حدث وتحليل
"ناتو عربي": مخطط جديد لابتزاز واستنزاف.. وتدمير انظمة الخليج؟!
[ادارة الموقع]
يواصل الرئيس الاميركي دونالد ترامب سياسية اللعب على حافة الهاوية بمواجهة ايران، وهو لهذه الغاية يحاول رفع المزيد من الاسقف السياسية والتهديد في شتى المجالات من دون ان يجرؤ على الاقدام لتنفيذ اي من تهديداته لا سيما العسكرية والامنية، وآخر صرعات "جنون ترامب" هو التسريب للاعلام انه ماض بتأليف ما يسمى "ناتو عربي سني" لمواجهة ايران به.
فقد أكدت مصادر أميركية وعربية أن "إدارة ترامب تمضي قدما في مساع لتشكيل تحالف أمني وسياسي جديد يضم أميركا ودول الخليج ودولا عربية اخرى من ضمنها مصر والأردن هدفه التصدي لتوسع إيران في المنطقة"، وتابعت ان "إدارة ترامب تأمل أن يُناقش المسعى المسمّى حاليا (تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي) في قمة تقرر مبدئيا عقدها بواشنطن في 12 و13 أكتوبر/تشرين الأول المقبل".
عجز ترامب.. والاستعانة بالادوات!!
اي ان ترامب يريد انشاء تحالف عربي عريض ليضعه بمواجهة ايران، وهذا دليل على عجز ترامب والولايات المتحدة عن اتخاذ اي خطوة متهورة ضد ايران والسعي للاستعانة بأدوات اقليمية بغض النظر عن قدرة هذه الادوات والوسائل على انجاز المطلوب منها في هذا المجال او غيره، فلو ان ترامب كان قادرا على إتمام ما يريده بنفسه بدون خسائر باهظة ومكلفة جدا عليه كان أتم المهمة بدون رميها على دول وأنظمة عاجزة عن إنهاء الحرب على اليمن، وهي دولة لا يشك أحدا أنها أقل قوة من ايران من حيث الامكانات والتسليح والعتاد والعديد وغيرها من المجالات، فدولة كالسعودية غير قادرة على حسم اي شيء في اليمن بمواجهة حركة انصار الله واللجان الشعبية وكذلك الحال بالنسبة للامارات، كيف يمكن لها ان تقف عسكريا وامنيا لمحاربة ايران الدولة النووية التي تصنف بالحد الادنى انها دولة اقليمية كبرى لها حضورها القوي في مختلف الاتجاهات بكل ساحات المنطقة وهي تحقق الانجازات مع حلفائها في كل الملفات بعكس مملكة آل سعود ومن معها ومن يدعمها في اليمن وغيره.
والاكيد ترامب والادارة الاميركية وكل اجهزة الاستخبارات والمحللين في العالم يدركون ان السعودية والامارات وغيرهما أضعف وأعجز من حسم الحرب ضد ايران او إنزال الهزائم بها في أي حرب مباشرة قد يفكرون القيام بها، لذلك تطرح التساؤلات عن الهدف الحقيقي من إقحام ترامب لهذه الانظمة العربية والخليجية المثقلة بالانتكاسات المتتالية من لبنان الى اليمن مرورا بسوريا والعراق وغيرها من الدول، هل يريد ترامب ان يعمق جراح هذه الانظمة ليضعها على حافة الانهيار بفعل أخطاء وممارسات حكامها ومن يملك سلطة إصدار القرارات فيها؟ هل يريد ترامب استنزاف هذه الدول وجعلها على محك اشتعالها من الداخل بعد كل هذا الفشل في الخارج؟ هل ترامب يسعى من وراء الحلف الجديد المفترض الى ابتزاز جديد لانظمة الخليج؟ وما الذي يجعل هذه الانظمة والقيادات فيها ينجرون خلف قرارات ترامب بشكل أعمى طالما ان مصالح دولهم توجب عدم السقوط في مستنقعات جديدة تضاف الى المستنقع المكلف في اليمن؟
المحسوم ان ترامب لا يبحث الا عن مصالحه في سياق سياسته التي باتت معروفة حيث يرفع الاسقف السياسية الى أعلى الدرجات بغية قطف ثمار تهديداته، وبالتالي هو يستخدم انظمة الخليج وعلى رأسها نظام آل سعود في حربه "الباردة" بقصد تحقيق غاياته السياسية، ولذلك لا يتردد في اقحام هذه الدول في تحالف او التهديد بحرب ضد اي دولة اخرى اذا ما قدر ان مصلحته تتطلب ذلك، فهو جعل السعودية ألعوبة بيده يتصرف بها وببقية الانظمة التابعة لواشنطن كما يريد من دون ان يجد من يقف ليناقشه في هذا القرار او ذاك.
ابتزاز لا حدود له..
بالاضافة الى كل ذلك فإن ترامب يعمل على ابتزاز الانظمة الخليجية وسحب المزيد من ثرواتها وثروات شعوبها لصالح الخزينة الاميركية وتمويل حروبه ومخططاته حول العالم، ولذلك يواصل اعتماد تخويف دول الخليج من ايران والعمل لحشد هذه الدول في حلف واحد ليواجه به ايران، واي حرب ولو محدودة مع ايران سيكون هدفها دفع دول الخليج الى النار والقتال بها ومحاولة استنزاف ايران بأبناء المنطقة، أي ان كل التكاليف المادية والبشرية والاضرار ستصيب دول الخليج دون اميركا التي ستبقى بعيدا عن النار (حتى اشعار آخر وبحسب ما تقرره ايران في هذا المجال فيما لو تجرأ ترامب على اشعال الحرب ضدها بشكل مباشر او بالواسطة)، وبالتالي تكون أنظمة الخليج الوقود الذي يستخدمه ترامب لاشعال محركات مخططاته في المنطقة.
واللافت ان لدينا قيادات خليجية إما متهورة وتابعة كولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومن خلفه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد لا تقدر على قول "لا" واحدة لترامب، وذلك إما خوفا منه وإما خوفا على مصالحها التي تعتقد ان الاميركيين سيحققونها بدعمهم للوصول الى سدة الحكم في دولهم، كما هو الحال في مملكة آل سعود حيث يسعى محمد ابن سلمان لتقديم كل شيء للاميركيين وتنفيذ كل مطالبهم أيا كانت فقط لاعتقاده انهم ومن خلفه الصهاينة في "اسرائيل" والعالم سيدعمونه للجلوس على كرسي الملك خلفا لوالده ولعشرات السنوات القادمة.
يبقى ان دولا فيها قيادات من أمثال محمد بن سلمان تتحكم بمستقبلها لا يؤمن على مصالحها من التدهور والسقوط بيد تجار السياسة الماكرين من أمثال ترامب ومن معه من اللوبيات الصهيونية في الولايات المتحدة والعالم، وعلى من تبقى من عقلاء في السعودية او الامارات او بقية الدول العربية كمصر او الاردن اعلاء صوت العقل والحكمة وتنبيه هؤلاء المتهورون المستجدون في السياسية ودفعهم لتصويب البوصلة قبل فوات الاوان وسقوط الهيكل على رأس الجميع.
ارسال التعليق