"شالوم" وطرب راقص في شهر رمضان بلاد الحرمين!!
[علي ال غراش]
بقلم: حسن العمري
"وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا" - الإسراء: 16. هي حقيقة ما نعيشه اليوم في بلاد الحرمين الشريفين، بلاد الوحي والرسالة والتنزيل، التي تربى أهلها على ترانيم وتراتيل آيات الذكر الحكيم خاصة في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك، شهر نزول القرآن الكريم تلك الرسالة السماوية السمحاء التي أخرجت البشرية من الظلمات الى النور، ومن الجهل الى الحقيقة المنادية بالعز والكرامة والعدل والمساواة، ورفض العبودية لغير الله سبحانه وتعالى؛ وإذا بنا نشهد هتك الحرمات والمقدسات ودفع الشباب نحو اللهو والطرب بدلاً من تلاوة آيات الذكر الحكيم.. "تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" - البقرة: 229، و"ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ"الحج: 30.
نشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي «تطبيق سنا شات لمشاهير بالسوشيال ميديا» تظهر فيه حفلاً من أكبر الاحتفالات الموسيقية المختلطة حتى الآن في قبلة العالم الاسلامي، أحياه موسيقيون عالميون وحضره عدة آلاف من الرجال والنساء السعوديات بشكل مخجل في أحد فنادق العاصمة الرياض.. حفل مجون وفسوق ورقص مختلط ونحن نعيش أيام الشهر الفضيل؛ ما دفع أصحاب الإيمان والوعي والعقيدة والوطنية الى تدشين وسماً تحت عنوان "#بارتي_مختلط_في_رمضان"، عبروا فيه عن غضبهم وسخطهم وإستغرابهم من إقامة مثل هذا الحفل الساكر الفاجر خلال شهر رمضان المبارك، وهو ما يخالف بجد قيم المجتمع السعودي وأصول الشريعة الاسلامية؛ والذي أحيته فرقة "ذا بلاك آيد بيز" الأمريكية، والمغني الإسباني إنريكي إيغلسياس المعلوم الحال، وأظهرت صور على الإنترنت حضوراً مشتركاً من النساء والرجال في الحفل.
الفاجعة الكبرى تكمن بزيارة وفد صهيوني سياسي إستخباراتي رفيع المستوى مكون من أربعة اشخاص، سرية للرياض قبل أيام ألتقى خلالها مسؤولون سعوديون بينهم ولي العهد، للتنسيق والتمهيد لمؤتمر المنامة الاقتصادي المزمع عقده في البحرين كمرحلة رسمية أولى في 25 و26 يونيو المقبل لبدء تطبيق وتنفيذ ما يسمى "صفقة القرن" بتجهيزات إسرائيلية أمريكية سعودية بإشراف ورئاسة وزير المالية الإسرائيلي “موشيه كحلون”.. حيث إستمرت الزيارة للرياض 24 ساعة توجّه بعدها الوفد الى الإمارات لمناقشة نفس الملفات التي حملها للسعودية، مع المسؤولين الاماراتيين.
تقارير إسرائيلية كشفت عن وجود تحضيرات جارية لزيارة يقوم بها وفد إسرائيلي رفيع المستوى ربما يكون رئيس الوزراء نتياهو ضمنه، الى السعودية أوائل 2020، تلبية لدعوة محمد بن سلمان كبادرة حسنة نية تعلن خلالها بدء العلاقات الرسمية بين الرياض وتل أبيب بالعلن بعد أن كانت ولعقود طويلة بالخفاء تحدد ملامح التحالفات الجديدة في الشرق الأوسط لمواجهة ايران وتطبيق الخطة الأمريكية المعروفة بـ"صفقة القرن" حسب ما كتبه الباحث الإسرائيلي "ميخال باراك" في مقاله بمجلة "يسرائيل ديفنس" للعلوم العسكرية؛ في وقت تمنع فيه السعودية دخول المسلمين الى أراضيها وتعتقل النشطاء والدعاة ورجال الدين لمعارضتهم سياستها العدوانية في المنطقة خاصة في عدوانها على اليمن كما حصل مع حجاج قطر وسوريا.
تمهيداً للتقارب بين آل سعود والكيان الصهيوني، أفاق أهالي المدينة المنورة على وجود لافتات في شوارعها ومنها من تم وضعها فوق بئر عثمان المشهور في المدينة، كتب عليها أن البئر كان مملوكا سابقا ليهودي عاش في المدينة، باعه للخليفة الثالث عثمان بن عفان؛ ترحب بعدة لغات بالوفود الإسرائيلية القادمة الى المملكة ومنها ما كتب باللغة العبرية "شالوم"؛ كاشفاً "باراك" عن موافقة السعودية على صفقة القرن والاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لـ(إسرائيل). تزامناً مع ذلك كشف خبير الشؤون العربية في القناة 13 الإسرائيلية المقرب من الموساد "تسيفي يحزكيلي" في مقابلة مع صحيفة "معاريف" العبرية، أنه سيتم بناء كنيس يهودي في السعودية قريباً كتمهيد لفتح الباب أمام السواح اليهود للممكلة.
الشيخ الدكتور الغامدي قال في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام، "المسلم حقاً من تكون تقوى الله هي شعاره طيلة عمره وأن يكون شغله الشاغل فعل الطاعات واجتناب المنكرات والمعاصي.. إن من أشنع الفجور وأكبر الكبائر عند الله أن يتورط المرء عن عمدٍ وإصرار في إنتهاك حرمة الزمان والمكان خاصة في المملكة العربية السعودية". كلام يعكس ببساطة مدى الفاجعة الكبيرة التي عصفت في الشارع السعودي خلال السنوات الأخيرة، ويتناقض كل النقض مع ما قاله عائض القرني أحد أهم مشايخ "الدعوة" حيث أثارت تصريحاته جدلاً كبيراً في الوسط السعودي وهو يتبجح أمام شاشة فضائية "روتانا الخليجية" بأنه "مع الإسلام الذي نادى به الأمير محمد بن سلمان" أي الحالة المخجلة التي تتفشى في وسط شبابنا بين رقص وسكر وإلحاد وفسق وفجور تنفيذاً لوعود الإصلاح التي أطلقها دب آل سعود الداشر أمام الإعلام العالمي عام 2017؛ في وقت وصفت شبكة "بلومبيرغ" الأمريكية حفلات الرقص المختلط في السعودية بأنها محاولة لإخفاء "الجانب المظلم" لولي العهد السعودي.
لا زال الشارع السعودي يتذكر مهرجان "شتاء طنطورة" الشهير في يناير/كانون الثاني الماضي بمدائن صالح بمحافظة العلا والذي كان يحمل أسم “مدينة الحِجر” قديماً ويعود الى ديار ثمود الواقعة في المدينة المنورة وتبوك بمشاركة راقصة عارية، وبأوامر مباشرة من أبو منشار- حسب رئيس الهيئة العامة للترفيه الذي سارع بعد إرتفاع وتيرة معارضة الشارع على هذا التجاسر على المعتقدات الاسلامية والاخلاقية للمجتمع السعودي، الى الاعلان وفي مؤتمر صحفي في شباط/يناير الماضي عن نية الهيئة إطلاق مسابقة لأجمل تلاوة للقرآن الكريم في شهر رمضان، وتخصيص جوائز بملايين الريالات لها، لكن السعوديين لم يروا أيّة ملامح للمسابقة خاصة أن شهر الصيام آيل الى نهايته، وحفلات الرقص الماجن والمختلط تقام على قدم وساق في الرياض وأماكن أخرى.
كشف معلقان إسرائيليان: إن مؤتمر البحرين يتبنى بالمطلق تصور نتنياهو لـ"السلام الاقتصادي"، وشدد "يوسي ميلمان" في تحليل نشره موقع "معاريف" يوم السبت الى أن "صفقة القرن" ستنتنهي الى الفشل كما إنتهت إليه كل خطط التسوية التي اقترحتها الإدارات الأميركية المتعاقبة.. بدوره كتب "عكيفا إلدار" في تحليل نشرته النسخة العبرية لموقع "المونيتور"، إن الدعوة لتنظيم مؤتمر المنامة تستند الى موقف عنصري تجاه العرب والفلسطينيين، وأنه يمثل إستخفافاً عنصرياً بالعرب وتحديداً الشعب الفلسطيني"؛ مشددان أن مؤتمر المنامة الاقتصادي يتنبى الرؤية الإسرائيلية في التسوية مع الفلسطينيين بدعم من ابن سلمان.
المستشار في مكتب رئيس الوزراء الصهيوني "نتنياهو" ومسؤول الإعلام "إيدي كوهين" كشف هو الآخر في مقابلة له على قناة I24 “الإسرائيلية” يوم الخميس الماضي، عن أن السعودية هي من يمول ويدعم ورشة “الإزدهار من أجل الإسلام” التي تنظمها الإدارة الأمريكية في البحرين ضمن أولى مراحل إعلان "صفقة القرن". متابعاً، أن السعودية هي أم دول مجلس التعاون فإذا وافقت فالكل الخليجي أصبح مع "إسرائيل" دون الإلتفات للقضية الفلسطينية.. كاشفاً أن الرياض ستحتضن المؤتمر الثالث أو الرابع في إطار "صفقة القرن".
ارسال التعليق