فلسطين وآل سعود
الخلايجة يشترطون حل حركة حماس مقابل الاعمار
اعتبرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن زيارة ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصهره جاريد كوشنر، إلى الرياض وأبو ظبي لم تسر كما كان متوقعًا في الولايات المتحدة، بعدما وضع السعوديون شرطين من أجل المشاركة في إعادة إعمار قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي سعودي قوله أن "السعوديين" رفضوا في اجتماع الطلب الأمريكي بتولي دور محوري في تنفيذ خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، بما في ذلك المشاركة في قوات الأمن والإدارة المدنية والاستثمار في إعادة الإعمار.
ووفقًا للمصدر السعودي، كان الرد الذي نُقل إلى المبعوثين الأمريكيين قاطعًا: "السعودية" لن تشارك طالما لم يُلبَّ شرطان أساسيان: الأول نزع سلاح حماس وتسليمها السلطة؛ والثاني مشاركة السلطة الفلسطينية منذ مرحلة مبكرة في إعادة الإعمار وتولي المسؤولية الحكومية.
وأضاف المصدر: "كان النقاش حول هذا الموضوع مقتضبًا، واستحوذت القضية الثانية التي طُرحت، وهي الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والسعودية، على معظم الوقت".
وأضاف مسؤول سعودي رفيع المستوى أن دول الخليج قلقة للغاية من الاتفاقية الأمنية الشاملة الموقعة بين الولايات المتحدة وقطر، قائلا: "هذا يعني أن قطر ستضمن بقاء حماس في غزة وعودتها إلى السلطة في أول فرصة".
وذكرت الصحيفة أنه "سبق أن نشرت انتقادات لاذعة للسعودية والإمارات العربية المتحدة تجاه سعي الأمريكيين إلى تعزيز دور قطر القيادي في المنطقة. ويطالب السعوديون الآن باتفاقية أمنية موازية على الأقل، ولكن بشروط أفضل، ويعربون عن قلقهم من استمرار قطر في دعم فروع جماعة الإخوان المسلمين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والتي تُقوّض الاستقرار في الدول العربية".
وأضافت "يرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الشرط السعودي الأول المتعلق بتفكيك حماس مقبولٌ بصدر رحب، بينما يُثير الشرط الثاني، المتعلق بمشاركة السلطة الفلسطينية، قلقًا بالغًا. تجدر الإشارة إلى أن السعوديين يشترطون أيضًا دعمهم للسلطة الفلسطينية بإجراء إصلاحات واسعة النطاق، بما في ذلك مكافحة التطرف، لكن هذه الشروط لم تُطرح في الاجتماع الأخير".
وأشارت الصحيفة إلى أن "كوشنر وويتكوف نقلا أيضًا رسائل من إسرائيل إلى السعوديين، تتعلق بمرحلة ما بعد انتهاء الحرب بشكل كامل، والتطبيع، وتوسيع نطاق اتفاقيات أبراهام. وقد أوضح الاجتماع أنه بدون وجود أفق حقيقي لإقامة دولة فلسطينية، وفقًا للخطة السعودية، لن يكون هناك أي تقدم سياسي " أي الانضمام إلى الاتفاقيات".
وقالت إنه "في الإمارات، كالعادة، تتسم التصريحات بطابع دبلوماسي أكثر، وإن كانت تحمل رسالة مماثلة، فالإمارات تشارك بالفعل في إعادة تأهيل وبناء البنية التحتية في المناطق الإنسانية التي تُبنى في الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية. ووفقًا للبيان الرسمي، ركزت المحادثة بين المبعوثين الأمريكيين وطحنون بن زايد، مستشار الحاكم محمد بن زايد، على سبل إرساء الاستقرار وضرورة إنهاء الحرب".
وأضافت "لكن تصريحات أنور قرقاش، المستشار السياسي لبن زايد وأحد أبرز الشخصيات في السياسة الخارجية الإماراتية، توضح أن تدخلهم الواسع ينتظر أيضًا خروج حماس من المشهد، حتى لو لم يُذكر اسم المنظمة صراحةً".
وقال قرقاش: "العودة إلى الوضع قبل 7 أكتوبر لن تكون صائبة ولن تُسهم في الحل.. الإمارات تدعم التحركات الأمريكية، ولكن بشرطين: توضيح الوضع السياسي المستقبلي، والحاجة إلى أرضية أمنية مستقرة. لن نرسل أبناءنا إلى ساحة معركة دون فهم واضح للوضع على الأرض".
واعتبرت الصحيفة أن "الرسالة الواضحة هي أن الإمارات ستواصل على الأرجح تقديم المساعدة والتمويل لإعادة الإعمار في المناطق الإنسانية الآمنة، لكنها ستبقى مع السعوديين خارج المشهد السياسي، على الأقل في الوقت الحالي. سيبقى وزن قطر ومصر وتركيا مهيمنًا " وهو بالضبط ما كانت تخشاه دول الخليج".
وفي سياق متصل، سلطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الضوء على ما وصفته "التنافس الخليجي" في كسب الصورة المتعلقة بقطاع غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن "السعودية" والإمارات اللتان تسعيان إلى اعتبار نفسيهما القوة المُعيدة للسلطة في غزة، تجدان صعوبة في تقبّل الدور المهم لقطر، فكلتاهما تشترطان تعاونهما الاقتصادي والأمني مع تل أبيب بإنهاء حكم حماس ونزع سلاحها بالكامل".
وتابعت: "بينما تفضّل قطر استعادة سريعة وغير مشروطة تقريبا، مما قد يُعيد التمويل المباشر لحركة حماس ويُعمق نفوذ الدوحة"، مشيرة إلى أن التوقعات في تل أبيب أن تكون الرياض وأبو ظبي هما القوة الأساسية لقيادة عملية إعادة إعمار قطاع غزة.
وزعمت الصحيفة الإسرائيلية: "الدولتان الخليجيتان تضعان شروطا أساسية لمشاركتهما المحتملة، الأول تفكيك منظومات أسلحة حماس على الأقل الهجومية منها، وتشكيل حكومة جديدة لا تكون فيها حماس صاحبة السيادة، إلى جانب وقف إطلاق نار طويل الأمد، وانسحاب إسرائيلي تدريجي".
وذكرت "يديعوت" أن "السعودية" والإمارات تعتقدان أن إعادة إعمار غزة جزءا من إطار أوسع لإعادة تصميم الساحة الفلسطينية، ولكنه إطار سيستند إلى تغيير جذري في هيكل السلطة في القطاع.
وزعمت أن "مطلب نزع السلاح لا ينبع من المخاوف الأمنية المتعلقة بحماس فحسب، بل من إدراك أن استمرار وجود منظمة مسلحة كقوة سيادية سيُديم حالة عدم الاستقرار ويُعرض استثماراتها للخطر، إذ أن عشرات المليارات على المحك، ويسود شعور عام بالإرهاق في العالم العربي من الحرب الدائرة والخوف من تدهور إقليمي يُعيق مسيرة التوسع الاقتصادي لدول الخليج".
وأكدت أنه في نظر الولايات المتحدة تعد قطر وسيطا موثوقا ساهم في تحقيق وقف إطلاق النار، ولهذا السبب يصعب على تل أبيب التحرك ضدها، نظرا لأن ذلك سيعتبر محاولة لانتهاك المصالح الأمريكية وآفاق التوصل إلى اتفاق.
وأشارت إلى أن غياب القادة "السعوديين" والإماراتيين عن قمة شرم الشيخ، يظهر عدم رضاهم عن الخطة الأمريكية والمكانة الممنوحة لقطر وتركيا.
وختمت "يديعوت" أنّ "مستقبل الترتيب في غزة يعتمد على إمكانية إيجاد آلية تضمن نزع سلاح حماس تدريجيا دون انهيار الإطار بأكمله"، مضيفة أن "الجمع بين نزع السلاح التدريجي والانسحاب الإسرائيلي المنسق ونشر قوات أمن فلسطينية مدربة، سيسمح باستقرار العملية الإقليمية، ودون ذلك ستبقى إعادة الإعمار حبرا على ورق وستعود الحرب".
ارسال التعليق