قناتي بي إن وسلوى تظهران حجم تخبط بن سلمان!!!
[من الصحافة]
لا تسير الأمور بين آل سعود ودولة قطر على نحو جيد لا على الصعيد السياسي أو الاقتصادي ولا حتى الرياضي، والسبب عِناد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورغبته الشديدة في إرضاخ قطر واجبارها على التبعية في أي قرار يصدر عن الرياض، وهذا ما رفضته قطر جملةً وتفصيلا على اعتبار أنها دولة ذات سيادة تبحث عن إيجاد مساحة طبيعية لنفسها بين بقية الدول لكي تكون لنفسها مكانة وحضور لا يمكن لأحد انكارها.
هذا العناد من قبل بن سلمان قابله عناد آخر من قبل أمير دولة قطر الشاب تميم بن حمد آل ثاني، الذي رفض شروط بن سلمان "التعجيزية" لإعادة العلاقات، واليوم وصلت العلاقات بين البلدين إلى مرحلة "اللاعودة" في ظل تعنت الطرفين، ورفض بن سلمان لكل الحلول المتاحة واصراره على حصار قطر على جميع الجبهات، ولكن ما حصل كان مخالف لتوقعات ولي العهد، حيث شهدت العلاقات القطرية تحسناً واضحا مع دول إقليمية على رأسها "ايران وتركيا" وكذلك الأمر مع أوروبا وأمريكا، لذلك وصل بن سلمان إلى حائط مسدود في سعيه لإرضاخ قطر وفقا لما يريد، وها هو اليوم يمضي في مشروع "قناة سلوى" لقطع كل سبل الحياة عن قطر، فهل ينجح؟!.
مشروع قناة سلوى
نقلت صحيفة "مكة" السعودية، الثلاثاء، عن مصادر مطلعة أن فترة تقديم العروض لحفر "قناة سلوى" السعودية، ستنتهي 25 يونيو الحالي. وذلك بعد أن تمت دعوة 5 شركات عالمية متخصصة في حفر القنوات الدولية لهذه المهمة وتقديم عطاءاتها.
ووفقا للمصدر، سيتم الإعلان عن الشركة أو التحالف الفائز بحفر القناة، في فترة لا تتجاوز 3 أشهر، وتبدأ الشركة أو التحالف الذي سيرسى عليه المشروع بالإعلان عن خطته للعمل الفوري في حفر القناة، على أن يتم الانتهاء من الحفر خلال أقل من سنة من بدء العمل.
ويتضمن المشروع شق قناة بحرية على طول الحدود السعودية القطرية، امتدادا من منطقة سلوى إلى خور العديد، لتنشيط قطاع السياحة بين دول الخليج عبر الرحلات البحرية، كما تدّعي السلطات السعودية.
المشروع يعد ضربا من الجنون في القرن الواحد والعشرين، خاصةً أن المملكة لا تعيش ظروفا اقتصادية جيدة لكي تتحمل تبعات هكذا مشروع قيل ان تكلفته تصل إلى 2.8 بليون ريال سعودي، ولا احد يعلم ماذا سيجني بن سلمان من هذا المشروع، وربما يجني على نفسه، خاصةً أنه لم يدخل في ملف إلا وكانت نتائجه وخيمة على المواطن والمملكة، والأغرب من هذا أنه لم يعد بأي منفعة له لا على المستوى الشخصي ولا على مستوى البلد ككل، حتى أن بعض من هاجمهم أصبحوا أكثر نفوذا من قبل، فكان حصاره لهم بمثابة جلب تعاطف دولي لهم وسمعة سيئة له.
قناة سلوى ستحول قطر إلى جزيرة خلال عام واحد من بدء التنفيذ، ويتوقع بن سلمان أن هذا هو الحل الأمثل لمعاقبة قطر فالمشروع الجديد سيؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة، ومزيد من التدهور وارتفاع قيمة السلع الواردة لها.
الأهم من هذا أنه ستبنى قاعدة عسكرية سعودية في جزء من الكيلومتر الفاصل بين الحدود القطرية وقناة سلوى البحرية، بينما سيتم تحويل الجزء المتبقي إلى مدفن نفايات للمفاعل النووي السعودي الذي تخطط السعودية لإنشائه وفق أفضل الممارسات والاشتراطات البيئية العالمية، فيما سيكون محيط المفاعل النووي الإماراتي ومدفنه في أقصى نقطة على الحدود الإماراتية القريبة من قطر.
ويريد بن سلمان التأثير على استضافة قطر لكأس العالم، كونها ستتحول إلى جزيرة وستفتقد الحدود البرية مع دولة أخرى، لذلك يمكن ان تسحب "الفيفا" منها هذه الاستضافة لكون شروط استضافة كأس العالم أن يكون لدى الدولة المستضيفة منفذ بري على الأقل مع دول ذات علاقات سياسية واقتصادية بشكل مقبول، بحيث يكون التعاون بحدود مفتوحة، وهذا ما ستفتقده الدوحة إذا تم حفر قناة سلوى المائية، ما سيدخل ملف استضافة مونديال 2022 دائرة من النقاشات.
قناة "بي إن سبورت"
اهتمت صحف عربية بتقديم الاتحاد السعودي لكرة القدم شكوى رسمية للفيفا ضد قنوات بي إن سبورت حول تغطية شبكة القنوات القطرية لمباراتها مع روسيا في افتتاح كأس العالم.
واتهم الاتحاد السعودي بي إن سبورت بـ"استغلال كأس العالم لأغراض سياسية"، مطالباً الفيفا بـ"سحب الحقوق الحصرية الممنوحة للقناة في مونديال كأس العالم لحماية اللعبة من التشوية الذي طالها".
وتم اتهام القناة بأنها ابتعدت عن المعايير المهنية والأخلاقيات الإعلامية بإقحامها السياسة في كل التفاصيل، في مقابل ذلك هاجمت صحف عربية تركي آل الشيخ، حيث أكدت القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها أن آل شيخ "من دون منازع، أكثر شخصية عربية انتهكت أي حياد ممكن في الرياضة، وهو يجسّد في تاريخه الشخصي معاني هذا الخرق".
في مقابل ذلك كتبت مها محمد في الوطن القطرية في مقالٍ بعنوان "حين يصبح الأحمق مستشاراً": "تركي آل الشيخ ظاهرة لا تحتاج كثيراً إلى الدراسة لكنه تحول إلى ظاهرة صوتية، وسلبية، منذ أصبح في مناصبه الحالية اشغلنا بالكتابة عنه قليلاً لتصرفاته العدائية، والصبيانية مع قطر، وأشغل وسائل الإعلام، وبعض الشعوب العربية بالمشاكل التي أثارها بتصرفاته وتصريحاته حتى ألفوا عليه الأغاني وهاجموا سياسته وعبثيته بنفس السلاح الذي ابتدعه حين هاجم قطر غنائياً".
معركة جديدة يخوضها بن سلمان مع جارته قطر، على أمل أن ينتصر بها، ولكن خسارته في هذه المعركة ستكون بمثابة سقوط مدوي له قبل وصوله إلى العرش، الذي تأخر في الوصول إليه لأسباب مجهول، سنعرفها لا محالة في القادم الأيام.
ارسال التعليق