ماذا بعد الفتاوى المتكررة لعلماء السلطان بتجويز مالا يجوز ؟
[عبد العزيز المكي]
* حسن العمري
قال رسول الله (ص) "من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلاطين أُفتُتن، وما ازداد عبد من السلطان قرباً إلا ازداد من الله بعداً "- رواه أحمد في المسند، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح؛ وقال "إذا رأيتم العالم يرتاد أبواب السلاطين فاتهموه في دينه"، أي لا يؤخذ حديثه ولا يروى ويطعن في عدالته - رواه أبو النعيم في حلية الأولياء؛ وقال صلى الله عليه وسلم: "من أتى أبواب السلطان افتتن"- قال المنذري: رواه أحمد بإسنادين، وصححه الألباني. وقال السلف الصالح "الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه إينما درت معايشهم"، ومنها ما رواه معمر في جامعه والخطابي في العزلة والبيهقي عن ابن مسعود قال: إن على أبواب السلطان فتنا كمبارك الإبل، لا تصيبوا من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينكم مثله.
مما تقدم يؤكد إنطباق ذلك على من دخل على السلاطين يلتمسهم دنياه هم الغالبية المطلقة لرجال ألتبسوا الدين في بلادنا أولئك الذين يطلقون على أنفسم "دعاة" وفي مقدمتهم مفتي المملكة آل الشيخ، حيث داهن، ونافق، وسكت عن الحق، وتكلم بالباطل، ولم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر؛ وأما من صدع بالحق ولم يخش في الله لومة لائم فهو من المجاهدين الكبار، فقد قال عنه رسول الله (ص): إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر. رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني.
عن ماذا يتكلم مفتي المملكة وديننا السمح يحرم كل ما أفتى به آل الشيخ قربة للسلطان وليس لله سبحانه وتعالى والقرآن الكريم يقول "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" – سورة المائدة - الآية90، ثم قوله تعالى " الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ" – سورة النور – الآية 2؛ فأين هي فتاوى العلماء الرسميين وكلماتهم و(نصائحهم)وارشاداتهم للناس مما امر الله تعالى العلماء بالقيام به واصرار عليه ودعوة اليه.
قال بعض السلف وكبار علماء الأمة أن "الساكت عن الحق شيطان أخرس، والناطق بالباطل شيطان ناطق، فالذي يقول الباطل ويدعو إلى الباطل؛ هذا من الشياطين الناطقين؛ والذي يسكت عن الحق ولا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر ولا يغير ما يجب تغييره ويسكت وهو يستطيع أن يتكلم؛ هذا يقال له: شيطان أخرس، من شياطين الإنس، يعني؛ لأن الواجب على المؤمن إنكار الباطل والدعوة إلى المعروف، وإذا استطاع هذا وجب عليه، كما قال الله جل وعلا: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104]، وقال سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71]، وقال النبي (ص): إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه؛ أوشك أن يعمهم الله بعقابه، وقال عليه الصلاة والسلام: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"- أخرجه مسلم في صحيحه.
قال "أبن باز": هذا يبين لنا وجوب إنكار المنكر على حسب الطاقة: باليد، ثم اللسان، ثم القلب، فالذي يسكت عن إنكار المنكر وهو قادر ليس له مانع؛ هذا هو الشيطان الأخرس. ويقول ابن القيم رحمه الله: وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يترك! وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها! وهو بارد القلب ساكت اللسان، شيطان أخرس، كما أن من تكلم بالباطل شيطان ناطق. وقال عبد الحي بن محمد العماد الحنبلي في "شذرات الذهب في أخبار من ذهب" ومن كلامه يعني الحسن بن علي النيسابوري: من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس. كما نسبه إليه النووي في شرح مسلم نقلا عن أبي القاسم القشيري قال: وسمعت أبا علي الدقاق يقول: من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس.. والحق الذي لا يجوز السكوت عنه هو بإجمال: كل ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأوامر والنواهي والآداب.
ناشطون تداولوا مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها حشود النساء السعوديات وهن يقفن في طوابير داخل «الجوري مول» في الطائف، وكذا في جدة والرياض، للحصول على تذاكر حضور حفل غنائي ضمن «رؤية 2030″ التي أطلقها محمد بن سلمان في أبريل/ نيسان الماضي، ومقطع آخر يظهر فيه فتاة سعودية تركض وتحضن الفنان ماجد المهندس وهو يغني في حفل الطائف قبل يومين، ما يثير الريبة في نفوس شعبنا لما باتت تشهده البلاد من انحطاط خلقي كبير تحت شعار الانفتاح والرفاهية باقامة الحفلات الغنائية المختلطة في أرجاء بلد الوحي والتنزيل، الى أين يذهب "بن سلمان" وفسقه وفجوره المدعوم من المؤسسة الدينية بالمملكة وشعبنا ؟!.
الأميرة حصة آل سعود قالت في تغريدة لها على موقع "تويتر": أن ما يحدث حاليا في السعودية لا يرضي الله ولا رسوله ولا خلقه، متسائلة إن كانت في حلم أم في علم. واعتبرت أن بعض العلمانيين والليبراليين جعلوا بناتهم يعثن فسادا في البلاد، مشيرة إلى أن ما تفعله الفتيات الآن هو 1٪ مما يفعله الشباب. وأقسمت الأميرة حصة بأن ما رأته في المول لم تره من قبل في الدول الأجنبية والبنات الأجانب ولا حتى من أسمتهم بـ«الكفرة»، مؤكدة أنها لم تترك دولة إلا وذهبت إليها، وأنها لم تر مثل ما تقوم به فتيات السعودية الآن.
ارسال التعليق