في مشهد يعكس تحوّل البوصلة الاستثمارية السعودية، يبدو أن مشروع نيوم في تبوك الذي وُصف بأنه مدينة المستقبل بدأ يخفت بريقه، لتتحوّل أنظار الرياض نحو العالم الافتراضي بعد فشل مساعيها في العالم الواقعي.

هذا ما خلص إليه المقال الصادر عن وكالة بلومبيرغ في 24 من أكتوبر الجاري، جاء فيه، بعد ثماني سنوات على إعلان المشروع عام 2017، والذي قُدّرت تكلفته بنحو 500 مليار دولار، تشير التطورات الأخيرة إلى أن “الحلم المعماري العملاق تعثّر أمام تحديات التمويل والتنفيذ والواقعية” بحسب المقال.

مع انعقاد قمة مبادرة مستقبل الاستثمار، تكشف الرياض عن فصلٍ جديد من رؤيتها الاقتصادية: ضخّ مليارات الدولارات في قطاعات الذكاء الاصطناعي، وألعاب الفيديو، والتقنيات المتقدمة، وهو ما يطرح تساؤلات حول هروب الرياض من واقع المشاريع التي لم تكتمل.

الجدير بالذكر أن معظم المشاريع السعودية التي كان مفترض أن تشكل بديلًا عن الاقتصاد النفطي، فشلت بعدما كلّفت خزينة الدولة مئات مليارات الدولارات بما في ذلك مشروع الدرعية والقدّية وتروجينيا وذا لاين والبحر الأحمر وغيرها الكثير، فيما لا يزال الاقتصاد السعودي رهينة لتقلّبات سوق النفط.