وحان وقت إنزال المارقين من على ظهر البعير، ومحاسبتهم
[حسن العمري]
بقلم: حسن العمري
"إهمال السلطات السعودية الخطير لحقوق الإنسان هو نتيجة إعتقادهم بأن حكم القانون لا ينطبق على ولي العهد محمد بن سلمان وقادة المملكة الآخرين.. على قادة العالم والرأي العام خاصة وسائل الاعلام مواصلة المطالبة بوضع حدّ لانتهاكات الرياض ذات السجل الحقوقي المرير والخطيرة وإنصاف ضحاياها.. هناك إرتفاع حاد في حالات الإحتجاز التعسفي للدعاة والناشطين المطالبين بحرية الرأي والتعبير وإنهاء الحرب على اليمن.. السعودية تحتجز آلاف الأشخاص لسنين، والبعض لأكثر من عقد من الزمن، دون إخضاعهم لأي إجراء جنائي أمام المحاكم” - منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية المعنية بحقوق الانسان.
ردود الأفعال الدولية آخذة بالتصعيد مطالبة بضرورة محاسبة القتلة المارقين الذين يرون في أموال البترول خلاصاً لهم من المحاسبة والعقاب بشراء الذمم والدعم لبقاء سلطتهم ونظامهم الهمجي البربري الذي لا يكن أدنى إحترام للاتفاقيات والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان ويضرب عرض الحائط كل ما تنص عليه الديانة الإسلامية السمحاء موهمين الشعوب بأنهم حريصون على التشبث بمبادئها، فيما عرشهم يطفو على بحر من الدماء والدموع، سقوه طوال عقود مضت من رقاب الأبرياء وعيون الثكالى.. أنه عرش أمراء “آل سعود”.
لقد حان وقت الأضاحي ولابد من إنهاء السلمانية في المملكة رغم تمسك الرئيس الأمريكي بها بذريعة تأمينها لمئات آلاف فرص العمل للأمريكيين، فيما الأصوات ترتفع لوقف العدوان على اليمن تضليلاً على قضية خاشقجي وما تسببت من تأليب للرأي العام ضد سلمان ونجله اللذان قتلا عشرات آلاف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ بالحصار الظالم الجائر وأستخدامهما للأسلحة المحظورة دوليا في قصف البنى التحتية والمدارس والمساجد والطرقات والجامعات والأسواق وحفلات الزفاف والمستشفيات في اليمن ولم يسلم من وحشيتهما حتى الإبل والدواجن.
السيناتور الجمهوري راند بول أنتقد بشدة حكام الرياض خلال تجمع انتخابي حضره نجل ترامب في "مونتانا"، قائلا: السعودية راعية للإرهاب ولم يعد بإمكان واشنطن غض الطرف عن سلوكها.. الإرهاب موجود في العالم لأن السعوديين يمولونه.. قادتها متورطون في حرب اليمن حيث يموت عشرات الآلاف من المدنيين.
صحيفة "الفاينانشيال تايمز" كتبت إن عملية قتل الصحفي جمال خاشقجي في مقر قنصلية بلاده بإسطنبول كانت بمثابة رسالة مرعبة وجهتها الأنظمة القمعية العربية لمعارضيها مفادها أن هذه الأنظمة مستعدة للقيام بأي شيء في سبيل قطع الطريق أمام أي محاولات لانتفاضة جديدة على غرار الربيع العربي الذي اندلع عام 2011، حيث يواصل الحكام العرب في الإمارات والبحرين ومصر بإستهداف معارضيهم بحزمة من الإجراءات القمعية بعد مرور سبع سنوات على الانتفاضة التي شكلت تحديا شعبيا واسعا لسلطات حكام هذه البلدان المستبدين.
نائب مساعد وزير الحرب الأميركي السابق وليام ويشسلر كتب في مقاله بمجلة "ناشونال إنترست" الأميركية يقول: إن العائلة الحاكمة في السعودية تسعى جاهدة لحماية ولي عهدها من تداعيات القرارات غير الحكيمة.. فعلاقتها مع واشنطن قد بلغت الحضيض، ومصداقيتها تلقت ضربة هائلة، ليس أقلها من المسؤولين الأميركيين على خلفية مقتل خاشقجي.. السعودية لن تتمكن من تحقيق النجاح ولا تستطيع إصلاح اقتصادها، وليس بمقدورها الدفاع عن نفسها دون وقوف الولايات المتحدة الى جانبها.
المرشح الرئاسي الأمريكي السابق السيناتور "بيرني ساندرز" والعشرات من زملائه بدأوا حملة جديدة لدفع ترامب نحو وقف الدعم الأمريكي للرياض في عدوانها على اليمن الذي أحدث أسوأ مأساة انسانية - وفق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ونقل ساندرز في مقاله بصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية وجهة نظر الكونغرس ولآول مرة بعد أكثر من ثلاث سنوات من السكوت على العدوان، وكتب: "حرب اليمن لم تخلف وراءها سوى كارثة إنسانية في واحد من أكثر بلدان العالم فقراً، كما أن الكونغرس لم يعطِ الإذن بالتدخل الأمريكي في هذه الحرب؛ ومن ثم فهي غير دستورية.. إيقاف الدعم الأمريكي هو البداية لمعاقبة المارقين”.
بغية تحاشي الضغوط المتزايدة بادرة الإدارة الأمريكية الى اعلان وقف الحرب في اليمن لكن بمخرج سعودي هزيل هو ذاته الذي قامت الحرب بسببه أي تقسيم اليمن الى أقاليم، ما دفع باليمنيين وفي مقدمتهم الحوثيين الى رفض المبادرة الأمريكية الخبيثة التي حظيت بدعم البلدان الداعمة للرياض في عدوانها وهي بريطانيا وفرنسا ايضاً، وكتبت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في هذا الخصوص: المبادرة التي أطلقتها إدارة ترامب بشأن اليمن أنها منحازة لصالح السعوديين الذين لطالما برروا إراقة دماء الأبرياء في اليمن.. إذا كانت إدارة ترامب جادة في وقف حرب اليمن عليها ايجاد طريقة لمقاومة كذب وقسوة نظام محمد بن سلمان".
السيناتور عن الحزب الجمهوري ليندسي غراهام أعاد هجومه العنيف مرة اخرى على ولي العهد السعودي، مكرراً أقواله السابقة بأنه “لا يمكن أن يكون قائدا للسعودية ويجب عليه أن يرحل.. محمد بن سلمان صبي وكرة مدمرة وولي عهد مارق.. لوّث نفسه وأمريكا معاً”، ليعيب عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور الجمهوري راند بول على ترامب إصراره بدعم نجل سلمان بشنه هجوم لاذع على سلطات الرياض خلال مقابلة له مع القناة الأمريكية "سي أن أن" بقوله: "من سخرية القدر أن تكون لدى السعودية الجرأة لإعطاء محاضرة لأي كان في أمريكا"، مضيفاً هناك الآلاف من السجناء السياسيين معتقلين في السعودية دون محاكمة منذ سنوات.. وقد قتلوا شيخا شيعيا اسمه نمر النمر العام الماضي، ويعتقلون ابن أخيه لأنه شارك في مظاهرات سلمية.. لا ينبغي للسعودية أن تلقن أحداً دروساً عن افتراض البراءة".
موقع "ميدل إيست آي" البريطاني كشف أسباب وخلفيات عودة الأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية الأسبق، والشقيق الأصغر لسلمان بشكل مفاجئ للمملكة بعد غياب طويل في لندن، مشدداً أنه تمهيد لتوجيه الضربة القاضية لولي العهد السعودي الذي اصبح ساماً لا يمكن تحمله بعد – وفق أحد المقربين من العائلة المالكة، كاشفاً أن تحرك أحمد بن عبد العزيز جاء بعد مناقشات مع مسؤولين أمريكيين وبريطانيين تعهدوا له بأنه لن يتعرض للأذى وقدموا له ضمانات بحمايته، وشجعوه على لعب دور في الحكم.
تقول "روبن رايت" الصحفية الأمريكية المتابعة لشؤون الشرق الأوسط، في مقال لها بمجلة "ذا نيويوركر" الأمريكية، إنه سيتم تعيين ولي عهد جديد بدلاً من أبن سلمان خاصة وأن هناك سوابق في هذا المجال فمنذ وصول سلمان للسلطة قبل ثلاث سنوات، قام باستبدال ولي العهد مرتين الأولى بطرد الأمير مقرن في عام 2015، والثانية مع الأمير محمد بن نايف، ليفسحا الطريق أمام ابنه محمد؛ مستشهدة بتصريحات المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات الأمريكية، بروس ريدل، التي قال فيها: "ثمة عدد من كبار الأمراء يهمسون في أذن الملك بأن الوقت قد حان لتنحية ابنه وإحلال ابن آخر أو عضو من العائلة كولي جديد للعهد. هؤلاء لابد أنهم مدركون لما يشكله بن سلمان من مخاطر على المملكة اليوم".
ارسال التعليق