هل هذا نهاية ما يريده "ميكي ماوس" من بلاد الحرمين؟!
[حسن العمري]
* حسن العمري
قال الحبيب المصطفى: "سيأتي زمان على اُمّتي تبقى بطونهم آلهتهم، ونساؤهم قبلتهم، ودنانيرهم دينهم، وشرفهم أمتعتهم، لا يبقى من الإيمان إلّا وسم، ولا من القرآن إلّا اسم، ولا من الصلاة إلّا رسم، بيوتهم معمورة، وقلوبهم خربة من الهدى والتقوى.. علماؤهم أشرّ خلق الله على وجه الأرض، شابّهم فاسق، وشيخهم فاجر، فحينئذٍ يبتلون بأربع خصال: قحط من الزمان، وظلم من الولاة والحُكّام، وشرّ من الأعداء" - البيهقي في شعب الإيمان (ج3/ص317).
تعري وفسق وفجور ومجون وشرب الخمور وإقامة حفلات الرقص المختلط والتحرش الجنسي بات السمة والعلامة التجارية الواضحة للمملكة التي يقودها آل سعود حيث ينفقون مليارات الريالات في مجال تفسيق شباب المملكة الذي كان محافظاً على دينه ومعتقده وأطره الاجتماعية حتى بلوغ محمد بن سلمان العرش بغياب الوالد المصاب بمرض الزهايمر العضال، فأضحى أبو منشار الراعي للدين والرعية وسط صمت دعاة البلاط ومشايخ آل الشيخ.
الأمر لم ولن يستقر على هذا بل تجاوزر أكثر بكثير في المآسي ووحل الفسق والدمار الخلقي والأخلاقي حتى باتت المملكة وبفضل أمراء آل سعود رمزأ دولياً في مجال استعمال المخدرات وتهريبها.. مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، يقول: إن أكثر من نصف جميع كميات الكبتاغون التي تم ضبطها في الشرق الأوسط بين عامي 2015 و2019 كانت في السعودية، وينتمي غالبية متعاطي المخدرات السعوديين الى الفئة العمرية من 12 الى 22 عاماً - وفق مجلة "فورين بوليسي" الأميركية.
المجلة الأمريكية اشارت في تقرير لها مؤخراً الى الكشف عن عمليات كبيرة لتجارة المخدرات في الشرق الأوسط تقودها السلطات السعودية وأمراء آل سعود، منها ثلاثة كبيرة خلال الأشهر القليلة الماضية وهي: 1- الكشف عن أكثر من 500 كيلوغرام من الكبتاغون كانت مخبأة في شحنة معكرونة متجهة من سوريا الى الرياض؛2- السلطات السعودية تصادر أكثر من 30 مليون حبة من المواد المخدرة مخبأة في الهيل المستورد؛3- قوى الأمن الداخلي اللبنانية تحبط محاولة تهريب أربعة ملايين حبة كبتاغون الى الرياض عبر الأردن، كانت مخبأة في أكياس القهوة.
يحكى أن رجلاً دخل على تاجر دمشقي وكان عنده بعض رفاقه من التجار يشربون القهوة، فقال للتاجر: أريد الأمانة التي وضعتها عندك قبل شهرين. فقال له التاجر: وما أمانتك؟ فقال الرجل: عشر ليرات ذهبية. شرد التاجر قليلاً وقال له:ربما أخذتها الى البيت كي لا تسرق. وأرسل ابنه الى البيت فأحضر الليرات الذهبية وناولها للرجل صاحب الأمانة، وخرج الرجل.. بعد قليل تذكر الرجل أنه وضع الأمانة عند تاجر آخر وليس عند هذا التاجر. فذهب وأحضر الأمانة من عند ذلك التاجر ورجع الى التاجر الأول وقال له: أنا وضعت الليرات عند تاجر غيرك وها هي لقد أحضرتها. فلماذا أعطيتني الليرات الذهبية طالما أني لم أضعها عندك؟ .. فقال له التاجر: لقد كان عندي تجار، وسمعتي طيبة عندهم وتهمني سمعتي! فلو قلت لك إنك لم تضع الأمانة عندي، فقد يشك بعضهم بأمانتي وهذا يعرض سمعتي للأذى ومن ثم تجارتي ،فشكره الرجل كل الشكر على هذا الموقف وقال للتاجر: هل تعلم أنه سيأتي زمان تصبح فيه السمعة آخر ما يهم التاجر؟ أو بالأحرى تهم من ينقبون عن الآثار ليضعوها في المتاحف.
الحكاية تعكس بكل بساطة حال شعبي في بلاد الجزيرة المحتجزة والمرهونة بحكم آل سعود الظالم والديكتاتوري.. الحقيقة أن تقاعس وعدم الاهتمام بمصيرهم أبناء شعبي هو العامل الرئيس في بقائهم في السلطة واستمرارية سياستهم المتفرعنة والرامية الى إفساد مجتمعنا بكل الوسائل المتاحة لهم حيث نجحوا مع كل الأسى والأسف في ذلك نوعاً ما ولم يعد الفسق والفجور الذي بات يتفشى في صفوف شبابنا يكفيهم، امتهنوا مهنة إدمانهم لتضحى بلاد الحرمين تحتل مركز الصدارة وباتت "عاصمة المخدرات" في الشرق الأوسط، والتقارير الرسمية تتحدث من أن أكثر من40% من مدمني المخدرات السعوديين يستخدمون"الكبتاغون" الذي أضحى يباع ويشترى في الكثير من المحلات كعلب السجائر بعلم أجهزة أمن آل سعود.
كل ذلك سببه من ينتهج سياسة النعامة فيحب الشخص الطيب لكنه لا يعطيه حقه، ولا يحبون الشخص السيء لكنهم يحسبون له الف حساب!!".. فما كان من السلطة القمعية الحاكمة إلا أن تواصل سياسة تضييع الشعب وإشغاله بلقمة العيش الصعبة المراد ورفع نسبة التضخم وأسعار المواد الاستهلاكية والغذائية والطاقة، ما تسبب في إتساع رقعة البطالة وإفشاء الفسق والفجور و... ثم غيِّبت عقله وخلطت السياسة بالاقتصاد، والدين بالرياضة والرفاهية والمجون والمخدرات.
المشكلة ليست في أنه لا يوجد حل لمشاكلنا، لكن المشكلة أنه لا أحد يسعى للحل ولا يسعى لذلك، الحل يكمن في إرادة الشعب بالتخلص من النظام القمعي الهمجي القبلي الإجرامي الدموي الجاثم على صدورنا.. فى بلادنا باتت السياسة تحمى تجاوزات الأمن والأمن يحمى تجاوزات السياسة، وأضحى المواطن «الساندوتش» محصوراً بين السياسة والأمن بفتاوى دينية مزيفة محرفة لا صلة لها بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد، وأنما هي نتاجات أهواء نفسية لأشخاص ذوي عقد السلطة والمال والجاه فباعوا دينهم وآخرتهم برضى أسيادهم وأوثانهم، وساعدوهم في غسل أدمغة شبابنا ومشايخنا فباتوا يهابون السلطة ويرضخون لقراراتها الجائرة والبعيدة عن حكم الخالق.
آل سعود اكتشفوا في القرن الماضي أن شبه الجزيرة مصدر الطاقة في العالم، لكنهم حتى لا يريدون أن يفقهوا أن في الجزيرة العربية شعب يريد استقراره وحريته وقراره السيادي والسياسي، فحولوا البلاد التي هي قبلة للمسلمين الى "طفاشة" مجرمين ولصوص وفراعنة، ومشايخ إرهاب وتكفير، ولم يكتفوا بل عملوا ويعملون على تفسيق مجتمعنا المغلوب على أمره في أرضه، وتسقيطه خلقياً وأخلاقياً بذريعة الترفيه والحداثة والتقدم، وأخذ آل سعود يرقدون على مستقبلنا وثرواتنا ورقابنا لنفطس، كما ترقد الطيور على بيضها ليفقس، وأصبحوا يعالجون سلطتهم المتهاوية على نفقة المواطن مادياً وجسدياً.
تقارير الاستخبارات الغربية تشدد أن عمليات ضبط الكبتاغون أضحت شأناً عادياً داخل السعودية. مشيرة الى أن هذه الحبوب المخدرة صغيرة الحجم وسهلة الصنع، يتم إنتاجها بكميات كبيرة في المنطقة لتلبية الطلب السعودي حيث أصبحت المملكة سوقاً مربحة للتجار، تضاعف الطلب فيها على الكبتاغون خلال السنوات الست الأخيرة أي منذ مجيء سلمان المصاب بالزهايمر العضال وأبنه المدلل الطائش المعتاد على استخدام مختلف أنواع المخدرات، فبات شأنه أن يكون الشاب السعودي يعيش ذات حالته المزرية، إضافة الى تزايد الطلب في المملكة على القنب والقات وذلك بفضل تقليل خبراء السلطة من آثار هذه العقاقير التي تسبب الإدمان على الأجيال الشابة- وفق خبراء.
يكرر الكثير من ذوي النفوس الضعيفة من أنه هذا قدرنا في مملكة الذهب الأسود ندفع ثمن الفوضى والفساد والدمار والإجرام والإدمان ونهب الثروات والسمسرات التي يرتكبها أمراء آل سعود.. هذا قدرنا بهذا البلد حيث كل واحد من اولاد ال سعود يغتصب ما يشاء و الفاجر بياكل مال التاجر، والسلطة تنهب لقمة عيش الشعب بكل برودة ضمير.. وعلى عينك يا مواطن طالما تبقى على هذه العقلية الهزيلة.
ارسال التعليق