التغيير

كشف موقع “ميدل ايست آي” البريطاني، تفاصيل قرار أصدره الملك سلمان بن عبد العزيز، يقضي بتعيين الشيخ سعود المعجب، المدعي العام للمملكة الذي أُوفِد إلى تركيا في 2018 للتحقيق في وفاة جمال خاشقجي، رئيساً لهيئة كبار العلماء.

وقال الموقع، إن الملك أصدر سلسلة مراسيم ملكية تنص تعيد تشكيل مجلس الشورى والمحكمة العليا وهيئة كبار العلماء في المملكة، وأمرت المملكة بـ”إصلاح” المجلس، الذي يرأسه المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، بتعيين 20 شخصاً فيه منهم المعجب.

قضية اغتيال جمال خاشقجي

وكان المدعي العام قد تعرضت لانتقادات تركية عقب مغادرته الدولة في أكتوبر/تشرين الأول 2018، ورفضه الرد على أسئلة مهمة من نظرائه الأتراك عن مقتل خاشقجي في القنصلية في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول.

ووصل المجيب إلى إسطنبول في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، حيث عقد مباحثات مع النائب العام. وقيل إنَّ المسؤولين الأتراك شعروا “بارتياب بالغ” تجاه المعجب؛ إذ رفض مراراً الإجابة عن الأسئلة الخاصة بوجود جثمان خاشقجي.

فيما نقل تقرير الموقع البريطاني عن عبد القادر سيلفي، كاتب الأعمدة في صحيفة Hurriyet التركية قوله: “لماذا أخفى المدعي العام المعلومات حول الجثمان عن نظرائه الأتراك؟ ربما لأنه لم يزُر تركيا لحل قضية القتل بل لإنقاذ بن سلمان”.

بدوره، قال مسؤول تركي رفيع لوكالة الأنباء الفرنسية Agence France-Presse في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2018 إنَّ المسؤولين في المملكة الذين جاؤوا برفقة المعجب بدوا غير راغبين في “التعاون بصدق” مع تركيا. كما أضاف المسؤول التركي، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: “بدا المسؤولون مهتمين بالأساس في معرفة الأدلة التي توصلت لها السلطات التركية ضد الجناة.

محاكمة سلمان العودة

يُذكر أنه في أثناء شغل المعجب منصب المدعي العام، أشرف على مقاضاة العالم التقدمي الشهير سلمان العودة لنشره تغريدة دعا فيها لتصالح المملكة مع قطر، والناشطة المرشحة للفوز بجائزة نوبل لُجين الهذلول بسبب تظاهرها للمطالبة بحق النساء في القيادة.

إذ تم اعتقال الشيخ سلمان العودة ضمن تداعيات انقلاب مفاجئ في سياسة الملك سلمان و محمد بن سلمان، بعدما بدأ بالتقارب مع علماء الدين في المملكة وتحسين العلاقات مع قطر.

أدى هذا الانقلاب في السياسة إلى فرض حصار مفاجئ على قطر، وانضمَّت المملكة للحرب الإماراتية المصرية على تنظيم الإخوان المسلمين وعلى التيار الإسلامي الذي يوصف بالمعتدل.

غير أن اللافت أنه قبل اعتقال العودة، سبق أن اتصل الملك سلمان به لتعزيته في وفاة زوجته وابنه في حادث سيارة.

حقائب مليئة بالحلويات والمكسرات

المعجب الذي منذ وصوله إلى تركيا بشأن التحقيق في القضية بالتعاون مع الأتراك، لا يريد أن يقدم المزيد من المعلومات عن الجريمة التي أثارت غضب العالم منذ قرابة الشهر، بحسب ما قاله الأتراك بعد مغادرته الأربعاء 31 أكتوبر/تشرين الأول 2018، لفت الانتباه أثناء عودته إلى الرياض من خلال الحقائب التي كانت تحمل على العربات الصغيرة، لتوضع في الطائرة التي سيعود بها إلى المملكة.

بحسب الصور التي نشرتها صحيفة AHABER التركية، فإن النائب العام حرص على شراء كميات كبيرة من الحلويات والمكسرات التركية.

الصحيفة التركية أوضحت أنه قبل وصول النائب العام إلى مطار أتاتورك وصلت سيارة خاصة كانت تحمل الحقائب التابعة للمعجب، ونزل منها 4 أشخاص قاموا بوضع العبوات والحقائب في عربات صغيرة لنقلها إلى الطائرة.

الجدير ذكره، أعاد الملك سلمان بن عبدالعزيز أول أمس الأحد، تشكيل مجلس الشورى، بتعيين 150 عضوا وعضوة، بينهم 30 امرأة، حافظت 12 منهن على عضويتهن من الدورة السابقة، فيما انضمت 18 أخريات للدورة الجديدة.

وفيما غادرت 18 امرأة المجلس، كانت بينهن إقبال درندري، عضوة المجلس التي أثارت جدلاً واسعاً بما تقدمه من مقترحات تطالب بتمكين النساء في سوق العمل والحياة العامة، وتزويج نفسها بدون إذن ولي أمرها.