ماذا تعرف عن الخلاف السعودي_الاماراتي في اليمن؟
[ادارة الموقع]
قُتل وأصيب عشرات المسلحين الموجودين في جنوب اليمن خلال الأسبوع الماضي على خلفية صراع مسلح نشب فيما بينهم، وتفاقم القتال بين الفصائل المسلحة في كل من مآرب وتعز، ومن المستغرب أن هذه الفصائل محسوبة على قوات (الشرعية)التي يدعمها آل سعود وآل زايد، وكان من المفترض أن تتضافر جهود هذه الجماعات المسلحة لمواجهة جماعة "أنصار الله" في هاتين المدينتين واخراج الحوثيين من جميع المناطق التي يسيطرون عليها هناك، ولكن ما جرى لم يكن في صالح لا الرئيس اليمني المنتهية ولايته، عبدربه منصور هادي الذي دعا لتوحيد الجهود العسكرية في مدينة تعز جنوبي البلاد، وتوجيه السلاح نحو مسلحي جماعة "أنصار الله" ولا في صالح التحالف العربي الذي بدأ الجميع يتنصل منه على مستوى الدول والأفراد لكونه عجز عن تحقيق أي خطوة للأمام منذ 3 سنوات وحتى اللحظة.
أطراف الصراع
وفقاً للمعلومات التي تم الحصول عليها، فإن النزاعات التي شهدتها "تعز" جرت بين قوات من "اللواء 22 مشاة ميكا"، وأخرى تابعة إلى كتائب القيادي السلفي، عادل فارع، والمعروفة باسم "كتائب أبي العباس"، والتي تنضوي في إطار "اللواء 35 مدرع"، وما جرى أن "كتائب أبي العباس" اتهمت "اللواء 22 مشاة" بمهاجمة مواقعها في منطقتي الجحملية والمجلية جنوب مدينة تعز، وسط أنباء عن سقوط العديد من القتلى والجرحى خلال المواجهات.
وخلف الصراع بين عناصر حزب الاصلاح التابع للاخوان المسلمين وعناصر المرتزقة المعروفة باسم كتائب أبو العباس التي ترتبط بشكل مباشر مع "الامارات"، أضراراً بالغة في البنية التحتية للمدينة، حيث استخدمت العناصر المسلحة في منطقة الجحملية مجموعة متنوعة من الأسلحة الثقيلة ، بما في ذلك الدبابات ونيران المدفعية ضد بعضها البعض، وتحدثت مصادر محلية عن أن مسلحي حزب الاصلاح تمكنوا من خلال شن هجوم كاسح على مقرات "كتائب أبي العباس" من القاء القبض على عدد من عناصر هذه الكتائب، كما تكنوا من السيطرة على مقراتهم وقواعدهم العسكرية.
وأوضحت المصادر أن عدداً من الأبرياء من الأطفال والمدنيين الأبرياء قُتلوا خلال الاشتباكات في المنطقة، مؤكدةً أن قوات المتمردين من الحزب الإصلاحي نجحت في السيطرة على حي السياسي ومدرسة أروى وضواحي منطقة قلعة القاهرة.
وقالت مجموعة "كتائب أبو العباس" المتمردة إن الحزب الإصلاحي خرق اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة تعز بعد انسحاب قوات السلام وقوات الأمن وهاجم مواقعهم مما أدى إلى احتلال بعض المناطق، ومع تقدم قوات حزب الاصلاح، عقدت "كتائب ابو العباس" اجتماعا طارئا للحيلولة دون انهيار مقاتليهم وخروج بقية المناطق من تحت سيطرتهم.
وحاليا تحاول قوات المتمردين في الحزب الإصلاحي الاستيلاء على الأحياء الشرقية من تعز، التي احتلتها جماعات المتمردين المدعومة من الإمارات العربية المتحدة منذ حوالي 3 سنوات.
ومن خلال ما تقد م يظهر أمامنا جليا بأن هناك خلافا حقيقيا وتعارض مصالح بين الامارات والسعودية في اليمن، وبحسب مصادر ميدانية، يعمل نظام آل سعود حاليا على تعزيز قوة حزب الإصلاح الاخواني للحد من نفوذ قوات أبو العباس، التي تدعمها مباشرة الإمارات العربية المتحدة ، في مدينة تعز وزيادة قوتها في المنطقة.
وما لاشك فيه أن النزاع حول السيطرة على جزيرة "سقطرى" قد ادى بطبيعة الحال إلى زيادة التوتر بين النظامين السعودي والإماراتي، والآن يسعى قادة البلدين إلى زيادة النفوذ في مختلف مناطق جنوب اليمن من خلال تعزيز قدرات القوات التي يدعمها الاثنان هناك.
في الوقت الحاضر، حوالي 45 ٪ من المناطق الشمالية والوسطى والشرقية من محافظة تعز، مثل" الراهدة، والهجدة، والجند ، والكدحة... الخ"، تحت سيطرة مقاتلي أنصار الله والجيش اليمني؛ وحوالي 55 ٪ من المناطق الجنوبية والغربية من المحافظة بما في ذلك "المخا، قاعدة خالد بن الوليد ، التربة ، المسراخ، ذياب" تقع تحت سيطرة القوات المدعومة من قبل الامارات والسعودية.
ولكن في المرحلة يبدو أن هذه النسب ستتقلص لصالح "أنصار الله" فبعد مضي أكثر من 3 سنوات على الحرب الهمجية ضد اليمن، لم يتمكن نظامي السعودية والامارات من التوصل إلى تفاهم وخطوط واضحة لبناء اتفاق بينهما يضمن عدم حدوث صراع بينهما على مناطق النفوذ، ولكن على مايبدو أن فشل بن سلمان في سياسته الخارجية وعجزه عن انهاء حرب اليمن التي استنزفت اموال المملكة وشبابها وأرخت بظلالها على الاقتصاد انعكست بطبيعة الحال على العلاقة مع الامارات في اليمن، ولا نستغرب مع تفاقم مشكلات بن سلمان أن تتفاقم أيضا المشاكل مع بن زايد.
ارسال التعليق