من حق الصهاينة الاحتفال بورشة البحرين
[عبد العزيز المكي]
بقلم: عبد العزيز المكيإنه حلمٌ، لكنه تحوّل إلى واقع، انه التطبيع المجاني المخزي لبعض العرب مع العدو الغاصب لأرض فلسطين وللمقدسات فيها، لقد صدق (نتن ياهو) رئيس الوزراء الصهيوني حين قال ولأكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة، إنه لم يحلم يوماً في حياته، ان يأتي بعض العرب قاصداً السعودية والأمارات والبحرين، وفي بعض المرات سماّها بالإسم، أن تأتي هذه الحكومات إلينا وتطلب منا التطبيع والحماية والتعاون والتنسيق معاً، في مواجهة إيران وأذرعها كحزب الله وحركة حماس وتعلن أنها لم تهتم بعد بالقضية الفلسطينية حيث وضعتها في آخر سلّم اهتماماتها!! وإذ تحقق حلم نتنياهو وبقية الصهاينة بهرولة هذه الأنظمة نحو أحضان العدو سراً وعلانية، فأن مؤتمر البحرين الأخير، أو ما سمى ورشة البحرين، يعتبر "حدثاً تأريخياً من وجهة نظر الصهاينة" وتحقيقاً لأكثر من أحلامهم وأوهامهم، ولذلك فمن حقهم الاحتفال بهذا (الحدث التأريخي!) بل والثناء على ملك البحرين حمد بن عيسى آل خلفية، ووزير خارجيته خالد بن أحمد آل خليفة...لأنهما حققا للعدو ما لم يحققه الرئيس المصري السابق أنور السادات، رغم خيانته العظمى وزيارته للقدس واعترافه بالعدو الصهيوني، ولذلك فإن الإطراء الثناء الصهيوني على هذين الشخصيتين يكشف ضخامة الخدمة وخطورتها التي قدماها للعدو، ففي هذا السياق قال الكاتب والباحث الصهيوني المثير للجدل أيدي كوهين في تغريدة شكر فيها ملك البحرين، على "حسن ضيافته" للوفد الصهيوني المشارك في ورشة البحرين قال:" شكراً لمقام صاحب الجلالة والفخامة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم ملك مملكة البحرين الشقيقة، على حسن ضيافة الوفد الصهيوني المشارك في أول ورش صفقة القرن في المنامة ودامت العلاقات الودية القديمة والأخوية بين القيادتين الحكيمتين"!! وكان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتن ياهو هو الآخر قد أثنى على المؤتمر وما تحقق فيه من انجاز تأريخي في إشارة تسويق العدو والترويج له من قبل قيادات النظام البحريني.
كما احتفى الصهاينة بتصريحات وزير الخارجية البحريني، التي اعترف فيها لكيان الصهيوني "بحق الوجود"، والتي سنتعرض لها بعد قليل بالتفصيل، احتفاءاً مخروجاً بالاستغراب والدهشة، لأن الكلام الصادر من وزير الخارجية البحريني، فاق في صهيونية حتى صهيونية المسؤولين الصهاينة أنفسهم، ففي هذا السياق علق مبعوث القناة الصهيونية(13) الى ورشة البحرين، والصحفي الذي أجرى المقابلة مع وزير الخارجية البحريني باراك رقيد..قائلاً في تغريدة على توتير.."لاحظوا أن الذي يقول هذا الكلام، ليس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بل وزير خارجية البحرين" وعلق عدد من الساسة والمعلقين الأمريكيين والصهاينة في تغريدات على توتير مرحبين ومطرين على وزير الخارجية البحريني وتصريحاته ومقابلته، فجيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، والمشارك في ورشة البحرين قال: إنها " مقابلة رائعة وذات دلالة لوزير الخارجية البحريني". وكتبت النائبة الصهيونية ستاف شابير، التي تنافس على زعامة حزب العمل الصهيوني قائلة: " من واجب الجميع أن يشاهد هذه المقابلة، ما ورد على لسان الوزير (خالد آل خليفة) مثير للمشاعر، هكذا يبدو التطبيع" على حد قولها...من جهته قال الكاتب الصهيوني إيساك هيملمان " يا لها من لحظة عظيمة عندما يُقرُّ قائد عربي بالرابط التأريخي بين الشعب اليهودي وأرض "إسرائيل" على حد قوله. في حين قال الكاتب الصهيوني الآخر جلعاد براش "لقد ظلت إسرائيل تنتظر هذه اللحظة 70 عاماً". أما نوعم سيلع الذي عمل مستشاراً استراتيجياً لعدد من الوزراء في الكيان الصهيوني، فقد كتب قائلاً: " هذه المقابلة تذكرنا بالدور الهائل الذي لعبه نتنياهو في إيصال العلاقة مع العالم العربي الذي هذا المستوى "!كما لفتت الباحثة الصهيونية تمارا كوفمان وايت إلى أنها: "المرة الأولى في التأريخ التي يقول فيها مسؤول خليجي أن "لإسرائيل" مكاناً حقيقياً في المنطقة، إنها لحظة فارقة الدولة تطمح لأن يتم النظر إليها على أساس أنها طبيعية " هناك سيل من الإطراء والتبجيل لما صرح به وزير الخارجية البحريني لوسائل الإعلام الصهيونية، من جانب كتاب ومعلقين صهاينة وأمريكيين، نختمهُ بتعليق وان شابيرو السفير الأمريكي السابق في تل أبيب قائلاً: " كل الاحترام لهذا اللقاء الرائع مع الوزير البحراني " ما يكشف أن حتى الصهاينة والاميركان، لم يتصوروا حجم الخدمة التي قدمها الملك البحريني ووزير خارجيته للعدو، في هذا المؤتمر...
وفعلاً لو استعرضنا ما قام به النظام البحريني للعدو الصهيوني نجده يفوق كل التوقعات الصهيونية، ونشير في هذا السياق إلى ما يلي:-
1ـ كما قال بعض المعلقين الصهاينة، في إطرائه على وزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة، فهذا الأخير قام بعملية تزوير للتاريخ، واعتبر فلسطين " أرض وموطن اليهود الصهاينة" كما تدعي توراتهم وتلمودهم، واللافت، أن حتى أي مسؤول من الدول الغربية الحليفة للكيان الصهيوني يتجرأ ليقول بهذا التزوير التاريخي، مثلما قال هذا الوزير البائس، ومما قاله في هذا الإطار، في حوار مع مراسل صحيفة " تايم أوف إسرائيل" المشارك في مؤتمر البحرين " إن إسرائيل وجدت لتبقى " وان لها الحق في أن تعيش داخل حدود آمنة، مؤكداً أن المنامة وعواصم عربية أخرى تريد التطبيع معها. وأضاف الوزير البحريني قائلاً: إن "مبادرة السلام العربية لم تُعرض على جزيرة أو دولة بعيدة، وإنما على "إسرائيل" وان بلاده تريد علاقات أفضل معها".وشدد الوزير البحريني على ما أسماه حق "إسرائيل" في الوجود كدولة وبحدود آمنة، وقال إن " هذا الحق هو ما جعل دولاً عربية تفرض عليها مبادرة سلام"على حد قوله وزعمه...وفي لقائه مع قناة 13 الصهيونية قال وزير الخارجية البحريني: إن " الحديث المباشر مع المجتمع الإسرائيلي" هو الوسيلة لتخفيف أي توتر..ما يحدث اليوم كان يجب أن يحدث منذ طويل!!". وان يزوّر هذا الجاهل التأريخ ويثبت للصهاينة وجوداً وحقاً في فلسطين، أي انه يقرّ ويصادق على مزاعم توراتهم وأساطيرهم بهذا الشأن، فأنه بذلك ينكر التأريخ العربي والإسلامي لهذا الأرض الإسلامية المقدسة، ويلغي حق الشعب الفلسطيني التأريخي، والذي تؤكده وتقره كل الأدلة التأريخية والدينية، ومن ثم يوفر للصهاينة بهذا الأفكار للحق الفلسطيني المبررات والمسوغات لمصادرة المزيد من الأراضي التي مازالت تحت سيطرة الفلسطينيين، كما يوفر لهم المبررات في تشديد حملات القمع والقتل الصهيوني لأبناء فلسطين، وفي المحصلة، فإن هذا الإنكار يعزز مواقف الكيان الصهيوني الرافض لأي مفاوضات مع الجانب الفلسطيني، ويكرس نكران العدو للحق الفلسطيني المشروع..، سيما وان العدو يركز هذه الأيام على ما يسميه يهودية الكيان الصهيوني، أي أن اليهود وحدهم لهم الحق في العيش بفلسطين !! ذلك بهدف منع إقامة دولة فلسطينية ولو من الفرع الذي نص عليه اتفاق أوسلو، أي شكلية، ويسوغ للعدو "طرد وإخراج" الفلسطينيين من أرضهم !!
ورغم أن رعاة ورشة البحرين الأمريكان لم يذهبوا إلى حد اعتبارهم أو تمنياتهم في جعل هذه الورشة بمثابة نقلة نوعية في عملية التطبيع مع العدو، إذ كانت هذه التمنيات في حدود الرغبات والآمال، إلا أن الوزير البحريني فاق كل التوقعات بجعل هذه الورشة نقطة تحول ثانية في مسار العلاقات الصهيونية العربية، بعد اتفاق كامب ديفيد مع مصر عام 1978!! وفي هذا السياق قال وزير الخارجية البحريني للمراسل الصهيوني الذي أجرى المقابلة معه " أن المؤتمر الذي نظمته الولايات المتحدة هذا، والذي يركز على الجوانب الاقتصادية لحظة إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب للسلام "الإسرائيلي" الفلسطيني، يمكن أن يكون مثل زيارة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات للقدس عام1977، التي مهدت الطريق لاتفاقيات كامب ديفيد وتطبيع العلاقات بين مصر و"إسرائيل" طبقاً لأقواله، لافتاً في الوقت ذاته، إلى أنه "بقدر ما غيّر كامب ديفيد اللعبة بعد زيارة الرئيس السادات، أن ينجح هذا المؤتمر، ونعتمد على ذلك، ويجذب الاهتمام والاندفاع، سيكون هذا مغيّراً آخراً لقواعد اللعبة "!! على حد أقواله ومزاعمه.
وفي حديثه الخاص أيضاً لموفدي هيئة البث "الإسرائيلية" شبه الرسمية "كان"، موآف فاردي وغيلي كوهين، تم بثه مساء يوم 26/6/2019 في النشرة المركزية، قال فيه، انه لا يستبعد بالمرة أن يقوم بزيارة إلى الكيان الصهيوني !!
وزير الخارجية البحريني لم يكتف بنكرانه للتأريخ العربي والإسلامي والفلسطيني في فلسطين، في لقاءاته مع مندوبي الإعلام الصهيوني في المنامة وحسب بل راح يهاجم إيران ومحورها، ويذهب بعيداً، في منح الصهاينة " الإنسانية" بعد أن منحهم "الأرض"، ونسف بذلك كل ما قاله العرب والفلسطينيون وكل ما سوقه المسلمون عن عنصرية هذا المحتل وبطشه وجرائمه، بل حتى الأمم المتحدة ظلت عقود تؤكد عنصرية الاحتلال، وحتى الدول الغربية لم تمنح هذا العدو " هذه الإنسانية " التي منحها هذا الأحمق، يقول هذا الأخير في هذا الإطار.."عندما التقيت بكبار المسؤولين "الإسرائيليين" اكتشفت الإنسانية التي يتمتع بها الجانب الآخر (!!) وهذا أمر طبيعي مع كل شخص في العالم.تشعر في هذه الاجتماعات كيف تؤدي المحادثة دائماً إلى التفاهم" على حد مزاعمه وأقواله.
1ـ إلى جانب تزويره تأريخ فلسطين لصالح ادعاءات ومزاعم الصهاينة، احتفى النظام البحريني بشكل لافت ومميز بالوفد الصهيوني المشارك في ورشة البحرين والمكون من رجال الأعمال ومن إعلاميين!! وقد استغل هذا الوفد هذا الاهتمام في إثبات الوجود، وفي تحدي مشاعر الشعب البحريني وبقية الشعوب العربية والإسلامية، وفي تسويق عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني، بهدف تدجين الأمة، أو محاولة فرض قناعة قبول العدو كواقع وكوجود لابد أن يكون له في دور في هذه المنطقة، بعد نكران آل خليفة لحقوق الشعب الفلسطيني ولحقوق هذه الأمة في المقدسات وفي الأرض هناك!! لدرجة أن الصحيفة والكاتبة الصهيونية في صحيفة هاآرتيز نوعا لانداو، قالت في مقالها في تلك الصحيفة،" أن قمة البحرين كشفت عن عمق العلاقة المتنامية بين تلأبيب والمنامة بسبب أعدائهما المشتركين مثل إيران، بجانب مصالحهما المشتركة وجهود رجال الأعمال من البلدين، وبقيت هذه العلاقات الثنائية فترة طويلة تحت الرادار، بما في ذلك التعاون السري"! وأضافت لانداو التي شاركت في تغطية ورشة البحرين في المنامة قائلة: " إن مشهد التطبيع العربي الإسرائيلي طغى على قمة البحرين التي عقدت خصيصاً لتقديم المساعدات المالية والاقتصادية للشعب الفلسطيني، لكنها قد تؤسس لإنشاء تحالفات إقليمية تحت الطاولة، رغم أن هناك العديد من العوامل التي تدفع باتجاه هذه التغيّرات السياسية الإقليمية، ومنها إيران تدفع الدول العربية المعتدلة باتجاه أحضان إسرائيل" على حد قولها.
ومن مظاهر الاحتفاء والاهتمام الخليفي بالوفد الصهيوني، ما يلي:
أولاً: فتح الكينس اليهودي الوحيد في منطقة الخليج، لممارسة الوفد الصهيوني وأصدقائه الأمريكان طقوسهم الدينية، حيث يحمل إحياء أو تأدية هذه الطقوس رسالة خاصة من الصهاينة إلى الشعب البحريني المسلم وبقية الشعوب الإسلامية، نحن بتنا واقعاً عليكم الاعتراف به والإذعان لوجوده! وتحمل هذه الطقوس رسالة أيضاً إلى اليهود الصهاينة داخل الأرض المحتلة لتمنحهم المزيد من الاطمئنان والثقة لأن هؤلاء اهتزت في الآونة الأخيرة ثقتهم بقدرة الجيش الصهيوني على حمايتهم وعدم الاطمئنان لمستقبلهم، لدرجة أن وتيرة الهروب من الأرض المحتلة أصبحت أكثر من وتيرة جلب صهاينة مستوطنين جدد إلى الأرض المحتلة، بسبب الخوف من القوى الرافضة لوجود اسرائيل في المنطقة.. هذا ونشر الوفد الصهيوني تقريراً مصوراً عن تأدية الوفد الصهيوني الطقوس الدينية في الكينس اليهودي في المنامة وبمشاركة غرينبلات المندوب الأمريكي في القضية الفلسطينية المشارك في المؤتمر..وقالت الصحافية المشار إليها قبل قليل نوعا لانداو في تقرير لها من المنامة، " أن المشاركين في الصلاة- الطقوس اليهودية- رددوا شعارات، "شعب إسرائيل حي"، وتعيش دولة إسرائيل" !!من جانبه استغل الصحفي والباحث الصهيوني إيدي كوهين، الحدث الاستفزاز العرب كعادته، كما تقول بعض وسائل الإعلام العربية، ونشر فيديو الاحتفال الديني على حسابه في توتير، مع تغريدة له، شحت بالحال المزري الذي وصل إليه حال العرب، قائلاً "صلاة الفجر في البحرين..هذا هو الخليج الجديد..أيها الخليجيون..تعودوا "!! بدوره، نشر غرينبلات صورة على حسابه في توتير أثناء أدائه الصلاة في الكينس اليهودي وكتب أنه صلى من أجل السلام، وأضاف أن البحرين هي مثال لما يمكن البناء عليه، على حد قوله.هذا وكشف موقع "تايمز أوف إسرائيل" الصهيوني أن " تنظيم طقوس الصلاة النادرة تم بمساعدة الدبلوماسية البحرينية اليهودية اليهودية، هدى نونو، التي شغلت منصب سفيرة البحرين لدى الولايات المتحدة سابقاً، وبموافقة سلطات المنامة، متوهاً- أي الموقع الصهيوني- بأن الدبلوماسية البحرينية التي قامت باتخاذ الترتيبات لفتح الكينس، اعتبرت في حديثها للموقع "الإسرائيلي" أن هذه لحظة تاريخية "!!
ثانياً- نظم نظام آل خليفة دعوة عشاء للوفد الصهيوني، احتفاعاً بالوفد وتسويقاً لعملية التطبيع مع العدو، ومحاولة تحويل هذا التطبيع إلى قناعة لدى الشعب البحريني أولاً ولدى الأمة ثانياً !! ولدرجة أن هذا الاحتفاء كان لافتا بل وصاخباً أن دفع الوفد الصهيوني إلى تقديم الشكر والامتنان لملك البحرين كما مر بنا...
والى جانب هذا الاحتفاء البحريني، "بالأشقاء الصهاينة"، كان النظام البحريني يلتقي مجرمة الصهيونية وزيرة الخارجية السابقة تسيفي ليفني وعملية الموساد الصهيوني السابقة، حيث كشفت هذه الأخيرة عن لقاء جمعها بوزيرة خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة قبيل انعقاد المؤتمر الاقتصادي في المنامة، ونشرت ليفني لها صورة مع الوزير البحريني على موقعها في توتير، وكتبت فوق الصورة.." في لقاء مسائي مع وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة، شاركت في تقديره لحديثه المباشر إلى الجمهور الإسرائيلي" وأهمية مواقفه المتوازنة" على حد قولها...
3ـ إلى جانب هذا الدلال والاحتفاء الذي لقيه الوفد الصهيوني، كان هناك إعلاميون ومعلقون سعوديون وإماراتيون يغردون ويصرحون إطراءاً وتزويقاً، وتجميلاً للوجه الصهيوني القبيح ذلك من أجل تسويق العدو لدى الأمة، ومحاولة إقناع هذه الأمة باندماج هذا العدو في نسيج المنطقة، ولا أعتقد أن هناك مجالاً للشك في أن أنظمة السعودية والإمارات والبحرين جندت هؤلاء المطلبين للعدو، وبأوامر مباشرة من ترامب ونتن ياهو، لأن هذا الأخير كان قد قال قبل أكثر من ستة أشهر أن على أنظمة الخليج العربية المعتدلة تسويق التطبيع مع العدو الصهيوني في أوساط الشعوب لأن التطبيع مع الأنظمة متحقق، فهذه الشعوب مازالت ترفض التطبيع مع العدو !!
فعلى صعيد التطبيل السعودي للعدو، إنبرى الناشط السعودي المقرب من بن سلمان لؤي الشريف في حديث مع مندوب التلفزيون الصهيوني في المنامة، انبرى للتعبير عن حبه وعشقه للغة العبرية ولكيان الصهيوني، زاعماً أن العبرية هي لسان أنبياء الله مثل الملك داوود، اشعيا، أرميا، دانيال، يوشع...الخ على حد زعمه معتبراً الإسلام امتداداً لأنبياء (إسرائيل)!! في محاولة لتزوير التأريخ، لخاطر عيون الصهاينة!
وزعم هذا المتصهين السعودي أن " محمد بن سلمان، قد إختاره الله، لتحقيق نبوءة أشعيا، فيما يتعلق بالسلام بين الشعوب" على حد زعمه وقوله.
أما الداعية السعودي الدكتور ماجد الفهد خطيب جامع أبو بكر في المدينة، فقد هاجم الفلسطينيين ومدح الصهاينة قائلاً: "بعد السلام مع "إسرائيل" نستطيع دخولها والذهاب للعاصمة الإسرائيلية للصلاة في الأقصى..متأكدا أن اليهود سيكونون أرحم وأحب لنا من الفلسطينيين الذين لم نجد منهم سوى الشر قاتلهم الله وسلط عليهم من لا يرحمهم..شعب.."لا يمكن ذكر كلماته البذيئة وبأسلوب ساقط يليق به، وصف به الشعوب الفلسطيني النبيل والمجاهد والمظلوم، إنما ذكرنا ما قاله، وما زعمه لنشير إلى الانحطاط الذي وصل إليه هؤلاء المطلبين وأبواق بن سلمان ومن لف لفهم، لتسويق العدو بين الناس ومحاولة إقناعهم بالقبول به!! من جهته شارك الإعلامي السعودي من جوقة بن سلمان، في حملة تسويق "الوجه الحسن" المزعوم لكيان الصهيوني بتشويه الفلسطينيين، حيث قال زاعماً في مقطع فيديو متداول "أن الفلسطينيين شحادون وبلا شرف. والمسلمين لديهم مئات الآلاف من المساجد في العالم" معتبراً ان "الصلاة في مسجد بأوغندا أبرك من الصلاة بالقدس ومن أهلها " على حد قوله وزعمه، وأضاف هذا المعتوه قائلاً " القضية الفلسطينية ليست قضية، ولن تحل. وليس من مصلحة أحد حل المشاكل بين الشحادين والفلسطينيون ليس لديهم شرف " على حد قوله ونحن لا نستغرب من هذا الأسلوب الهابط الذي يتعاطى به هذا الإعلامي، لأنه ينتمي إلى مدرسة الوهابية التي هي الصنو والتوءم للصهيونية، ومن ذات الطينة، وولدا من نفس الرحم الحرام...وهناك الكثير من شاكلة هؤلاء من السعودية والإمارات والبحرين،يروجون للعدو ويسوقون التطبيع معه،فكانت ورشة البحرين ورشة تطبيع بامتياز مثل ما قال بعض أعضاء الوفد الصهيوني.
ارسال التعليق