قمة كوالالمبور الإسلامية ...والانزعاج السعودي من انعقادها
[عبد العزيز المكي]
بقلم: عبدالعزيز المكيأن يجتمع قادة الأمة الإسلامية ومفكروها وخبرائها، ويلتقون لتدارس ومناقشة وضع هذه الأمة ودولها، والتحديات التي تواجهها، والأخطار التي تتعرض لها، فذلك عين الصواب والحكمة والعقل، بل إن مثل هذه اللقاءات مطلوبة وضرورية لوضع الخطط والبرامج والإجراءات لدفع الأخطار عن هذه الأمة ورفع التحديات والأزمات التي تتعرض لها، وهذا ما ينطبق على القمة الإسلامية الأخيرة التي عقدت في 18-21 من كانون الأول الجاري في العاصمة الماليزية كوالالمبور، والتي كان قد دعا إليها رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، قبل فترة، بهدف النهوض بالدول الإسلامية ورفع الأخطار عنها وحل مشاكلها وأزماتها دون الرجوع أو الاتكاء على الدول الكبرى، ومنها أمريكا أو الدول الغربية التي تشكل أحد الأسباب الرئيسية في معاناة هذه الأمة وفي مآسيها وأزماتها..
غير أن اللافت وأيضاً المثير للاستغراب، هو أن نظام ال سعود عارض انعقاد هذه القمة ورفض دعوة رئيس الوزراء الماليزي لحضورها، وراح يبذل كل جهوده الدبلوماسية والمالية والإعلامية لإفشالها وتعطيلها والحيلولة دون انعقادها.. فشنَّ حملة إعلامية لإفشالها وتعطيلها والحيلولة دون انعقادها.. فشنَّ حملة إعلامية مكثفة في وسائل إعلامه ضد عقد هذه القمة، وزعم إنها تهدف إلى "شق الأمة" وأنها لا يمكن أن تُعتبر النافذة أو المساحة التي تناقش فيها قضايا الأمة! لأن الإطار الذي يجب أن تناقش فيه قضايا الأمة هو منظمة التعاون الإسلامي بنظر آل سعود!، ثم إن سلمان اتصل هاتفياً بنفسه بمهاتير محمد، وتلاسن معه حول دعوته لعقد هذه القمة، رغم أن الرجل حاول طمأنته بأن هذه القمة ليست بديلاً عن منظمة التعاون الإسلامي، لكنها تشكل منصة أو منتدى لتدارس مشاكل الأمة ودولها وما تعانيه من أزمات اليوم، ليس هذا وحسب، سخر نظام ال سعود قوته المالية للضغط على قادة بعض الدول الإسلامية من أجل منعها من حضور القمة، كما حصل مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الذي ذهب إلى السعودية في زيارة تمحورت حول هذا الموضوع، فعمران خان رغم انه صاحب الفكرة، فكرة عقد هذه القمة إلى جانب رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لإقامة تكتل إسلامي قوي يأخذ على عاتقه حل مشاكل الدول الإسلامية والنهوض بها إلا إنه اعتذر عن حضور القمة، حيث قيل إن نظام ال سعود هدد عمران بسحب القرض السعودي البالغ خمسة مليارات دولار من البنوك الباكستانية وطرد العمالة الباكستانية من السعودية والتي يبلغ عددها حوالي أربعة ملايين باكستاني، طبقاً لما ذكره الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وبالتالي تخلف عمران عن حضور القمة وحضر بدله وفد منخفض المستوى كما نجح نظام ال سعود في منع الرئيس الاندنوسي في الحضور الذي هو الآخر أناب عنه وفد متواضع لحضور القمة..
وإلى ذلك فأن نظام ال سعود سخّر حلفائه وأتباعه وعملائه في الهجوم على القمة وتشويهها.. وما إلى ذلك، فالنظام الإماراتي المغرم بالتطبيع مع العدو الصهيوني اعتبر القمة "غير مبررة" وكشفت صحيفة (ذا نيوز) الباكستانية أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد نقل قلقه من مشاركة باكستان في القمة إلى قائد القوات الباكستانية الجنرال قمر جواد بجوا في 14 من كانون الأول الجاري أما ضاحي خلفان فقد اعتبر في تغريدة له أن "مؤتمر قمة إسلامية بدون السعودية مؤتمر بلا قمية بحسب زعمه" فيما ذهب وزير الخارجية البحريني أحمد بن خالد آل خليفة إلى ذات المعنى وهكذا فأن نظام ال سعود جند حتى من "العلماء الوهابيين" للهجوم على القمة فضلاً عن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.. يوسف العثيمين.. الذي قال: "إن منظمة التعاون الإسلامي جامعة لكل المسلمين وأي عمل إسلامي مشترك يجب ان يتم في إطار المنظمة" على حد زعمه، وأردف في هجوم واضح على القمة: إن "أي عمل خارج المنظمة سيضعف القوة التصويتية للعالم الإسلامي أمام المجتمع الدولي. أيُّ إضعاف لمنصة منظمة التعاون الإسلامي إضعاف للإسلام والمسلمين" على حد مزاعمه وأقواله.. يبد أن داعية ال سعود المقرب من الديوان الملكي وإمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة صالح المغامسي، ذهب إلى أبعد من ذلك في الهجوم على القمة، عند ما جعل "خلافة المسلمين لمن يقوم بحماية الحرمين الشريفين وهو ما تقوم به السعودية"!! بحسب زعمه مستعيناً بأمثلة تاريخية طوعها وحشرها ليسند بها إدعاءاته ومزاعمه الآنفة!! وأضاف هذا الداعية "الحصيف"، ليضفي القدسية على منظمة التعاون الإسلامي! بالقول "إنهم أخطأوا خطأً كبيراً- موجهاً كلامه لمن حضر القمة_ لأن هناك ما يعرف بمنظمة التعاون الاسلامي، والله سبحان وتعالى يقول "وأتوا البيوت من أبوابها!" بحسب زعمه.. وتابع قائلاً:- "إن منظمة التعاون الإسلامي في السقيفة التي تظل جميع الدول الإسلامية، فلا يمكن تجاوزها، وعقد قمة بدونها"!.
ولكن السؤال.. هل فعلاً منظمة التعاون كذلك، فمثلما قال رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، أن هذه المنظمة لم تقم منذ نشوءها قبل خمسين عاماً ولحد اليوم بأي انجاز للمسلمين إنما على العكس تماماً فقد حولها النظام السعودي إلى:
1ـ ذراع من اذرعة وزارة خارجية ال سعود، فبدلاً من أن تهتم هذه المنظمة بأمور الدول الإسلامية قاطبة وشؤونها ومشاكلها بشكل متساو دون الميل لطرف أو لدولة على طرف آخر أو دولة أخرى، أصبحت معاييرها الأساسية وضوابط سياساتها ومواقفها واهتماماتها، هي مصالح نظام ال سعود ومواقفه، فظلت هذه المنظمة تميل حيث يميل هذا النظام، وتمارس التغطية والتضليل على سياسات النظام العدائية للإسلام وللمسلمين، فأيدته في الهرولة والتطبيع مع الكيان الصهيوني، وفي التفريط بالقدس، وفي التماهي مع المشاريع الأمريكية والصهيونية ضد الأمة، بل وأكثر من ذلك أنها تبنت سياسة نظام ال سعود في تقسيم العالم الإسلامي إلى فسطاطين طائفيين، "سني تقوده السعودية، وشيعي تقوده إيران بل وكرسته هذه المنظمة أي هذا التقسيم الذي أدى إلى ما أدى من هذا الاقتتال والتشرذم الذي شهدته الدول الإسلامية، ولذلك فهي لا تصلح لأن تكون المساحة التي تعالج فيها مشاكل الأمة بعيداً عن هذه المواقف، وبعيداً عن الانحياز لهذا الطرف أو ذاك، وتجيرها لهذا الطرف أو ذاك.
2ـ ولأن نظام ال سعود حول منظمة التعاون الإسلامي، إلى أداة من أدواته في وزارة خارجية ال سعود، فأنها، أي المنظمة أخفقت وعلى مدى عمرها البالغ أكثر من خمسين سنة في حل أي مشكلة من مشاكل المسلمين، فحتى مشكلة القدس، التي تأسست من أجلها، لم تقم بأي شيء إزاء ما يقوم به العدو الصهيوني من تهويد ومن طرد السكان الفلسطينيين، وحتى عندما أقدم ترامب على الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني مؤخراً لم تحرك هذه المنظمة ساكناً، بل انسجمت في موقفها مع موقف نظام ال سعود، الذي أعلن ترامب نفسه انه أي نظام ال سعود، مؤيد لخطوته تلك بالاعتراف للعدو بضمه القدس إلى كيانه، بل وأقدم على هذه الخطوة (الاعتراف)، إنما بالتنسيق مع سلمان ابنه محمد!!
3ـ تحولت هذه المنظمة إلى وسيلة إلى تكبيل الدول الإسلامية وشعوبها ومنعها من التحرك لإنقاذ نفسها وبحث أمورها وأزماتها، بعيداً عن التدخلات والمصالح الاستعمارية للدول إلى تعبث بشؤون الدول الإسلامية، أمثال أمريكا والدول الغربية، فكل من يقوم بخطوة في هذا الاتجاه يعتبر مغرداً بنظر المنظمة ونظام ال سعود، خارج السرب، و"شاقاً للصف الإسلامي"!! وبذلك يمكن القول الاستعمارية من مواصلة عملية التدمير والاستعمار والاستنزاف بكل أنواعه لهذا الأمة ودولها وثرواتها وكل شيء وقبل ذلك قيمها وحضارتها الإسلامية. وهذا يفسر الاعتراض ال سعود على قوة كوالالمبور الإسلامية، لأنها شكلت خروجاً هذا القيد فرضته تلك المنظمة ونظام ال سعود باسم الإسلام وباسم المصلحة الإسلامية على الأمة، انسجاماً مع المشاريع الأمريكية والغربية والصهيونية في المنطقة، فالخروج على هذا القيد من شأنه أن يشكل تهديداً لهذه المشاريع لأن وحدة الأمة الإسلامية وتكامل قواها، يعتبر بنظر هذه القوى المستعمرة، التهديد الأساسي والاستراتيجي لها ولعملائها في المنطقة.
4ـ وإذا عرفنا الدوافع الأساسية لإنشاء هذه المنظمة، وبإيعاز من السلطات البريطانية والأمريكية في بدايات القرن المنصرم، أي بعد قيام دولة ال سعود الحالية بقيادة عبدالعزيز بن سعود، يتضح لنا الدور الأساسي والمشبوه الذي قامت به هذه المنظمة، كدافع أساسي، أن تكون أداة لامتصاص غضب وهبات الشعوب العربية والإسلامية إزاء ما يتعرض له دينهم ومقدساتهم وأمنهم، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، أرادوا أن تكون هذه المنظمة إطاراً يقود أو يوجه أي هبة للأمة أو لبعض شعوبها ضد الاستعمار وأدواته وغدته السرطانية في اتجاه مُسيطر عليه، بحيث يمكن في النهاية امتصاصه وتمييعه لصالح أهداف المستعمرين، أي أن كل هبة تحصل لا تنتج سوى فورة غضب عارمة تمتص غضب الأمة، وتنهي عند هذا الحد حيث تتلاشى وكل شيء يعود إلى مكانه، وبدون أن يكون هناك تراجع عن الشيء الذي تسبب في تحرك هذه الأمة، وإذا عدنا إلى تاريخ الأمة المعاصر، ودققنا في هبا كلها انتهت بالشكل الذي أشرنا إليه!
5ـ فاتنا أن نشير أيضاً إلى أن هذه المنظمة تحولت إلى أداة تغطي وتشرع مؤامرات نظام ال سعود وممارساته العدوانية إزاء بعض الدول الإسلامية وبحجج شتى يبتكرها هذا النظام، يؤطرها بعناوين أسلامية أو عروبية أو ما شابه ذلك، كتغطية هذه المنظمة لإثارة نظام ال سعود الحرب الطائفية بالمنطقة التي أشرنا إليها قبل قليل، وكتغطيتها لعدوانه على الشعب اليمني المسلم والمحروم وتجويعه وحصاره، وارتكاب المجازر المروعة بحق أبناءه الأبرياء، خصوصاً من النساء والأطفال والرجال المسنين، وكتغطيتها لمؤامرات نظام ال سعود على لبنان والعراق وليبيا وباكستان و.و. ولتدخلاته التدميرية في شؤون هذه الدول العربية والإسلامية!
على انه، ورغم ما قام به نظام ال سعود ومن يدور في فلكه ومن أجرائه وأدواته من تحريض وتشويه للقمة الإسلامية، ومحاولة منع انعقادها، وتسخيره الأموال الطائلة من مليارات الدولارات، إلا انه أخفق في ذلك، وانعقدت القمة بحضور مندوبين ورؤساء ووزراء من أكثر من عشرين دولة إسلامية، بالإضافة إلى أكثر من 450 من المفكرين والخبراء المسلمين من 56 بلداً إسلاميا وعربياً ومن بين الحاضرين أو المشاركين، رئيسا اكبر وأقوى دولتين إسلاميتين عسكرياً وسكانياً وهما تركيا وإيران، أي روحاني وأردوغان بالإضافة إلى رئيس وزراء الدولة المضيفة ماليزيا وهو مهاتير محمد.. وكما تابع الأخوة القراء فأن هذه القمة خرجت بقرارات وإنجازات في غاية الأهمية، إذ مجرد انعقادها حتى لو لم يؤد إلى أي انجازات يعتبر انجازاً كبيراً بحد ذاته، أذ يؤشر الى:
أولاً: انتهاء الهيمنة السعودية على القرار الإسلامي، وكذلك انتهاء هيمنة منظمة المؤتمر الإسلامي أو منظمة التعاون الإسلامي، على شؤون المسلمين، وتقييدها وتأطيرها لحركة الأمة الإسلامية، فهذا الانعقاد لهذه القمة يعتبر تمرداً واضحاً من جانب هذه الدول الإسلامية على تلك الهيمنة السعودية على القرار الإسلامي ومصادرته، وهذا مؤشر على أن هذا التحرك سوف يؤسس لتكتل جديد يأخذ على عاتقه النهوض بالمسؤولية في الدفاع عن مصالح الأمة الاسلامية ومواجهة التحديات والأخطار التي تواجهها، وهذا ما أشار إليه رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد في خطابه الافتتاحي وفي تصريحاته اللاحقة، من أن القمة تشكل منصة لنواة تكتل اسلامي يأخذ على عاتقه النهوض بالدول الإسلامية.
ثانياً: إن انعقاد هذه القمة، وتمرد عدد كبير من الدول العربية والإسلامية على الهيمنة والقرار السعوديين، يؤشر بوضوح الى عزله نظام ال سعود وفقدانه الاحترام والهيبة بين الدول الإسلامية التي كان يخطى بها قبل مجيء سلمان وابنه للعرش ال سعود، وهي عزلة تتكرس وتزداد يوماً بعد آخر على خلفية أمرين أو تطورين مهمين هما:
أــ إن نظام ال سعود الحالي بسياساته الحالية المفضوحة في التعاون مع العدو الصهيوني وفي كشفه عن مؤامراته وتحالفاته مع الشيطان الأكبر وفي عدوانه على الشعب اليمني وعلى الشعب الفلسطيني وبقية الشعوب الأمة الإسلامية في المنطقة.. نقول أن النظام فضح نفسه وحقيقته أمام الرأي العالم الإسلامي، فهذا الرأي كان مخدوعاً بالتضليل وبعمليات التزويق الإعلامي والسياسي والإسلامي لهذا النظام، فكان يعتقد انه أي النظام يمثل مركز "الثقل الإسلامي" و"المدافع عن الإسلام" وعن "المقدسات الإسلامية" وما إلى ذلك من العناوين والشعارات ومنها "خادم الحرمين الشريفين"، التي ظل هذا النظام يتلطى وراء رفعها والتغني بها لإخفاء دوره الحقيقي في معاداته للأمة وتآمره على دولها وعلى مقدساتها!!
ب ــ تصاعد الوعي الإسلامي عند الأمة بسبب التطور الهائل في التواصل العالمي، عبر وسائل الاتصال الالكتروني، فهذا ساهم مساهمة فعالة في فضح التضليل الإعلامي والسياسي وحتى الإسلامي، الذي كان يمارسهُ نظام ال سعود وأدواته على الأمة، وبالتالي وأن الأمة ازدادت بصيرة ووعياً بحقيقة هذا النظام وألاعيبه وبعده عن الإسلام وعن مصالح الأمة الإسلامية، بعد المشرق عن المغرب.
ثالثاً: إن انعقاد هذه القمة سوف يؤسس لتطورات استراتيجية في غاية الأهمية لصالح الأمة الإسلامية، فهو بالإضافة لأن يكون المنصة لظهور تكتل إسلامي جديد كما أشرنا، فأنه سيضع حداً لعمليات تمرير المؤامرات والمكائد التي يحكيها الأمريكي والبريطاني والصهيوني ضد الأمة أو ضد بلد إسلامي أو عربي والتي كانت وما تزال تمرر هذه المكائد عبر البوابة السعودية وعبر "الغطاء الإسلامي" الذي يوفره نظام ال سعود! فهذا النظام مرر المشروع الأمريكي في العدوان على اليمن وشعبه عبر إقدام النظام على تشكيل تحالف عربي وإسلامي بذريعة مواجهة ما أسموه (النفوذ الإيراني أو الفارسي الشيعي، أو الصفوي"!!. والى الآن يحاول نظام ال سعود تبرير هذا العدوان تحت عنوان هذه اللافتة المتهرئة ولعل من مؤشرات هذه التطورات، فشل التحالف الإسلامي الذي أعلن عنه بن سلمان قبل ثلاث سنوات أو أقل، وأيضاً تفكك تحالف العدوان الحالي على اليمن، وانسحاب الأردن والمغرب والإمارات وماليزيا منه وحتى السودان أعلنت عن أنها ستسحب أغلب قواتها من اليمن والإبقاء على خمسة آلاف فقط من مجموع أكثر من 25 ألف.
وكل ذلك مؤشر أيضاً على أن نظام ال سعود، إذا لم يتدارك وضعه ويؤوب إلى رشده ويصلح سياساته فأنه سوف ينتهي إلى الكارثة المحققة لا محالة.
ارسال التعليق