شق قناة سلوى؛ حقيقة أم حرب إعلامية خليجية؟
[ادارة الموقع]
أعاد مستشار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، سعود القحطاني، عبر تغريدة على مدونته الخاصة على "تويتر"، موضوع "شق قناة سلوى البحرية" إلى الواجهة الإعلامية، وكثرت التساؤلات حول أسباب العودة إلى هذا الموضوع مجددا بعد أن خفت بريقه خلال الأشهر الماضية وكاد يصبح في دائرة النسيان.
القحطاني كتب على "تويتر": "أنتظر بفارغ الصبر والشوق تفاصيل تطبيق مشروع #قناة_جزيرة_شرق_سلوى. هذا المشروع العظيم التاريخي الذي سيُغيّر الجغرافيا في المنطق"، وأضاف إن "تغيير الجغرافيا لا يقدر عليه في كوكب الأرض إلا قادة هذه البلاد الطاهرة العظيمة".
قناة سلوى
مشروع قناة سلوى مطروح منذ شهر نيسان الماضي، ومن خلال هذا المشروع ستتحول قطر من شبة جزيرة إلى جزيرة عائمة على المياه الخليجية، وسيكون هذا الموضوع في حال حدوثة مكلف جدا لدولة قطر التي كانت تعتمد على المعبر البري مع السعودية بشكل كبير لتأمين حاجاتها الأساسية وحاجات مواطنيها.
وكان أول من نشر هذه الخبر موقع "سبق" السعودي المقرب من السلطات السعودية، حيث تحدث الموقع عن قناة سيتم حفرها بين منطقة سلوى و خور العديد، وبحسب الجهات السعودية فإن الغاية من هذا المشروع، ا الإسهام في "التنشيط السياحي" بين دول الخليج عبر الرحلات البحرية، وهو مشروع ينتظر صدور الموافقة الرسمية عليه، والترخيص له ليصبح قيد العمل خلال نحو سنة واحدة فقط.
ووفقاً للتقارير الإعلامية السعودية، فإن هذه القناة ستمتد بطول 60كيلومترا، وبعرض 200 مترا، وعمق 20 مترا. وتشير التقديرات الأولية للتكلفة بنحو 747 مليون دولار.
ومن المقرر انشاء قاعدة عسكرية سعودية في جزء من الكيلو الفاصل بين الحدود القطرية وقناة سلوى البحرية، بينما سيتم تحويل الجزء المتبقي إلى مدفن نفايات للمفاعل النووي السعودي، فيما سيكون محيط المفاعل النووي الإماراتي ومدفنه في أقصى نقطة على الحدود الإماراتية القريبة من قطر.
التداعيات
في الخامس من حزيران/يونيو 2017، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن علاقاتها الدبلوماسية مع قطر متهمةً إياها بدعم "الإرهاب"، وفي حينها نفت السلطات القطرية هذه الأخبار واعتبرتها محض افتراء يراد منها غايات أخرى.
وبعد الفشل الأول لولي العهد السعودي في احداث أي تغيير في الموقف الرسمي القطري تجاه مجموعة من القضايا، أبرزها العلاقة مع ايران والأهم منها القبول بالرضوخ لأوامر السعودية، عرضت السعودية على قطر عرضا مكوناً من 13 بند، لم تقبل به قطر، والأنكى من هذا أن السعودية هي من حوصر وليس قطر، فبينما وقف جميع أصدقاء قطر إلى جوارها، لم يحدث الأمر نفسه مع المملكة.
وحالياً تشهد الرياض خسارة ليس فقط في الحلفاء الإقليميين والدوليين، ولكن حتى من حلفائها العرب، وهناك خسارة حقيقة تمر بها السلطات السعودية لاسيما في العلاقات الدبلوماسية، وبرز هذا الموضوع بشكل جلي في الأزمة الأخيرة مع كندا، وحتى واشنطن التي أعطتها الضوء الأخضر في قصف اليمن، اليوم تضغط عليها و(تحذرها) من استهداف المدنيين هناك، وكأن تأثير الدولارات على ترامب فقد بريقه، ويحتاج الرئيس التاجر مجددا إلى جرعة جديدة من الأموال، ربما في الظروف الاقتصادية المعقدة التي تمر بها المملكة سيكون من الصعب جدا تنفيذها، وهذا يفسر لنا سبب توجهها شرقا نحو روسيا.
الهروب نحو الأمام
من اللافت جدا لمن يتابع سياسة بن سلمان، أن هذا الأمير الشاب لا يريد التعلم من أخطائه التي تدل على ضعف حقيقي في القدرة على ادراة ملفات البلاد وعلاقاتها، ودائما نجده يهرب إلى الأمام في أزمة، وعوضا عن سعيه للانفتاح على العالم كما كان يدّعي عندما وصل إلى ولاية العهد، نراه يتقوقع على ذاته ويتجه نحو العزلة أكثر فأكثر.
كيف يمكن لمواطن سعودي أن يصدق أن بلاده قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع كندا فقط لأن الأخيرة طالبت بالإفراج عن معتقلي الرأي، وهو الأمر نفسه الذي كان يطالب به بن سلمان من خلال حديثه على تقديم نموذج سعودي مختلف للعالم "أكثر انفتاحاً"، ولكن ما يحصل اليوم يدفع المواطنين للترحم على أيام زمان، فلا اقتصاد معافى، وهروب مطرد للمستثمرين، وزيادة العجز في الميزانية، وفشل في تنفيذ المشاريع الاقتصادية لا سيما مشروع "2030"، وعجز عن طرح اسهم للبيع في شركة ارامكو، والدخول في حروب وأزمات دبلوماسية مع دول الجوار،فبعد كل ما تقدم هل سينقذ مشروع قناة سلوى السعودية من ازماتها، ويجعلها تنفتح سياحيا على العالم، وتُختصر "رؤية2030" على هذا المشروع أم أن الموضوع اعطاء آمال وهمية جديدة للشعب؟.
ارسال التعليق