إدمان “محمد بن نايف” يكشف تفاقم الاضطرابات داخل العائلة المالكة (مترجم)
كتب ديفيد هيرست، كبير الكتاب في الجارديان البريطانية سابقا، مقالا في موقع ميدل إيست آي ،الذي يرأس تحريره الآن، يوضح فيه أن حقيقة القصص التي انتشرت بعد عزل محمد بن نايف من منصبه كوليا للعهد حول إدمانه للمورفين.
ويشير الكاتب إلى أن تكتيكات محمد بن سلمان وحاشيته تسببت في غضب كبير داخل بيت أل سعود والمؤشرات تتصاعد على الاضطرابات داخل العائلة المالكة.
إليكم نص المقال:
نقلت وكالة رويترز عن مصدر مقرب من ولي العهد السابق، محمد بن نايف، محادثة يزعم أنها تمت بين الملك سلمان وابن نايف، والتي وجه فيه الملك سلمان كلامه لمحمد بن نايف قائلا: أريد منك أن تتنحى، لم تستمع إلى النصيحة للحصول على علاج لإدمانك، مما يؤثر بشكل خطير على قراراتك.
لكن أكد مصدران موثوقان لي أن هذا ليس صحيحا ويشيران إلى أن سعود القحطاني، مستشار الديوان الملكي، هو مصدر قصة أن ابن نايف مدمن عقاقير مسكنة للألم وهو الذي رتب الإحاطات، كما قيل لي.
سعود القحطاني:
أصبح القحطاني أكثر من عيون وآذان محمد بن سلمان، ولي العهد الحالي، في البلاط الملكي. وقد تم تعيين القحطاني عندما استقال ابن سلمان من منصب رئيس الديوان الملكي ليصبح ولي ولي العهد.
وتواصل القحطاني مع الصحفيين السعوديين لإخبارهم بأنهم لا يستطيعون الكتابة أو التغريد. والدور المظلم الذي تمت ممارسته سابقا من قبل خالد التويجري، الرئيس السابق للديوان الملكي في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، يمارسه القحطاني الآن.
معرفة هذا يصنع فرقا جوهريا في التقارير نفسها. لم يعد هناك وصفا لما يجري خلف ستائر القصر الملكي السعودي الشائنة. وقد تكون تلك التقارير، سواء بقصد أو غير قصد، جزءا من الحملة الرامية إلى إنهاء الضحية.
لم يتم فقط تخطيط الإطاحة بمحمد بن نايف مسبقا بشكل غير رسمي لإفساح الطريق أمام الابن الصغير للملك المريض، لم يتم فقط تجريده من حراسه الشخصيون ومستشاريه وهواتفه المحمولة حتى أجبر على الاستقالة والتصوير يؤدي يمين الولاء لابن عمه الأصغر سنا. ولكن أيضا ما حدث هو إذلال أعقبه حملة إعلامية تشوهه كمدمن مورفين.
ومن المفارقات أن هذه هي نفس التكتيكات التي استخدمها بلاط الملك عبد الله في محاولة لوقف الأمير سلمان، ولي العهد، من وراثة العرش. حاول التويجري استخدام خرف سلمان كوسيلة لإيصال الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز إلى الصدارة. لكن انقطعت المؤامرة بسبب موت الملك في وقت مبكر. والآن ابن سلمان يتحرك من نفس مسرح اللعب.
بيت آل سعود مقسم:
ورغم ذلك، فإن هذه التكتيكات تسبب رد فعل عنيف داخل بيت آل سعود. قيل لي إن هناك غضبا كبيرا من طريقة سحب ابن نايف إلى مذبحة الإطاحة.
قال أحد الأمراء إن هذه ليست السعودية التي يعرفها. وقارن بين العداء المرير الحالي بين ابن سلمان وابن نايف بصراع السلطة المطول بين الأمير فيصل والملك سعود.
عند نقطة ما، أمر فيصل الحرس الوطني ليحيط قصر الملك، لكنه لم يسمح لأي من حاشيته تشويه سمعة الملك الذي أجبر في نهاية المطاف إلى التوجه نحو المنفى. تم الحفاظ على الكرامة والخصوصية طوال الوقت. هذا ليس هو الحال اليوم، وربما هذا هو السبب في شعور السعوديين أن ابن سلمان يأخذهم إلى طريق مجهول.
وقد بدأت حملة على وسائل التواصل الاجتماعية في بلد يمكن لتغريدة على تويتر أن تضعك خمس سنوات في السجن. وكان ابن الملك فهد، عبد العزيز بن فهد، قد غرد تحت هاشتاج “لا لإيذاء محمد بن نايف”.
وقد برز شخصان كوجه عام لمعارضة ابن سلمان. الأول هو الأمير متعب بن عبد الله الذي يحتفظ بمكانته كوزير ورئيس للحرس الوطني، والآخر هو الأمير أحمد بن عبد العزيز، الأخ الأصغر للملك سلمان.
وقد انتشر مقطع فيديو مصور بالهاتف المحمول لقاعة استقبال عزاء بعد جنازة عبد الرحمن بن عبد العزيز، شقيق أحمد والملك سلمان. ولم يظهر في الفيديو سوى صورتين فقط في حفل الاستقبال – هما الملك عبد العزيز، مؤسس الدولة السعودية، والملك سلمان الحالي رغم أن الجدار لديه مكان لثلاثة صور كبيرة، ولكن اثنين فقط تم تعليقهم. يبدو أن هذه هي الطريقة التي ترسل بها رسالة في البلاد اليوم.
مجموعة العشرين وإصلاح الجيش السعودي:
هناك مؤشرات أخرى على الاضطرابات داخل العائلة المالكة. لم يظهر الملك ولا الملك المستقبلي في اجتماع مجموعة العشرين الأخير الذي تعتبر المملكة عضوا فيه. ما هي المشكلة التي كانت قوية بما فيه الكفاية لإبقاء ابن سلمان في المنزل، ومنعته من الانتقال إلى المسرح الدولي كأمير منتظر؟ وكانت مجموعة العشرين فرصة ذهبية للدخول في دائرة الضوء. شيء ما منع ابن سلمان من الذهاب.
وستكون القضية القادمة هي إصلاح القوات المسلحة. هناك أسباب وجيهة لدى ابن سلمان لتعزيز القوات العسكرية في المملكة. على الرغم من عدم وجود مراكز قوة منافسة في المملكة، هناك رغبة لإنشاء هيكل دفاع موحد يضم جميع القوات البرية الثلاث في المملكة.
محمد بن سلمان لا يثق في الحرس الوطني، الذي تم تشكيله في الأساس لإعطاء وظيفة للمتطوعين الذين يقاتلون مع مؤسس الدولة، أو قوات وزارة الداخلية التي لا تزال موالية للمخلوع ابن نايف. لذلك هو يخطط لتوسيع الحرس الملكي، مستخدما الجنود الأمريكيين السابقين لإعادة بناء القوة.
في حالة ابن سلمان، لم يعد السؤال حول ما يمكن أن يحدث خطأ بالنسبة للشاب المطلي بالجاذبية، ولكن أن بدلا من ذلك حول ما يمكن أن يحدث بشكل صحيح؟ هذه هي السمعة الطائشة التي أنشأها بالفعل.
من الواضح أن الحملة التي أطلقها ضد قطر كانت تهدف إلى إحداث انقلاب. هناك تقارير موثوقة تفيد بأن ابن سلمان استقبل عضوا في آل ثاني، العائلة المالكة القطرية، قبل اختراق موقع الدوحة الرسمي.
وكان من المفترض أن تكون القنبلة الإعلامية التي أسقطها على قطر مسبوقة بغزو بري، ولكن لسبب أو لآخر، لم تتحرك الدبابات قط ولم يحدث الانقلاب نفسه.
لا أحد تراوده أوهام الآن أن ابن سلمان قد لا يصبح ملكا مستقبليا. لقد جمع كل القوى. ومع ذلك، فإن الأمير الشاب المندفع لن يتمتع بالحماية كملك التي يتمتع بها والده سلمان البالغ من العمر 81 عاما.
لا أحد يطالب بإزالته، على الرغم من أن الملك يظهر أعراض الخرف. علامة واحدة على هذا هو ارتباكه وتشتت انتباهه في المحادثة وفي رحلاته في الخارج. ولمكافحة هذا، يرافقه الأثاث من قصره لجعله يشعر أنه في المنزل.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الملك الحالي محمي بوضعه ومكانته ككبير للعائلة. هذه هي بوليصة التأمين التي لن يستفيد منها ابنه الصغير، الذي سيكون وضعه في البلاد أقرب إلى رئيس الوزراء الذي يتم الحكم عليه وفقا لأدائه بدلا من مكانته.
وهذا يعني أن ابن سلمان سوف يهاجم على أي شيء يسير على نحو خاطئ. وبما أن المملكة تعاني من سوء مزمن في طريقة الحكم والإدارة، فإن الصفوف المتنامية لأعداء الأمير داخل العائلة المالكة وخارجها لا تعتقد أنها ستضطر إلى الانتظار.
ترجمة : شيماء محمد
ارسال التعليق