آل سعود ودعم كلينتون ونتنياهو بأموال الشعب الجائع
آل سعود ودعم كلينتون ونتنياهو بأموال الشعب الجائع
* جمال حسن
تعودنا بين الحين والآخر لأن نسمع "هفوات" من أفراد الأسرة السعودية الحاكمة عبر تصريحات مثيرة للجدل على المستوى الداخلي تارة والخارجي تارة اخرى يشمرون بأذرعهم خلالها وكأنهم يمتلكون العالم برمته بما ينفقونه من بذخ على هذه الدولة أو تلك والمنظمات الأممية من أموال بترول أبناء الشعب المغلوب على أمره فيما وصل ببعض افراده ان يبحث عن لقمة عيشه في القمامة كما كشفه ناشطون محليون بالصور ومقاطع الفيديو،يجري ذلك كله من قبل نظام لتلميع صورته القبيحة حيث سلطتهم آيلة الى الزوال حسب تقارير وكالات الإستخبارات الأمريكية ومراكز الدراسات الغربية .
يقولون انها "هفوة" لسان استبقت زيارة محمد بن سلمان لواشنطن بقوله، بأن الرياض تموّل 20% من حملة المرشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية "هيلاري كلينتون" وفق ما نشرته وكالة «بترا» الأردنية الرسمية ثم عمدت الى حذفه؛ فيما الواقع يؤكد أن الأمير الشاب الأرعن أراد أن يوصل رسالة لخصومه في المملكة وخارجها بأنه سيكون الملك القادم شاؤوا أم أبوا بانتخاب "كلينتون" للرئاسة الأمريكية، فيما الأخيرة سبقته منددة بدور الأنظمة خلال خطابها في كليفلاند بولاية أوهايو قائلة: "حان الوقت ليُمنع السعوديون والقطريون والكويتيون وآخرون من تمويلهم للمنظمات المتطرفة.. يجب أن يكفوا عن دعم مدارس ومساجد متطرفة دفعت بعدد كبير من الشبان على طريق التطرف في العالم".
وزير الدفاع السعودي ظهر فور وصوله واشنطن في مهمته الصعبة والمعقدة والتي جاءت في ظروف حرجة، ولم ولن يكتب لها النجاح كسابقاتها حسب رأي المراقبين رغم تخلي السعودية عن لهجتها التصادمية وتمييع تهديدها بسحب الاستثمارات من الولايات المتحدة الأمريكية؛ بشكل خاص وملفت مرتديا ملابس “كاجوال”، استقبله وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ليستمع الى عروض شاب آل سعود المالية منها قبل السياسية التي يحملها معه لتطميع الحليف الراعي بغية عودة العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن والرياض الى مجاريها السابقة .
المرافقون لمحمد بن سلمان كشفوا أنه سيناقش خلال لقاءاته مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما وبعض المسؤولين الأمريكيين في البيت الأبيض، ووزارتي الخارجية والدفاع (البنتاغون)، إضافة إلى رؤساء الشركات الكبيرة- حسب شبكة سي إن إن الأمريكية سبل تعزيز التعاون الاقتصادي ومزيداً من الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة الى جانب ملف الأزمة في اليمن وسبل إنجاح مشاورات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الكويت، في ظل التسريبات بإرساله رسالة لطهران داعياً إياها المساعدة لخروج المملكة من المستنقع اليمني بخسائر أقل وبحفظ القليل من ماء الوجه، تاركاً القضية السورية الى إعترافات ولي العهد محمد بن نايف بفشل سياسة المملكة فيها وفي حربها على اليمن وضرورة تقديم التنازلات لإنهائهما- حسب صحيفة «الوطن» السعودية على موقعها الإلكتروني الذي أغلق بأمر من البلاط للتضليل على الفضيحة .
وكالة «بترا» الأردنية ورغم لجوئها الى حذف كلام "بن سلمان"، والذي بالإمكان الحصول عليه من خلال الدخول إلى نسخة «الكاش» عبر موقع «غوغل»، اشارت الى «تخبيصة» المغفل ولي ولي العهد بالقول: «إن المملكة لم تبخل طوال السنوات الماضية بالدعم المالي للحملات الانتخابية الخاصة بالحزبين الديموقراطي والجمهوري»، متناسياً لإرثه الزهايميري كان قد قاله مسبقاً لوكالة «بلومبرغ» الأميركية، إن «السعودية لا تتدخل في الانتخابات الأميركية، وتعتبرها شأناً داخلياً».. فيما لفت موقع «ميدل إيست آي» الذي نقل تقرير «بترا»، الى أنها «ليست المرة الأولى التي تُتَّهَم فيها هيلاري كلينتون بالاعتماد على أموال السعودية في تمويل حملتها الانتخابية»، والتي ربما سيتسبب لها مشاكل لأن القانون الأميركي يجرّم تمويل الحملات الانتخابية من حكومات أجنبية.
قبل ذلك كشفت تسريبات لما بات يعرف بفضيحة "وثائق بنما"، أن الملك سلمان بن عبد العزيز، "موّل" حملة رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال الانتخابات البرلمانية التي أجريت العام الماضي، حسب ما نقل موقع "لكم" المغربي، ايضاً نقلاً عن موقع "فيتيرانس تودي" الأمريكي والذي كشف هو الآخر نقلاً عن عضو الكنيست ورئيس حزب العمل الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، قوله أن "الملك سلمان قام بإيداع ثمانين مليون دولار لدعم حملة نتنياهو في شهر مارس 2015، من خلال وسيط سوري- إسباني يدعى محمد إياد كيالي في حساب شركة في الجزر العذراء البريطانية، المملوكة من قبل الملياردير ورجل الأعمال الإسرائيلي تيدي ساغي، الذي خصص بدوره هذا المبلغ لتمويل حملة نتنياهو"، وهو ما أكدته ايضاً قناة فرانس 24 الفرنسية الناطقة بالعربية قبل أن تجبر وبقوة المال الى حذف الخبر والتعليق بخصوصه .
يقول المراقبون أن مهمة "بن سلمان" في امريكا صعبة ومعقدة، لان أولويات الأخيرة الاستراتيجية، لم تعد المملكة على رأسها، وباتت تحتل مرتبة متدنية في قاع سلمها، ولعل الرئيس باراك اوباما لخص هذه الحقيقة في بضع كلمات في مقابلته مع مجلة “اتلانتيك” بقوله “هناك بعض الحلفاء يريدون ركوبا مجانيا للظهر الامريكي”، وهذا الزمن انتهى.. خاصة وإن الامريكيين بارعين في الخداع والتضليل، ووضع مصالحهم الاستراتيجية العليا فوق كل الاعتبارات الاخرى، ورغم أن السعودية تحتل المرتبة الأولى في زبائن شراء السلاح الأمريكي وتخصيصه فقط لإراقة دماء الشعوب العربية والإسلامية من العراق وحتى الجزائر ومن سوريا وحتى اليمن حيث بلغت أكثر من 65 مليار دولار خلال العام 2015 وفق ما ذكره راديو "سوا" الأمريكي إستناداً لتقرير شركة IHS الاستشارية الصادر يوم الأحد الماضي .
ففي مقالة نشرتها شبكة “بي بي سي” البريطانية على موقعها بقلم مندوبتها في واشنطن كيم غطاس، ان الشيء الوحيد الذي يوحد الجمهوريين والديمقراطيين الامريكيين رغم خلافاتهم الكثيرة هو انتقاد المملكة العربية السعودية وسياساتها، وتذكير زوارهم بأن النسبة الاكبر من مهاجمي برج التجارة العالمي في نيويورك كانوا من السعوديين؛ ما يجعل تطلعات الأمير الشاب المتهور لعقد اتفاقيات اقتصادية قوية وفرص جديدة للحليف الأمريكي تمهيداً لإعتلائه السلطة على حساب خصمه محمد بن نايف بدعم الإدارة الأمريكية، صعب جداً رغم الوفد الاقتصادي الكبير الذي يرافقه ورغم كل التمهيدات التي مهدتها قرارت والده المصاب بالزهايمر، إستناداً للكاتب الأمريكي ديفيد إغناطيوس في تقرير نشرته مجلة "فورين أفيرز"مؤخراً،بخصوص الانقلاب الذي أحدثه "سلمان" في السلطة والقصور الملكية وإطاحة مفاتيح قرارات كثيرة في الإدارة السعودية خلال العام الماضي، وهو العام الذي شهد فتوراً كبيراً في العلاقات بين أمريكا والمملكة، رغم تحالفهما لمدة تتجاوز السبعة عقود من الزمان.
تمويل الحملات الانتخابية لكلينتون ونتنياهو وغيرهما من الرؤساء الأمريكيين والإسرائيليين الذي لم يكشف النقاب عنهم بعد، حدثت بأموال ابناء شعبنا المسكين الذي تنخر البطالة في شبابه، وفقدان السكن في غالبيته، والفقر يزداد من نسبته، وسط إرتفاع عدد المعوزين والمتسكعين في أزقة وشراع المملكة يبحثون في المزابل والقمامة عن لقمة عيشهم في بلد الذهب الأسود .
ارسال التعليق