقظة الشعوب العربية والإسلامية الحرة وخصوصا الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة وسائر حركات المناهضة في المنطقة، المتمسكة بحق الشعب الفلسطيني بتحرير أرضه كاملةً والرافضة لكل أشكال التطبيع والتعاون مع هذا الكيان الغاصب، والتي سيكون النصر حليفها بإذن الله.
"نوعا لانداو" مراسلة الشؤون الدولية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية كشفت النقاب من أن "أعضاء الوفد البحريني المشارك في التوقيع على اتفاق سلام مع "إسرائيل"، حاولوا في الساعات الأخيرة أن يعرفوا من المندوبين الأمريكيين تفاصيل النسخة الفعلية التي سيوقعها وزير خارجيتهم في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، ورئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو"، لكن دون جدوى".. تزامن ذلك مع ما نقلته صحيفة "الوطن" البحرينية عن وزير الداخلية البحريني الفريق أول "راشد بن عبدالله ال خليفة"، قوله ان "الاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل" يأتي في إطار حماية مصالح البحرين العليا والتي تعني حماية كيان الدولة.. وإذا كانت فلسطين قضيتنا العربية، فالبحرين قضيتنا المصيرية "!!.
العجرف تمادى بتصريحاته قائلاً: "ما صدر من القمم الخليجية من دعم وحرص دول مجلس التعاون على القضية الفلسطينية والدفاع عنها باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى.. فتاريخ دول المجلس يشهد بتلك المواقف الراسخة والداعمة بعيدا عن المتاجرة بالقضية الفلسطينية" أكاذيب بمنتهى الوقاحة لشخص غسل ماء وجهه ببوله (أجلكم الله)؛ ثم لنسأله عن أي دعم عملي أقدمت عليه بقرات ترامب طيلة العقود الثمانية الماضية، منذ أن أفشل عبد العزيز آل سعود الثورة الفلسطينية عام 1936 بإيفاده ابنه فيصل ووعوده الكاذبة المعسولة خدمة للمستعمر البريطاني في إقامة دولة "لليهود المساكين" وحتى يومنا هذا؟؟!!.
مسؤولون صهاينة ينفون التراجع عن خطة الضم الإسرائيلية بعد توقيع اتفاقيتي السلام والتطبيع الكامل مع الإمارات والبحرين في البيت الأبيض مساء الثلاثاء، حيث أعلن رئيس الكنيست "ياريف ليفين"، في حديث له إلى خطة الضم الإسرائيلية على ضوء توقيع اتفاقيتي السلام، وقال: "لا يوجد أي تنازل عن خطة الضم. فالدولة لم تقم مرة واحدة، وعملية الضم لن تتم في يوم واحد، وسنبلغ ذلك". فيما كشف سفير "إسرائيل" لدى واشنطن ومندوبها الدائم في الأمم المتحدة "غلعاد اردان"، إنه تحدث مع نتنياهو، وأن مخطط الضم لم يحذف من جدول الأعمال الإسرائيلية".. فيما قال عضو الكنيست "عوزي ديان" الشهر الماضي بعد إعلان الإمارات التطبيع مع "إسرائيل"، إن "السلام مع الإمارات هو من دون شروط، وسلام مقابل سلام، وليس سلام مقابل أراضي"- وفق موقع "إسرائيل نيوز 24" .
قضية فلسطين هي قضية عقيدة ودين وشرف وعزّة وكرامة لا تقبل المساومة ولا المهادنة أبدًا ما بقي في عروق المسلمين قطرة دم.. لكن الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستجري بتاريخ 30/11 /2020، وترامب يخوض حرباً مع الوقت ليظهر نفسه خادماً للمصالح الصهيونية ليسجل انتصارات وهمية من خلال التطبيل والتزمير والمهرجانات الإعلامية والإدعاء بأنه حقق إنجازات تاريخية في حفل توقيع معاهدة الخيانة مع العدو الصهيوني مساء الثلاثاء، بعدما سجلت استطلاعات الرأي تفوق غريمه "جو بايدن" عليه. والوثائق التاريخية تؤكد أن العلاقات الخليجية الإسرائيلية قائمة منذ أكثر من خمسة عقود انكشف أمرها عام 1994 إثر الزيارة السرية التي قام بها "يوسي ساريد" وزير البيئة الصهيوني في حكومة "إسحاق رابين" العاصمة البحرينية المنامة على رأس وفد دبلوماسي رسمي كبير للمشاركة في المناقشات الإقليمية حول القضايا البيئية تمهيداً لاتفاق التطبيع العلني الحالي.
ارسال التعليق